وزير البيئة يستنجد بالجمعيات الأهلية للتوعية حول استخدام المياه
أحمد طيّ
جيّد جدّاً أن نجد وزيراً نشيطاً يهبّ إلى تحمّل مسؤولياته. وخيرٌ أن نصل متأخرين من ألّا نصل أبداً، ولكن الناس، وبلغتهم المحكية يقولون: «اللي بيعمل منيح بيكمله».
ربما يصحّ هذا الكلام في خطوات وزير البيئة محمد المشنوق، الذي نراه منذ تسلّمه حقيبة الوزارة، حاضراً لأيّ نشاط متعلّق بالبيئة. أمّا أمس، فكانت خطوته ناقصة نوعاً ما، لا من ناحية أهميتها، بل من خلال تفاصيلها التي غيّبت أموراً مهمة.
أمس، وجّه وزير البيئة محمد المشنوق تعميماً إلى الجمعيات الأهلية التي تُعنى بالبيئة، ركّز فيه على أهمية ترشيد استهلاك المياه. وجاء في التعميم: «تعتبر المياه من أهم الموارد الطبيعية في لبنان وأثمنها، إلّا أنّ لبنان يواجه تحدّيات هائلة في تلبية الطلب المحليّ على المياه لجهة الكمية والنوعية، نتيجة تأثيرات النموّ السكاني المتسارع والتمدّن العمراني والنموّ الاقتصادي والتغيّر المناخي.
مهمّ جداً هذا الكلام، لكننا عندما قرأنا النصائح الإرشادية، وجدنا التعميم متعامياً عن نصائح أخرى أكثر أهمية، ومنها على سبيل المثال: غسل السيارات، عدم الاستفادة من مياه الأمطار، عدم الاستفادة من مياه السيول، أو حتى البحر… واللائحة تطول.
وجاء في تعميم الوزارة:
«انطلاقاً من مبدأ التعاون الذي نصّت عليه المادة الرابعة من قانون حماية البيئة رقم 444/2002، الذي يقضي بأن تتعاون السلطات العامة والمحلية والمواطنون على حماية البيئة على كل المستويات، وبما أنّ الهيئات الأهلية التي تُعنى بشؤون البيئة تمثّل ركناً أساسياً تكاملياً مع القطاعين العام والخاص، وحاجة ضرورية لتوجيه الرأي العام نحو الأهداف البيئية، وبغية المساهمة في التخفيف من آثار أزمة المياه على كل المواطنين والمحافظة على سلامتها، من هذا الواقع، فإننا ننظر بأهمية بالغة إلى دور الجمعيات الأهلية، في تعميم السلوكيات صديقة البيئة، في موضوع ترشيد استهلاك المياه من خلال تنفيذ حملات توعوية موجّهة إلى مختلف الجهات المعنية، مع الإشارة إلى أن وزارة البيئة وضعت إرشادات بيئية حول ترشيد استهلاك المياه داخل المنزل وخارجه يمكن الاستئناس بها».
وجاء في التعميم السؤال التالي: «هل تعلم أنّ أقل من 1 في المئة من المياه المتوفّرة على سطح الأرض يمكن استخدامها من قبل الناس؟»، لافتاً إلى أنّ «أمن المياه العذبة يعتبر اليوم قضية عالمية بسبب زيادة استخدام الموارد المحدودة من قبل عدد السكان المتزايد، إلى جانب النقص في توفّر المياه بسبب سوء الإدارة، وإزالة الغابات وزيادة التلوث. لذلك، فإنه من المهم، أكثر من أيّ وقت مضى، استخدام مياهنا بطريقة رشيدة، وعدم هدرها».
وتضمّن التعميم بعض الممارسات اليومية التي تساهم في المحافظة على المياه ومنها: «يمكننا توفير كميات كبيرة من المياه من خلال اتّباع تغييرات بسيطة في حياتنا اليومية، والتي تساهم في المحافظة على ديمومة وجود المياه واستمراريته للأجيال الحالية والمستقبلية، وتوفير الأموال.
إرشادات
ومن الإرشادات حول استخدام المياه داخل المنزل:
ـ الكشف على كافة التجهيزات الحنفيات، الدوش، الأنابيب، المراحيض… .
ـ إصلاح تسرّب المياه. إذ يمكن أن تصل كمية تسرّب المياه من المرحاض إلى 757 ليتراً يومياً. للكشف عن تسرّب المياه من المرحاض، يمكن إضافة نقاط قليلة من مواد تلوين الطعام إلى خزان مياه المرحاض. فإذا كان هنالك تسرّب للمياه، يظهر اللون في المرحاض في غضون 15 دقيقة. يجب تنظيف خزان المياه بعد إجراء الاختبار كي لا تظهر بقع التلوين في الخزان .
ـ استخدم المياه بالقدر الذي تحتاجه فقط. لا تدع المياه تجري من دون داع.
ـ أقفِل الحنفية أثناء غسل الشعر أو اليدين.
ـ خذ «دوشاً» بدلاً من ملء حوض الاستحمام. إن ملء حوض الاستحمام يتطلّب حوالى 265 ليتراً من المياه، في حين أخذ «دوش» لمدة خمس دقائق يتطلّب 38 إلى 95 ليتراً من المياه.
ـ إذا كان من الضروري استخدام حوض الاستحمام، قم بسدّ مهرب المياه قبل البدء بعملية تعبئة المياه واعمل على ملء نصف الحوض فقط.
ـ لا تترك الحنفية مفتوحة أثناء غسل أسنانك ولدى الحلاقة. هل تعلم أنه عند ترك الحنفية مفتوحة أثناء تنظيف أسنانك بالفرشاة، فإنك تستهلك ما يزيد عن 30 ليتراً من المياه بكل بساطة.
ـ قلّل حجم خزان المرحاض إذا كان ذلك ممكناً.
ـ استخدم الحنفيات والصمّامات التلقائية والمراحيض التي توفّر استهلاك المياه، أو ضَعْ وعاءً من البلاستيك مملوءً بالماء في خزان المرحاض لتقلل من حجمه.
ـ إغسل الفواكه والخضار في وعاء بدلاً من ترك المياه جارية.
ـ لا تستخدم الماء لتذويب الأطعمة المجمّدة، بل ضعها في البراد طوال الليل.
ـ أكشط الأطباق بدلاً من شطفها قبل وضعها في آلة غسل الأواني.
ـ استعمل الغسّالة أو آلة غسل الأواني عندما تكون في سعتها الكاملة، واختر البرنامج الذي يحدّد المستوى المناسب للمياه.
ومن الإرشادات الواردة في التعميم حول العشب والحدائق:
ـ إختَر أنواع النباتات المحلية التي تتكيف مع المناخ المناسب وتتحمّل الجفاف. استخدم النباتات المحلية مع تصاميم مناسبة للتقليل من استخدام مياه الريّ، وكذلك الحدّ من انجراف التربة، ولتخفيض تكاليف الصيانة، والمحافظة على الموارد الطبيعية.
ـ حافظ على الأشجار والشجيرات الموجودة كونها تتطلّب كمّيات أقلّ من المياه والصيانة من النباتات المزروعة حديثاً.
ـ تجنّب الإفراط في ريّ العشب أو الحديقة. استخدِم أجهزة استشعار الرطوبة لتحديد احتياجات التربة من المياه، فإن هذه الطريقة أفضل من استخدام جدول زمنيّ محدّد أو تقدير احتياجات التربة أو الاعتماد على هطول الأمطار. إضافة إلى هدر المياه، فإن الإفراط في الريّ يمكن أن يزيد من تسرّب الأسمدة إلى المياه الجوفية، ويمكن أن يضرّ الأعشاب والنباتات.
ـ إروِ الأشجار والشجيرات لوقت أطول وبوتيرة أقلّ من النباتات ذات الجذور السطحية التي تتطلّب كميات أقل من المياه ولكن بوتيرة أكبر. استخدم طريقة الريّ بالتنقيط للأشجار والشجيرات.
ـ استخدِم مرشّات المياه الأوتوماتيكية لريّ العشب والحديقة.
ـ يجب ريّ العشب أو الحديقة خلال أبرد وقت في النهار الصباح الباكر هو الافضل . إن ريّ النباتات عندما يكون الجوّ حاراً ومشمساً يتسبّب بهدر المياه، لأن معظم المياه تتبخر قبل أن تتمكن النباتات من امتصاصها والاستفادة منها.
ـ تجنّب أيضاً ري النباتات في الأيام العاصفة.
ـ استخدِم الخرطوم المزوّد بمسكة التحكّم من أجل تحديد كمية استهلاك المياه.
ـ خفّف من الأسمدة الكيمياوية التي تعزّز نموّ نباتات جديدة وتحتاج بالتالي إلى ريّ إضافي، أو لا تستعملها مطلقاً.
ـ أضِف السماد إلى التربة فهو يساعد على امتصاص الماء والاحتفاظ بها.
ـ استخدم «mulsh» حول الشجيرات ونباتات الحديقة لتقليل تبخّر المياه من سطح التربة، وخفض نموّ الحشائش غير المرغوب بها.
تعاون
ربما تحتاج وزارة البيئة فعلاً إلى من يساندها في تعميم التوعية حول استخدام المياه، وهنا يكمن دور المجتمع المدني ووزارات أخرى، كالتربية والتعليم العالي، والإعلام، والأشغال العامة والنقل، وحتى الداخلية والبلدية. فمتى يشهد لبنان هذا التكاتف من أجل إنقاذ ثروته المائية، التي يرى البعض أنّها لن تكون «ثروةً» في المدى المنظور؟