رسائل إلى الرومي
أمامة اللواتي
هي الكلمات تتلبّس روح الرومي تارةً، وتتّخذ شكل كلماتي تارة أخرى!
ما لم يقلهُ جلال الدين الرومي:
«قربنا غريبٌ»!
أن أهجع كلّ ليلة ورأسي على عتبة بابك أيها الرومي
أن أقرأ شعرك فأعبر الأسرار والأبعاد
أن تكون مرآة قلبي
أن يكون في اسمك شفائي
هل من العدل أن أدخل قلبي وأسمع كلّ العالم يبكي
فأُحرق نفسي شوقاً إليك؟
عجباً… فلِمَ لا يسوِّدُ الدخان وجهي؟
ولم لا يتناثر الرماد في روحي؟
ولا أرى سوى الأرواح ترقص في حديقة وردك؟
بلا أقدام… ترقص!
هل تراك سمعت همسي في أذنك؟
ليلة البارحة جئتني شاعراً
سألتُ الليل أن يذكرك كحارس
بالله عليكِ… هكذا توسلتُ للنجوم
احفظي السرّ!
حاولتُ أن أنكر نفسي كما أمرتني
لم أنجح في أن أموت شوقاً
ولم أدرك «سرّ الاتحاد»
أعلم، فأنا لم أفرّغ نفسي بما فيه الكفاية
وكان يجب أن أبصر في الظلام
كيف تتفتح الأزهار في السماء؟
وكيف تدفئنا بطمأنينة السهر؟
وتملأ فراغات القلب
قلت… «العشق نهر
اشربي منه»
لكنّني غرقت في النهر
وشربت رغماً عنّي ماء البحر المالح
وكانت في الملوحة عذوبة
حينذاك فقط تذكرت
أنّ عبق الوردة النادر
يحيى في الشوكة!
كسرت أقدامي
نهضت… لكنّني مغطّاة بالطين
كسرت أقدامي مرة ثانية
نهضت لكن مغطى بالزجاج
كسرت أقدامي مرّة
صمّمتُ على النهوض
إنما لم تبقَ لديّ أقدام
أقف عليها!
البئر داخل صدري
ماؤها أكثر
مرارة من قبور المدينة
أفتحُ فمي، وفي أيّ شيء أقوله، أسمعك
أنذر صوماً كصوم زكريا
وأسّبح بحواسي صبحاً وعشيّا!
أيها الرومي أفلتني
كي تحيى روحي بك!
ما قاله جلال الدين الرومي:
لا تأتِ، تقول أنا هنا الآن… قربنا غريبٌ.
أحترق بنار الشوق… أريد أن أنام ورأسي على عتبة بابك.
دخلتُ قلبي لأرى كيف هو… شيٌ ما هناك جعلني أسمع كلّ العالم يبكي.
تبكي، لأنّك أحرقت نفسك… هل تعرف أحداً لم يسوّده الدخان؟
أرواحنا ترقص معك… بلا أقدام ترقص… هل تراها حين أهمس في أذنك؟
ليلة البارحة… جاء المحبوب زائراً، سألتُ الليل أن يحفظ السرّ.
مبارك أنا بالايمان وملعون بالنسيان… واضحٌ لكنني مغطى بالطين.
البئر داخل بيتك ماؤها أكثر… مرارة من نهر المدينة.
فقط حين تنكر نفسك ستموت شوقاً لمعرفة سرّ الاتحاد.
ليس لأنك ممتلئ بالله… بل لأنك فرغت من نفسك، كلُّ ما عداه جهل وزيف.
كلّ ليلة في السماء تتفتح الأزهار، طالما طمأنينة السهر تشعل الفراغ.
العشق نهر… اشرب منه.
شاعرة وكاتبة من عُمان