«رباعي النورماندي» تستأنف مفاوضاتها على مستوى وزراء الخارجية
استؤنفت أمس مفاوضات السلام المتعلقة بالملف الأوكراني في باريس حيث اجتمع «رباعي النورماندي» على مستوى وزراء الخارجية، وفي مينسك في إطار مجموعة الاتصال ولجانها الفرعية.
وقال غريغوري كاراسين نائب وزير الخارجية الروسي تعليقاً على الاجتماع «سيكون لقاء وزراء الرباعية مكرساً لجميع المسائل المتعلقة بتطبيق اتفاقات مينسك الموقعة في الـ12 من شباط» 2015.
وأردف قائلاً: «لقد بدأت اللجان الفرعية العمل. وجرى تسجيل تقدم محدود في ما يخص مسائل الأمن والمجال السياسي. ومن المهم بحث جميع جوانب تطبيق الاتفاقات على مستوى الوزراء».
وفي تصريح آخر، أدلى به قبل انطلاق المفاوضات، قال كاراسين إن على كييف تطبيق الاتفاقات التي وقعت عليها، لا طرح مبادرات جديدة، وأضاف: «يطرح الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو يومياً أفكاراً جديدة لا تتفق مع اتفاقات مينسك بأي شكل من الأشكال. ويجب إجبار شركائنا الأوكرانيين على التزام النظام، لكي ينفذوا ما تم الاتفاق عليه في مينسك. أما طرح المبادرات الجديدة، فيشكل خطراً بالنسبة لتطبيق اتفاقات مينسك».
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن على كييف وقف قصف مدن منطقة دونباس.
وأفاد الكرملين أن الجانب الروسي نوه خلال المكالمة الهاتفية، مجددا بضرورة تفعيل عملية التسوية السياسية للنزاع في دونباس، وحل المسائل المتعلقة بالإصلاح الدستوري في أوكرانيا، إضافة إلى ضرورة إنعاش جنوب شرقي البلاد اقتصادياً واجتماعياً.
وبحسب بيان الكرملين، فإن زعماء الدول الثلاث أدلوا بعدد من الأفكار في سياق لقاء «رباعي النورماندي»، وكذلك اللقاءات المقبلة في مينسك لمجموعة الاتصال حول أوكرانيا ولجان العمل الفرعية التابعة لها.
من جهة أخرى، نقلت وسائل إعلام فرنسية عن مصدر قريب من رئيس فرنسا أن المكالمة استغرقت 45 دقيقة وأن هولاند وميركل أشارا خلالها إلى أن التقدم الذي تم إحرازه في عملية التسوية في أوكرانيا غير كاف، كما أنهما تحدثا عن ضرورة ممارسة الضغط على طرفي النزاع «نظراً لتوتر الوضع».
وفي وقت سابق، أفادت الرئاسة الأوكرانية بأن الرئيس بيترو بوروشينكو بحث مع المستشارة الألمانية الوضع في شرق أوكرانيا و«نسقا مواقفهما» عشية اللقاء الوزاري لـ«رباعية النورماندي» في باريس.
وذكرت الرئاسة أن بوروشينكو أشار إلى التصعيد الملحوظ للوضع الأمني في منطقة النزاع وتنامي حوادث لإطلاق النار من قبل قوات الدفاع الشعبي في دونباس.
وأعلنت وزارة الخارجية البيلاروسية أن اللجان الفرعية لمجموعة الاتصال بدأت اجتماعاتها خلف الأبواب المغلقة، حيث اجتمعت أمس في مينسك جميع اللجان باستثناء اللجنة المعنية بالمسائل الأمنية، علماً بأن أعضاءها مشغولون حالياً بتنسيق اتفاق جديد يتعلق بسحب الأسلحة الخفيفة من خط الفصل بين الطرفين، بعد تطبيق الاتفاق حول سحب الأسلحة الثقيلة مبدئياً. ومن المتوقع أن تجتمع اللجنة بشكل منفصل في أواخر الشهر الجاري للمصادقة على الاتفاق الجديد.
وأعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن روسيا جاهزة لقبول أية صيغة تفاوضية إذا أسهمت في تحقيق تقدم في تسوية الأزمة في جنوب شرقي أوكرانيا، وقال: «إن الجانب الروسي جاهز لأية صيغة لتحقيق ولو الحد الأدنى من النتائج في حل النزاع الأوكراني».
ولم يستثـن بيسكــوف بهذا الخصوص إجراء اتصال هاتفـي حول الملـف الأوكراني في إطار «صيغة النورماندي» روسيا، أوكرانيا، فرنسا، ألمانيا ، مذكراً أن الحديـث لا يدور في الوقت الحالي عن إمكان لقـاء لزعمــاء «رباعية النورماندي»، موضحاً أن تحضير مثل هذه اللقاءات يستدعـي تسويـة جميـع المسائــل التـي يتعيـن علـى لقـاءات القمـة البـت بهـا.
وتابع المسؤول الروسي قائلاً: إن موسكو لا تزال تسجل «خروقات عديدة لوقف إطلاق النار» في منطقة دونباس جنوب شرقي أوكرانيا، وقصف مدن المنطقة من قبل العسكريين الأوكرانيين، الأمر الذي «يؤدي إلى سقوط ضحايا هناك بصورة شبه يومية»، إضافة إلى غياب أية أدلة تشير إلى استعداد كييف لإجراء إصلاحات سياسية ضرورية.
ميدانياً، تعرضت مناطق من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك لقصف مكثف من قبل الجيش الأوكراني خلال الليلة الماضية عشية استئناف مفاوضات السلام في باريس ومينسك.
وأعلنت السلطات في دونيتسك عن مقتل مدني وإصابة آخر جراء قصف مدينة دوكوتشايفسك، بالإضافة إلى أضرار مادية واسعة النطاق.
أما لوغانسك، فأعلنت أن الجيش الأوكراني انتهك نظام وقف إطلاق النار 8 مرات خلال الـ24 الساعة الماضية، وأسفرت الهجمات عن إصابة 3 مقاتلين من وحدات الدفاع الشعبي التابعة للجمهورية.