الراعي في زيارة رعوية إلى أربيل: من أين للإرهابيين قوتهم ولِمَ التعاطي معهم كدولة؟

وضع البطريرك الماروني بشارة الراعي نقطة استفهام كبيرة على تصاعد المنظمات الإرهابية والتقدم متسائلاً من أين تأتي بقوتها؟ ولماذا التعاطي معها كدولة وليس كتنظيم ارهابي؟

كلام الراعي جاء بعيد وصوله إلى أربيل على رأس وفد مشترك لبناني ايطالي، يرافقه رئيس أساقفة ميلانو الكاردينال أنجلو سكولا، وذلك في إطار زيارة راعوية للإطلاع على أوضاع المسيحيين في العراق الذين هجروا من مناطقهم بعد الاعتداءات التي شنت عليهم من قبل «داعش» والارهابيين هناك، وتستمر زيارة الراعي يوماً واحداً.

وكان في استقبال الوفد في المطار بطريرك بابل للكلدان روفائيل – لويس ساكو، وزير الداخلية في حكومة اقليم كردستان – العراق كريم سنجاري ووزير الأوقاف كمال مسلم وعدد من الأساقفة والكهنة والمؤمنين.

ثم عقد اجتماع مشترك تحدث فيه البطريرك ساكو الذي شكر الراعي وسكولا على زيارتهما «التي تعني الكثير للشعب العراقي عموماً وللمسيحيين خصوصاً»، لافتاً إلى «الوضع المعقد في المنطقة في ظل السياسة العالمية الغامضة التي تسدّ آفاق الحلول».

وشدد ساكو على «ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان لأن الفراغ يؤثر سلبياً وفي شكل مباشر على المسيحيين في العراق وفي الشرق الأوسط».

ورحب سنجاري بالوفد مشيراً الى «اختبار العيش الواحد مع المسيحيين الذين يشكلون جزءاً أساسياً من حضارة العراق ومن ثقافته وميزته»، طالباً من الكنيسة «تشجيعهم وحثهم على البقاء في العراق لأن هجرتهم تشكل نكسة كبيرة وخسارة فادحة للعراق ولشعبه».

وأضاف: «طبعاً، هذا لا يكفي فهم بحاجة إلى السكن والعلم والطبابة والأمن وعلينا نحن بتضامننا وبمساعدة الدول الصديقة أن نكون إلى جانبهم»، موضحاً «أن مطلبنا الأساسي هو عودتهم إلى بيوتهم وأراضيهم بكرامة. لقد اتكلنا في ذلك على التحالف الدولي إلى جانب وضع حد للمنظمات الإرهابية ولكن مع الأسف ما زالت تلك المنظمات آخذة في التصاعد والتقدّم ونتساءل من أين تأتي بقوتها؟ ولماذا التعاطي معها كدولة وليس كتنظيم إرهابي؟ ونحن نضع نقطة استفهام كبيرة».

واختتم: «نحن لا نتكلم بلغة القتل إنما بلغة الحق والحقوق، فلا يجوز أن تبقى الاسرة الدولية صامتة على انتهاك حرمة وحقوق شعب بكامله يتم الاعتداء عليه بشكل سافر»، متمنياً أن «يحمل شهر رمضان المبارك الخير والسلام للجميع».

بعد ذلك، كانت جولة على مراكز النازحين وعلى عدد من المستوصفات والمراكز الاجتماعية.

وبعد الظهر التقى الراعي وفداً من أبناء الجالية اللبنانية واطّلع على أوضاعهم وعلى التحديات التي يواجهونها في العراق.

ثم عقد لقاء مع الكهنة والراهبات في اربيل واستمع منهم إلى شؤون خدمتهم الروحية والاجتماعية مع النازحين الى الاقليم.

وكان الراعي استقبل في بكركي قبيل مغادرته إلى أربيل، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن الذي تداول معه «الحال المأسوية الناتجة من عدم إنتخاب رئيس للجمهورية».

ونقل الخازن عن الراعي أن «مصدر الإحباط السياسي الذي وصل إلى الحضيض، هو نتيجة العجز المفتعل في إنتخاب رئيس للجمهورية».

وأكد البطريرك الراعي أنه «إذا استمرت إستقالة القوى من دورهم الوطني المطلوب، فإننا أمام انتفاضة في وجه المتخاذلين من أداء دورهم».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى