الفراغ يحلّ ضيفاً ثقيلاً في قصر بعبدا بعد منتصف الليل والحكومة الحالية بديلاً حتى الاتفاق على الرئيس العتيد
لا يزال الانقسام السياسي حول انتخابات رئاسة الجمهورية سيد الموقف، حيث خيّم شبح الفراغ على قصر بعبدا عشية الساعات الأخيرة من ولاية رئيس الجمهورية الحالي وانتهاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد، فيما تكثفت الاتصالات واللقاءات والمشاورات في ربع الساعة الأخير، من دون أمل بتوافق الأطراف السياسية قبل المهلة المحددة، حيث تتجه الأنظار إلى معالجة تداعيات الفراغ في سدة الرئاسة واستلام الحكومة الحالية مقام وصلاحيات الرئاسة، ريثما يتم الاتفاق على رئيس جديد.
وقد عكست مواقف عدد من النواب وأجواء اللقاءات والنقاشات التي حصلت أمس، استمرار الانقسام منذرة بأنّ لبنان دخل مرحلة جديدة هي مرحلة الفراغ إلى أن تتبلور المعطيات الخارجية.
باسيل
وقد بحث وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أمس في تطورات الاستحقاق الرئاسي، مع وفد من الرابطة المارونية برئاسة سمير أبي اللمع الذي دعا بعد اللقاء إلى الإسراع في انتخاب رئيس جديد «ضمن إطار القانون والدستور».
أبو فاعور
وفي هذا السياق، أكد وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور «أنّ الأمور لن ترسو بنا في النهاية إلا على الوفاق حول خيار لرئاسة الجمهورية يرضي كلّ الأطراف»، مشيراً إلى أننا «كطرف سياسي دعونا وندعو للوصول بالاستحقاق الرئاسي إلى أن يكون محطة للوفاق لا للشقاق، محطة للتفاهم لا للخلاف».
وخلال زيارة قام بها إلى مطرانية سيدة النجاة في زحلة، دعا أبو فاعور إلى «أن يكون جهد القوى السياسية منصبّاً على طي صفحة التنازع والضبابية وإضاعة الوقت، وعلى الصراحة وفتح الباب أمام الخيارات الوفاقية في رئاسة الجمهورية». ورأى: «أنّ الشغور في رئاسة الجمهورية لا يطاول المسيحيين وحدهم، بل يصيب كل الوطن، وكل المؤسسات الدستورية، لذلك آن الأوان لبعض الصراحة والصدق ولسلوك خيار الوفاق».
حلو
ورأى النائب والمرشح الرئاسي هنري حلو «أنّ لبنان لكي يقوم، هو في حاجة إلى رئيس قوي في فن المحاورة ويتقن الحوار سبيلاً للاستقرار في لبنان».
وخلال زيارته أمس، رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر قال حلو: «إنّ عقارب الساعة قد تصل إلى ساعة الحقيقة، ولبنان الحضارات لبنان الثقافة لبنان الرسالة من دون رئيس جمهورية، بمعنى آخر لبنان من دون جمهورية». وأضاف: «إنّ المشهد الذي نعيشه اليوم من خلال الاصطفافات الحاصلة على الساحة اللبنانية، لن ينتج ويا للأسف، رئيساً للبنان»، لافتاً إلى «أنّ الرئيس اللبناني لن يصل إلى بعبدا إلا من خلال الحوار، لغة يجب أن يعرفها كل من يريد التعاطي بالسياسة».
الكتائب
ودعا حزب الكتائب في بيان خلال اجتماع مصغر للقيادة الكتائبية ووزراء الحزب ونوابه «نواب الأمة إلى التقاط الساعات الباقية لانتخاب رئيس للجمهورية لأنّ شغور منصب الرئاسة، عدا عن أنه يعطل دور مكون تأسيسي للكيان والدولة، فإنه يهدّد وحدة لبنان لكون رئيس الجمهورية يجسد رمزها، ولا يجوز بالتالي التكيف مع حالة الشغور خوفاً من ارتدادات خطيرة على المعادلة الميثاقية والوطن بحد ذاته».
وتوجه الحزب إلى «الشعب اللبناني لحضّ النواب المقاطعين على القيام بواجبهم المقدس، لا سيما المسيحيين منهم، ليحضروا إلى المجلس النيابي، ويؤمّنوا النصاب وينتخبوا رئيساً جديداً، وإلا فلا بدّ للرأي العام من أن يستنهض هممه ابتداءً من 25 أيار لخلق حالة ضاغطة على كلّ المعنيين بهذا الاستحقاق الأسمى وإنقاذ الجمهورية». وأضاف: «تأكيداً لاحترام البنود الدستورية والروح الميثاقية، على الحكومة أن تقوم بدورها في حال الشغور في منصب السلطة التنفيذية، وأن تقوم كذلك بمهمات رئاسة الجمهورية، وكالة لا أصالة، لتسريع حصول انتخابات الرئيس».
مجدلاني
واعتبر عضو كتلة المستقبل النائب عاطف مجدلاني «أنّ من الحكمة عدم تحويل مرحلة الشغور إلى حالة من الفراغ، إذ ستستتبعه تداعيات على الكيان اللبناني وعلى النظام»، لافتاً إلى «أنّ فريقه سيناقش بدقة كيفية التعاطي بعد 25 أيار وسيحدّد موقفه قبل الثلاثاء المقبل».
وقال مجدلاني في تصريح أمس: «من الآن وحتى 25 الجاري لن يكون هناك أي مفاجآت، والشغور يتحمّل مسؤوليته فريق معين كان يغيب عن جلسات انتخابات الرئاسة»، مشيراً إلى «أنّ الفريق الآخر لديه أهداف عدة هي عدم انتخاب رئيس، وإظهار هشاشة النظام البرلماني، والوصول إلى الفراغ، إضافة إلى ما بدأنا نسمعه عن أشكال من المثالثة».
وأشار مجدلاني إلى «أنّ الحوار بين المستقبل والتيار الوطني الحر كان لتلافي الوقوع في الفراغ في موقع الرئاسة، أما اليوم فهدفه حماية لبنان من خلال تنظيم هذا الفراغ».
فتفت
وأعلن عضو كتلة المستقبل النائب أحمد فتفت عن «موقف مشترك سيصدر عن قوى 14 آذار قبل الإثنين 26 الجاري سيكون متمماً للموقف الذي اتخذته هذه القوى في المرحلة السابقة، ويؤكد أنّ الأولوية يجب أن تكون لانتخابات رئاسة الجمهورية».
وأبدى فتفت تخوّفه من «أن تطول فترة الفراغ في سدّة الرئاسة الأولى لأنه بعد تاريخ 25 أيار لا يبقى سقف»، معتبراً: «أنه كلما طالت فترة الفراغ كلما زادت الخطورة».
وأشار إلى «أنّ الحوار بين المستقبل والتيار الوطني الحر مستمر، خصوصاً أنه أنتج حكومة وبرلماناً، ولكن أي بحث في الملف الرئاسي سيكون بالتوافق مع حلفائنا في 14 آذار».
زهرمان
وحذّر عضو كتلة المستقبل النائب خالد زهرمان «من خطورة الشغور المقبل في موقع الرئاسة الأولى»، مشدّداً على «ضرورة العمل من أجل أن تكون مدة الفراغ قصيرة جداً».
وأكد في تصريح «أنّ لبنان لم يعد على سلم أولويات الدول الكبرى»، مشيراً إلى أنّ قوى 14 آذار «منفتحة على كل الاحتمالات ومستعدة للدخول في حوار مع بكركي للاتفاق على اسم جديد لرئاسة الجمهورية».