بوتين: متمسكون بالأسد وسنمهد الطريق معه إلى الإصلاح السياسي
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد موسكو للعمل مع الرئيس السوري بشار الأسد من أجل تمهيد الطريق إلى الإصلاح السياسي في هذا البلد، محذراً من تكرار سيناريو العراق وليبيا في سورية.
وقال إن «بواعث قلقنا مبنية على حقيقة أن سورية يمكن أن تزج في الحالة نفسها التي وقعت فيها ليبيا أو العراق» مبيناً أن موسكو لا تريد أن يحل مسار الأحداث نفسه في تلك البلدان في سورية قائلاً إن «هذا ما يمليه علينا موقفنا في تأييد الرئيس بشار الأسد وحكومته ونحن نعتقد أنه موقف صحيح وكان من الصعب جداً أن يتوقع منا أي شيء آخر».
وقال بوتين في كلمة ألقاها أمس خلال الجلسة العامة لمنتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي «نحن مستعدون للعمل مع الرئيس من أجل تمهيد الطريق نحو الإصلاح السياسي، ومن أجل أن يكون لدى جميع سكان سورية إمكانية للوصول إلى أدوات السلطة، لإنهاء المواجهة العسكرية. لكن ذلك لا يمكن تحقيقه من خلال تدخل خارجي باستخدام القوة»، مؤكداً أن الشعب السوري هو صاحب الحق الوحيد في مطالبة الأسد بالرحيل.
وأردف الرئيس الروسي قائلاً «أما نحن فمستعدون للحوار مع الرئيس الأسد لحثه على التعاون مع المعارضة السورية البناءة من أجل إجراء إصلاحات سياسية»، معيداً إلى الأذهان أن الأمم المتحدة تحدثت مؤخراً عن احتمال إقامة تعاون مع الرئيس الأسد في مكافحة «داعش» والجماعات الإرهابية الأخرى في المنطقة.
الى ذلك، أكد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية بأن جهود واشنطن لتدريب «المعارضة السورية» تسير ببطء بسبب صعوبة التحقق من هوية المتطوعين وإخراجهم إلى معسكرات التدريب.
وقال ستيف وارين إن ما بين 100 و200 مقاتل «سوري» يتلقون حالياً التدريب، مشيراً إلى أن هناك المئات تحت الاختبار أو ينتظرون الخروج من سورية، مضيفاً: «حتى الآن لم يكمل أحد التدريب… النتائج بالتأكيد من دون توقعاتنا في شأن سرعة التدريب… أما في ما يتعلق بالمجندين لمهمة التدريب والتسليح السورية نحن راضون… نواجه صعوبة بشأن الخطوة الأخيرة».
وذكر المتحدث أن نحو 6000 «سوري» تطوعوا للمشاركة في الجهود التي تدعمها الولايات المتحدة لتدريب وتجهيز قوة عسكرية «سورية معتدلة سياسياًً»، ومن بين هذا العدد يوجد 4000 ينتظر أن يتحقق من هوياتهم، لكنه شدد على صعوبة العملية «توجد تحديات… هذه عملية بالغة الصعوبة ويجب أن نحدد هوية السوريين الذين يريدون دخول هذا البرنامج، ويجب أن نتحقق منهم… توجد صعوبة أخرى وهي إخراج هؤلاء الأفراد من سورية… سورية مكان بالغ التعقيد وشديد الخطورة حيث تقاتل أطراف مسلحة عديدة بعضها بعضاً. ولذلك فإن عملية إخراجهم تشكل تحدياً كبيراً».
وقال وارين إن التدريب في سورية مختلف عما يتم مع القوات الحكومية في العراق وليس له نقطة نهاية محددة «سوف يستغرق التدريب ما يحتاجه من وقت بناء على مستوى المهارة الذي نراه في المتدربين… سوف نواصل التدريب إلى أن نصل إلى نقطة نعتقد عندها أنهم جاهزون للعودة إلى ساحة المعركة».
ميدانياً، أحكمت وحدات الجيش السوري والدفاع الشعبي سيطرتها على مجموعة كتل أبنية شمال غرب جمعية باشكوي في حلب، بعد محاولة هجوم فاشلة للمسلحين للسيطرة على باشكوي التي يتمركز فيها الجيش في الريف الشمالي.
ووسعت وحدات الجيش السوري العاملة في القنيطرة نطاق عملياتها العسكرية لتشمل الريفين الشمالي والشرقي.
وأفاد مصدر عسكري سوري بأن وحدات الجيش «قضت على العديد من أفراد التنظيمات الارهابية التكفيرية في ضربات مكثفة على محاور تحركاتهم وخطوط امدادهم من كيان الاحتلال «الاسرائيلي» في جباتا الخشب وحرش طرنجة في الريف الشمالي الشرقي».
ولفت المصدر الى «مقتل عدد من الارهابيين وتدمير آلياتهم واسلحتهم وذخيرتهم في قرى الطيحة ومسحرة بالريف الشرقي» خلال عمليات في الريف الممتد بين درعا والقنيطرة وريف دمشق.
كما قضت وحدات الجيش على مسلحين شرق الصمدانية الغربية وفي تلول الحمر وغرب تل أحمر في ريف القنيطرة، وفي محيط تل كروم جبا وجباتا الخشب والطيحة ومسحرة في الريف الشمالي الشرقي.