السلام في يد آية الله
نشرت صحيفة «نوفي إيزفيستيا» الروسية مقالاً جاء فيه: دخلت المفاوضات بين المجموعة السداسية الأعضاء الخمسة في مجلس الأمن الدولي وألمانيا من جهة، وإيران من جهة أخرى، في موضوع البرنامج النووي الإيراني، مرحلتها الختامية. ويتوقف مصير العقوبات المفروضة على إيران، وبالتالي سعر النفط العالمي، على نتيجة تلك المفاوضات.
ويتوجّب على الجانبين التوصّل إلى اتفاق سياسي بينهما قبل 30 حزيران الجاري.
فيما تقول وسائل الإعلام الغربية، نقلاً عن بعض الدبلوماسيين المشاركين في المفاوضات، إن هناك حاجزاً مفاجئاً ظهر على طريق بلوغ الاتفاق. وهذا الحاجز يتمثل في صحة المرشد الأعلى للثورة الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي.
وسبق لوسائل الإعلام الغربية أن دفنت الزعيم الديني الإيراني أكثر من مرة، علماً أن السلطات الإيرانية كانت قد أعلنت أن علي خامنئي البالغ من العمر 75 سنة يعاني من مرض سرطان البروستات، وقد أجريت له بضع عمليات جراحية صعبة.
والأخبار عن الموت السريع المحتمل للزعيم الديني الإيراني غالباً ما تقوم على تفسيرات عدّة للمعلومات الواردة من وسائل الإعلام الإيرانية. لكن صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية تكهّنت هذه المرّة في الموت السريع للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية استناداً إلى أقوال أدلى بها دبلوماسيون «مجهولون» مشاركون في المفاوضات.
إن الدور الذي يلعبه المرشد الأعلى للثورة الإيرانية في نظام السلطة في طهران لا مثيل له في العالم، إذ لا يمكن اتخاذ أيّ قرار هام في مجال الدين والسياسة والاقتصاد من دون موافقته. ناهيك عن سيطرته التامة على الحرس الثوري الإسلامي الذي يعدّ أكثر قدرة وفاعلية من الجيش الإيراني. فيما لا يزال علي خامنئي يشغل منصب المرشد الأعلى على مدى ربع قرن، أي بعد وفاة آية الله الخميني عام 1989.
لذلك، كثرت التكهّنات حول من سيرث منصب المرشد الأعلى بعد وفاة علي خامنئي. ويشار هنا غالباً إلى آية الله محمد يزدي البالغ من العمر 84 سنة بصفته نصيراً راسخاً لأفكار الثورة الإسلامية وسياسياً محافظاً.
وانتخب يزدي في آذار الماضي رئيساً لمجلس الخبراء الذي يضمّ 86 عالماً دينياً يُنتخَبون لثماني سنوات، وينتخب المجلس بدوره المرشد الأعلى للثورة الإيرانية.
وهناك مرشح ثان، وهو صادق لاريجاني البالغ من العمر 54 سنة، رئيس النظام القضائي الإيراني، وهو مدعوم من قبل آية الله علي خامنئي. وكان أخوه علي لاريجاني يترأس سابقاً الوفد الإيراني في مفاوضات البرنامج النووي الإيراني.
ويذكر اسم صادق لاريجاني كثيراً عندما يدور الحديث حول حملة مكافحة الفساد الجارية حالياً في إيران، والتي يصفها المراقبون بأنها نوع من أنواع الصراع على السلطة. وسبق للنيابة العامة الإيرانية أن وجهت تهمة بالفساد إلى محمود هاشمي شاهرودي الذي يعدّ حليفاً رئيسياً للرئيس الإيراني الأسبق علي أكبر رفسنجاني الذي يراهن عليه الغرب ويعتبره من أنصار النظام الليبرالي.
ويثير الصراع السياسي الإيراني وراء الكواليس قلقاً في واشنطن وغيرها من العواصم الغربية المشاركة في مفاوضات البرنامج النووي الإيراني. ويخشى الدبلوماسيون أن يفاجئهم حاجز غير متوقع على طريق بلوغ اتفاق سياسي مع إيران.