صحافة عبرية

ترجمة: غسان محمد

عزل غزّة فشِل وحان وقت وقف إطلاق النار

أظهر تقرير «إسرائيلي» أعدّه معهد أبحاث الأمن القومي هذا الأسبوع، أن مساعي عزل حركة حماس وغزّة عن الواقع السياسي الفلسطيني على مدار ثماني سنوات قد فشلت، وأن الحرب لم تؤتِ ثمارها، وحان وقت وقف إطلاق النار.

وجاء في التقرير الذي أعدّته الباحثتان الاستراتيجيتان في المعهد بنديتا بارتي وعنات كوريتس، أن المساعي تركزت بعد فوز حماس بانتخابات عام 2006 عبر حلف تقوده الولايات المتحدة على إذكاء نار الانقسام بين حماس وفتح كوسيلة لإضعاف حماس.

وأضافتا أنه بعدما تحوّل العداء الداخلي إلى العنف، وأدّى الأمر إلى سيطرة حماس على القطاع عام 2007، فقد تركزت الجهود السياسية على إضعاف حماس عبر عزل حكومتها في القطاع وبالتالي عزل القطاع بكامله.

وأشار التقرير إلى أن السياق العام لاستئناف المفاوضات بين السلطة و«إسرائيل» حينذاك، جاء لمواصلة عزل حماس وإضعافها، في حين فشلت هذه السياسية في إخضاع حماس.

كما أن تجاهل القطاع لم يساهم في التوصل إلى اتفاق سياسي بين «إسرائيل» والسلطة الفلسطينية، بعبارة مبسطة، إن تجاهل المشكلة لم يخفيها بل زاد من حدتها. وفق التقرير.

وقالت الباحثتان إن حماس تشكل اليوم مكوّنات مركزية في الساحة الفلسطينية ووجودها حيوي في أي مسيرة سياسية بين «إسرائيل» والفلسطينيين.

وجاء في التقرير: يبدو أن ساعة وقف إطلاق النار بين حماس و«إسرائيل» قد حانت، فقد أظهر الطرفان جدّية منقطعة النظير في سبيل عدم تحقيق مآرب المنظمات السلفية الجهادية والتي تحاول إشعال مواجهة جديدة انطلاقاً من الساحة الغزاوية.

واستدرك التقرير قائلاً: لكن لا ينبغي السعي لاتفاق بين حماس و«إسرائيل» على حساب السلطة الفلسطينية، إنما على العكس، فيجب إبقاء التمازج السياسي بين الضفة وغزة كأفضلية عليا، وهي وسيلة لإعادة المسيرة السلمية إلى مسارها، وبالإمكان تحقيق ذلك عبر عملية مصالحة جديدة تحقق تنسيقاً فعلياً بين حماس والسلطة وبالتالي بلورة قواعد لعبة جديدة وكذلك توازن قوى مؤسساتي بين الطرفين.

وأشار التقرير إلى أن وجود حماس مهم في صورة أي اتفاق مستقبلي. فتجاهل حماس التي تسيطر على القطاع من شأنه رفض هذا التنظيم أيّ اتفاق سياسي مستقبلي، ما يصعب على حركة فتح القدرة على تطبيق هذا الاتفاق في الضفة الغربية فما بالك في قطاع غزة نفسها. وأشار التقرير الذي نشرته صحف عبرية عدّة، إلى أنه يتوجب إقناع السلطة أن خطة «غزة أولاً» غير معدّة لتجاوزها كممثل معترف به للشعب الفلسطيني، كما أن هكذا خطة ستبين لحماس أن مشروع إعمار القطاع لا يعني بالضرورة التخفيف على وجدوها العسكري في القطاع.

نتنياهو يهاجم الأمم المتحدة ويتّهمها بالتلوّن

بعد اتهام أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، «إسرائيل»، يوم الخميس الماضي، باستهداف الأطفال الفلسطينيين، خصوصاً خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة في صيف السنة الماضية، هاجم رئيس الحكومة «الاسرائيلية» بنيامين نتنياهو، الأمم المتحدة، قائلاً أن لا حدّ للتلوّن.

وقال نتنياهو، في تصريح تناقلته وسائل الإعلام العبرية، إن الأمم المتحدة اختارت تقديم مواعظ أخلاقية لـ«إسرائيل»، بدلاً من الإشارة إلى أن حركة حماس جعلت أطفال غزة رهائن عندما أطلقت النار من داخل حضانات الأطفال باتجاه الأطفال «الإسرائيليين»، وحفرت أنفاقاً إرهابية باتجاه حضانات الأطفال في «إسرائيل».

من جهته، قال مندوب «إسرائيل» في الأمم المتحدة رون بروسور، إن المنظمة الدولية تتصرّف بازدواجية أخلاقية تجاه «إسرائيل».

وفي رسالة بعث بها إلى أمين عام الأمم المتحدة، عبّر بروسور عن قلق عميق في شأن الإدارة السوية لزروقي في عملية إعداد التقرير، واتهمها بالانحياز المنهجي، وذلك في إشارة إلى ممثلة الأمم المتحدة للأطفال في النزاعات المسلحة، الجزائرية ليلي زروقي.

وردّاً على ذلك، بادر بان كي مون، في حركة غير معتادة، إلى مغادرة المجلس للدفاع عن ممثلة الأمم المتحدة وقال: أريد التعبير عن دعمي الكامل لليلى زروقي. وكان بان كي مون قد عبّر عن قلقه للآلام التي كابدها أطفال فلسطينيون كثر بسبب العمليات العسكرية «الإسرائيلية» في غزة العام الماضي. وحثّ «إسرائيل» على اتخاذ إجراءات ملموسة، بما فيها مراجعة الممارسات والسياسات السارية لتفادي قتل أطفال أو إصابتهم، ولاحترام الحماية الخاصة الممنوحة للمدارس والمستشفيات.

«إسرائيل» تحوّل شرائح تعقّب الجنود إلى رقمية

كشفت «القناة الثانية العبرية» النقاب عن عكوف الجيش «الاسرائيلي» في هذه الأيام على إنجاز خطة يتم في إطارها استبدال جميع شرائح التعقب المعدنية الخاصة بالجنود بشرائح ديجتال/ رقمية مزودة برقاقة للتعقب، وذلك لكي يتسنى للجيش معرفة مكان تواجد كل جندي في أرض المعركة وخارجها .

ونقلت القناة عن مسؤول عسكري قوله، إن الهدف الرئيس من تلك الشرائح الجديدة، المساعدة في العثور على الجنود في حالة الاختطاف، لا لأغراض أخرى.

وأوضح المسؤول قائلاً: وفقاً للخطة، لا أحد يستطيع أن يعرف مكان تواجد الجندي إلا أشخاص معينون ومعتمدون فقط. مضيفاً أن هذا لا يعني رؤية الجندي في بيته أو أي مكان من قبل قائده .

وقالت القناة إن العمل على تلك الشرائح الجديدة سيكون في قسم «الموارد»، وأن التخطيط والرقابة سيكونان في شعبة القوى البشرية بالتعاون مع شعبة التكنولوجيا والاتصالات وشعبة الاستخبارات وشعب أمنية أخرى .

وأشارت القناة إلى أن الجيش يدرس جوانب أخرى للموضوع على غرار أمن المعلومات وإمكانية وصول الشريحة إلى أيدي العدوّ مع الأخذ بالحسبان القيمة الاقتصادية وتعقيدات التكنولوجيا .

ولفتت إلى أن الشرائح الجديدة تشبه الموجودة حالياً لدى الجيش، غير أنها أكثر سماكة. كما قالت إن الشرائح المعدنية الموزّعة في الجيش منذ سنوات عدّة، مختوم عليها اسم الجندي ورقمه الشخصي، بحيث تكون معلّقة على رقبته أو حذائه .

وذكّرت القناة أنه قبل حوالى ثلاث سنوات، وُزّعت شرائح رقمية تختلف عن الجديدة، على بعض القادة بغرض استخدامها في ما يعرف بمنظومة جيش اليابسة الرقمي، بغية التعرّف إليها ليس أكثر، دون استبدالها محل الشرائح المعدنية المتعارف عليها .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى