مواقع التواصل الاستخبارية تضع حداً لـ«داعش»

تدحرجت كرة النار وتقدّم «داعش» في السنوات القليلة الماضية في بلدان الربيع العربي «المفترض» بسرعة هائلة بحيث لم يكن ممكناً مراقبة الوضع او توصيفه او وضعه سوى في إطار انزلاق الأمور وفقدان السيطرة وخسارة أوطان وأراض من غير المعروف إذا كان ممكناً استرجاعها اذا بقي فيها باقية من بشر وحجر، وكلّ هذا ممزوج بمشاعر الرهبة والخوف الشديدين اللذين اجتاحا المنطقة والعالم، الى ان تعدّت مشاهد احتلال الأراضي لتصل الى الاعتقال والخطف وإقامة الحدّ على مسلمين ومسيحيين وايزيديين وأكراد وعلويين، كلّ حسب الحاجة إلى تأجيج الفتنة والمشاعر حينها.

«داعش» التي ذبحت اميركيين وبريطانيين ويابانيين وفرنسيين ومصريين واثيوبيين وليبيين أيضاً نشرت فظائعها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتسلحت فيها للانتشار منذ نشأتها عام 2013، بحيث بدت هذه الوسائل منبر «داعش» الوحيد والأساسي لنشر فيديوات تعلن عن مشاريع تارة، وإنشاء ولايات تارة أخرى، وتهديد ووعيد وابتزاز دول وحكومات بشكل يومي ومستمرّ.

اما الأكيد انّ هذه الوسائل الاجتماعية لا تدار من دون مفاتيح ضبط وسيطرة، وانّ الامور لا يمكن ان تكون مفتوحة الى ما لا نهاية من القدرة على التدخل في الحسابات واصحابها وتحديد مواقعهم وجلبهم الى العدالة، الا انّ المسار المختلف أكد في السنوات الماضية انّ تعظيم هالة «داعش» بشتى الطرق هو قرار متخذ تواطأت وسائل التواصل الاجتماعي مع بعض مشغلي الإرهاب في العالم مباشرة من دون تحريك ساكن لمكافحة هذا الفكر وسحبه من بين أيادي الناس التي تستخدم هذه الوسائل بشكل يومي، مع العلم انّ أصواتاً علت من أجل الحدّ من هذا الفلتان الالكتروني، خصوصاً أنّ «داعش» تمكنت من تجنيد شابات وشبان اوروبيين عبر هذا الطريق.

الجديد اليوم جاء بإعلان المتحدث باسم الشرطة الأوروبية «يوروبول» سورين بيديرسين إنشاء وحدة متخصصة لتعقب ما بين 40 ألف إلى 50 ألف حساب على مواقع التواصل الاجتماعي، مرتبطة بتنظيم «داعش» الإرهابي، والتي يتمّ استخدامها لتجنيد مقاتلين جدد والترويج الدعائي للتنظيم. ولفت الى انّ الوحدة تبدأ عملها في الأول من شهر تموز المقبل من أجل إغلاق حسابات التنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً الى انّ زعماء الاتحاد الأوروبي يريدون من «يوروبول» القيام بدور أكثر نشاطاً في التصدّي لحسابات «داعش» على وسائل التواصل الاجتماعي.

هذا الكلام يعني أمراً واحداً لا يحتمل الشك، وهو أنّ وسائل التواصل الاجتماعي ليست سوى لعبة استخبارية هادفة وواضحة تعمل بساعة سياسية موجهة نحو تكريس كلّ ما يمكن من أجلها، وخطوة «يوروبول» ليست سوى تأكيد على انّ هناك من «يمون» وقادر على ضبط كلّ هذه الموجة من الإرهاب الفكري والنفسي ووضع حدّ للمدّ الإعلامي الذي استفادت منه «داعش» بشكل واضح إذا أراد بساعة توقيت سياسي وأمر عمليات.

«توب نيوز»

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى