بينيرو: استمرار الحرب في سورية يمثل فشلاً كبيراً للدبلوماسية

أكد رئيس لجنة التحقيق الدولية في سورية باولو بينيرو، ان استمرار الحرب في سورية يمثل فشلاً كبيراً للدبلوماسية، متهماً الدول المؤثرة بأنها تصرفت بطريقة مبهمة في جهودها الرامية الى إنهاء الصراع في سورية.

وفي كلمة له أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف رأى بينيرو أن هذه الدول شددت على ضرورة التوصل الى حل سياسي لكن البعض منهم زادوا حجم التدخل العسكري مؤكدين على البعد الدولي لهذا الصراع، لافتاً الى ان الجهات الفاعلة الخارجية دعمت المتحاربين بالمال والمقاتلين والأسلحة، مما أدى فقط الى تصعيد حاد في أعمال العنف.

وأشار المحقق الدولي الى ان عدم تحرك المجتمع الدولي سبب شعور الإفلات من العقاب بين جميع الأفرقاء المتحاربة وأبدى أسفه لأن أولئك الذين يتحملون المسؤولية عن الجرائم التي ارتكبت ضد السوريين لا يخشون العواقب.

وفي التقرير الخطي، دعت لجنة التحقيق أعضاء مجلس الأمن في الأمم المتحدة الى فتح الطريق نحو تحقيق العدالة للضحايا وإحالة الوضع في سورية إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وفي السياق، أكد الوفد الروسي المشارك في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان في جنيف استعداد موسكو لاستضافة مزيد من المشاورات السورية – السورية.

وقال ممثل عن الوفد الروسي «إننا مستعدون لتنظيم مزيد من المشاورات بين ممثلي دمشق ودائرة واسعة من أطياف المعارضة، في حال اقتضت الضرورة ذلك»، داعياً لجنة التحقيق في الجرائم المرتكبة بسورية برئاسة باولو بينييرو، إلى إيلاء اهتمام أكبر لجرائم إرهابيي تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة».

وذكر الوفد الروسي أيضاً أن الغارات الجوية التي يشنها التحالف الدولي على مواقع الإرهابيين في العراق وسورية لم تعد حتى الآن بالنتائج المرجوة، في الوقت الذي تزداد فيه الخسائر في صفوف المدنيين، حسب بيانات منظمات غير حكومية. وتساءل المتحدث باسم الوفد لماذا لا تهتم لجنة التحقيق بهذه الغارات وآثارها على السكان المسالمين.

وتعليقاً على مضمون التقرير الذي قدمته اللجنة أمام المجلس، قال الدبلوماسي الروسي إن الوفد استمع إلى ما ذكره المحققون الدوليون حول تنامي الخطر الإرهابي في سورية على خلفية تقديم بعض الدول مساعدات لما يسمى «مجموعات المعارضة السورية المعتدلة».

وفي هذا السياق حذر الدبلوماسي من محاولات تشكيل مجموعات جديدة في صفوف «المعارضة السورية المعتدلة»، وذلك في إطار البرنامج الأميركي «التدريب والتجهيز» الذي ينفذ في أراضي تركيا والأردن، ليجري إرسال هؤلاء المقاتلين المعارضين لاحقاً إلى بلادهم. وأعاد إلى الأذهان أن الأسلحة التي يجري توريدها إلى المنطقة في إطار هذا البرنامج تقع في نهاية المطاف في يد «داعش» وجماعات إرهابية أخرى.

وأردف: «إننا مثل لجنة التحقيق، نسجل أن التقدم الأخير للمقاتلين المعارضين جاء بفضل التنسيق الوثيق بين المجموعات المسلحة «المعتدلة» ومتشددي «جبهة النصرة»، مؤكداً على تطابق مواقف لجنة التحقيق وموسكو في ما يخص عدم وجود أي بديل للتسوية السياسية الدبلوماسية للأزمة السورية.

وقال ممثل الوفد الروسي في كلمته «على السوريين أن يقرروا مستقبلهم بأنفسهم دون أية إملاءات خارجية». وجدد دعم موسكو لجهود المبعوث الأممي إلى سورية ستافان دي ميستورا في البحث عن سبل تسوية الأزمة.

من جانبه، رفض السفير السوري في مجلس حقوق الانسان حسام الدين علاء نتائج التحقيق، وقال «ارتكبت جماعة داعش الإرهابية مذابح في تدمر وأوقعت المئات بين قتيل وجريح، ومع ذلك لا يبدو أن تلك الجرائم وجدت سبيلها للتقرير».

واتهم محققي الأمم المتحدة بالتواطؤ والانحياز لعدم إدانتهم تركيا والسعودية وقطر لدعمها الذين يقاتلون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.

ميدانياً، أعلنت وحدات حماية الشعب الكردي سيطرتها على مدينة عين عيسى في ريف الرقة الشمالي بعد معارك مع تنظيم «داعش» الارهابي، بعد سيطرتها على اللواء 93 المحاذي للجهة الجنوبية الغربية للمدينة.

هذا ويتواصل زحف وحدات الحماية السريع باتجاه الرقة معقل «داعش» الرئيس مقابل تراجع مسلحي التنظيم الارهابي إلى داخل مدينة الرقة، معقله الحصين، ويجبر بذلك على الانحسار عوضاً عن التمدد.

ميدانياً أيضاً، سيطرت وحدات الجيش السوري والمقاومة بشكل كامل اليوم على شعبة البكارة وشعبة ثلاجة البركان وقرنة شعبة الشكارة وشعبة بيت شكور ومرتفع ظليل الحاج علي وقرنة وضليل سمعان وشعبة عواد في القلمون بعد القضاء على آخر تجمعات تنظيم «داعش» الارهابي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى