حزب الله وقتال «داعش» في السعودية!
هتاف دهّام
لم يرفع حزب الله شعاراً أنه سيتواجد في كلّ مكان يتواجد فيه تنظيم «داعش» الإرهابي. الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أكد «أنّ الحزب سيكون حيث يجب أن يكون»، دفاعاً عن محور المقاومة. يشكل «داعش» تهديداً للجميع في العالم العربي والمنطقة، لكن حزب الله لا يحارب الإرهاب ولن يحاربه إلا على الأرض التي تتقبّل وجوده فيها من حيث ديموغرافيتها في شكل عام.
يؤكد حزب الله في خطابه السياسي أنّ تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» يلتقيان في الخلفية العقائدية والفكرية، كلاهما من أصول قاعدية، وينتميان الى التيار التكفيري، وكلاهما يشكل خطراً على الأمن والاستقرار في لبنان، وكلاهما أرسل السيارات المفخخة الى الضاحية الجنوبية والهرمل وطرابلس، وقام باختطاف العسكريين وذبح وقتل بعض هؤلاء.
يعتبر حزب الله أنّ «النصرة» أكثر طواعية في إقامة التفاهمات مع القوى الاقليمية والدولية، وتؤدّي دوراً لا يقلّ خطورة عن «داعش»، فهي تدخل في تفاهمات مع العدو «الاسرائيلي» وشكلت «جيش الفتح» في الجنوب، على غرار جيش لحد في الجنوب اللبناني قبل التحرير في عام 2000 وباتت تشكل تهديداً للبنان.
قاتل حزب الله ويستمرّ في قتاله في سورية ضدّ التكفيريين من أجل حماية اللبنانيين على الحدود، وما تبقّى من الأقليات، وحماية المقدسات التي تعرّضت لأكثر من اعتداء، لا سيما أنّ تدخله في السنتين الأوليين اقتصر على المشاركة في حماية المقامات الدينية. وشارك في الحرب ضدّ تنظيم «داعش» في العراق، كون الساحة العراقية على صلة مباشرة بالساحة السورية وترخي بأثقال تأثيراتها المدمّرة على لبنان، في حين أنه لا يتدخل وفق ما أكد السيد نصر الله في اليمن إلى جانب الحوثيين، فدعمه لا يتجاوز الدعم المعنوي والموقف السياسي.
ولكن ماذا عن السعودية وماذا لو صحّ ما أشار اليه رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد «أنّ داعش ستزحف الى المملكة وهي في الأصل مفخخة فيها وتنتظر التوقيت المناسب فقط للانفجار»؟ فهل يحارب الحزب «داعش» في السعودية؟
من المؤسف أنّ السعودية تتعاطى مع خطر «داعش» وكأنها خارج الاستهداف، على رغم انّ هذا التنظيم تجاوز كلّ الحدود في جرائمه. تميّز الرياض بين «النصرة» و«داعش»، وتعيد اللعبة «المجنونة» التي خاضها كثيرون في أفغانستان والعراق ودفع ثمنها هؤلاء.
إذا أرادت السعودية أن تستعين بقدرات حزب الله لمحاربة «داعش»، يمكن لحزب الله بحسب مصادر مطلعة أن يقدّم هذه الخبرة، فهو يعتبر أنّ الحرب ضدّ الإرهاب هي نصرة للإسلام وللشعوب، فـ»داعش» شوّهت الإسلام وظلمت الشعوب، ولذلك فإنّ قتالها يكون نصرة للإسلام ولرفع الظلم عن الشعوب، فضلاً عن كون «داعش» أداة للمشروع الاستعماري الذي من أجل مقاومته نشأ حزب الله في عام 1982. ما يعني «أنّ قتال داعش في أيّ زمان ومكان هو مواجهة للمشروع»، لكن عملياً كما تقول المصادر، «لن تطلب السعودية من حزب الله تقديم الخبرات ولن يتشكل ظرف يتناسب مع هذا الطلب».
لا يعلق حزب الله على الأمر. يلتزم نوابه وقياديوه الصمت مكتفين بالقول: «نحن في زمن الصوم»، بغضّ النظر عن تأكيد المراقبين أنّ في السعودية ما هو أخطر من «داعش»، فهناك الداعشية السياسية والداعشية الثقافية والداعشية الفكرية، وأنّ حزب الله حين يقول إنه يتواجد حيث يجب ان يكون، فهو يعي ما يقول، فهو لن يدافع عن آل سعود والأسرة المالكة التي خلقت وصنعت وموّلت التكفيريين الإرهابيين، وهي أكثر داعشية من هؤلاء.
لن يذهب حزب الله الى السعودية لنصرة الشيعة الذين يُستهدفون بالتفجيرات في المساجد على يد تنظيم «داعش» الذي حدّد أهدافه الأساسية في شبه الجزيرة العربية، بضرب «الروافض» وتطهير الأرض من رجسهم، فالشيعة في المملكة يشكلون 3 أضعاف الشيعة في لبنان، ويستطيع هؤلاء ان يحموا أنفسهم.