عيد المقاومة والتحرير… عيد فخامة الرئيس المقاوم
علي البقاعي
في عيد المقاومة والتحرير لا يمكن إلاّ أن نذكره ونتذكره. فخامة المقاوم الأوّل إميل جميل لحود، رئيس الجمهورية اللبنانية على مدى تسع سنوات 1998-2007 . حليف المقاومة الأول.
آمن كقائد للجيش وكرئيس للجمهورية بأن إعادة اللحمة للمؤسسة العسكرية أمر ضروري. صدق حدسه فأعيدت اللحمة إلى المؤسسة العسكرية بعقيدة تؤمن بأن «إسرائيل» هي عدو لبنان الأول، وآمن بالتلاحم بين المقاومة والجيش فكانت تلك العروة الوثقى التي لا تنفصم بينهما، يساندها معظم الشعب اللبناني بعدما برهنت الأيام صدق كلام سيد المقاومة السيد حسن نصرالله بأن «إسرائيل» «أوهن من خيط العنكبوت».
لم يخذل أبطال المقاومة إيمانه يوم حوّلوا مباشرة وأمام أعين العالم في وادي الحجير وسهل الخيام ومارون الراس دبابة «الميركافا» من أسطورة إلى دمية، بأسلوب حيّر خبراء الحروب، إذ مرّغوا سمعة الجندي الذي لا يقهر بالتراب وجعلوا من كل المواقع «الإسرائيلية» أهدافاً لصواريخهم في فلسطين التاريخية كلّها، بينما كانت صواريخ المقاومة البحرية تصيب سفن العدو وتمنع بوارجه من الاقتراب من شواطىء لبنان.
آمن إميل لحود بجدوى المقاومة فكانت الحروب عليه. حرب تقودها أميركا ومعها حلف شمال الأطلسي. هددوه بالعزل والعقوبات وضايقوا رحلته إلى الأمم المتحدة يوم سافر للوقوف إلى منبرها متحدثاً باسم لبنان، دفاعأ عن حقه في المقاومة ضد الإحتلال «الإسرائيلي».
حاربه أعراب أميركا وحاولوا إسكاته في قممهم في عمان والقاهرة والدوحة وبيروت، فلم يستكن ولم يتراجع، بل ازداد قناعة بصحة موقفه، فكان صوته المميز بنبرته العسكرية ولهجته العامية ولثغته المحبّبة بأنه لن يتراجع عن موقفه من حق المقاومة المقدس في الوجود.
وقف في وجه أيّ مشروع قرار يهدف إلى إدانة المقاومة، سواء في مجلس الأمن أو الجامعة العربية. وقف وقفة عز ورجولة يوم قام أبطال «ثورة الأرز» بمقاطعته وأرادوا عزله بُعيد اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق الشهيد رفيق الحريري، متّهمين المقاومة زوراً باغتياله، فوقف إلى جانب المقاومة مواجهاً غونداليزا رايس، وزيرة خارجية أميركا آنذاك، ورافضاً التوقيع على أي قرار دولي يضع المقاومة في موقع الإتهام. وبقي في بعبدا رئيساً حتى اليوم الأخير، مقاوماً شامخاً مثل جبل صنين الذي نشأ يشرب من مياهه ويتسلق قممه.
فضّل إميل لحود أن يدخل التاريخ مكللاً بالغار لا بالعار فكافأته المقاومة بالنصر عام 2000 وفي 2006 ويفتخر أنه كان رئيساً للبنان في أعظم انتصارين على «إسرائيل» وأنه كان في هذين الإنتصارين حليفاً للمقاومة بملء إرادته وبكامل عنفوانه وبصدق إيمانه الصلب بأن المقاومة ستنتصر لأن «إسرائيل» أوهن من خيط العنكبوت.
لم يتراجع يوماً عن اعتزازه بأنه صديق لسورية وصديق وحليف لرئيسها الراحل حافظ الأسد وصديق لرئيسها الحالي والمقبل بشار الأسد، مؤيداً صلباً له في حربه على الإرهاب، ولم يتردد يوماً في أن يجاهر بإيمانه بأن البندقية المقاومة المتلاحمة والمتآخية مع الجيش هي السبيل الوحيد لردع العنجهية «الإسرائيلية».
كلّما حل يوم 25 أيار سيذكرك أطفال بلادي وشبابها وكبارها رئيساً ممانعاً بحق وشريفاً بحق ووطنياً بحق، وأنك في ذلك اليوم من عام 2000 كنت مع ألوف اللبنانيين الذين وقفوا أمام بوابة فاطمة يحتفلون بزوال الاحتلال، بينما يقف جنود العدو وعملاؤه على مسافة أمتار قليلة عند الطرف الآخر من البوابة ونظرات الأسى في عيونهم مقهورين مذلولين حزينين، بعدما دحرتهم المقاومة العظيمة.
إميل لحود، سيشهد لك التاريخ بأنك كنت رئيساً مقاوماً، و»رجّال» كما يقال بالعامية، في قيادتك ومواقفك في زمن تنكر فيها بعض اللبنانيين لرجولتهم. ستبقى في ضمير اللبنانيين وحكاياهم، وستذكرك الأجيال التي لم تولد بعد، وسيبقى اسمك على مر التاريخ فخامة الرئيس المقاوم.