الوجدان الأوروبي!؟

قديماً قيل إن من أمِن العقاب أساء الأدب، وحديثاً اختبرت «إسرائيل» عزم المجتمع الدولي المحابي مراراً، فكانت ردوده على جرائمها المتكررة ما بين تأييد علني أو ضمني أو صمت مطبق أو لوم مؤدب.

تفننت «إسرائيل» على إفلاتها المتكرر من العقاب، فطفقت – في عدوانها المستمر على غزة كما لو كانت كالوحش الهائج – تقتل وتبيد وتعيث في الأرض دماراً، من دون خشية من رقيب أو حسيب.

كما تفننت «إسرائيل» في كسر كل قواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان وكل العهود والمواثيق والأعراف الدولية، فاقترفت أبشع الجرائم التي تختص بالنظر فيها المحكمة الجنائية الدولية، وهي جرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة العدوان، والمحكمة الجنائية الدولية خرساء ومدعيتها العامة كأنها تغط في نوم عميق، ومجلس الأمن كأنه في إجازة.

اتخذت «إسرائيل» من المدنيين دروعاً بشرية، وقتلتهم وهم في حالة فرار، ومارست الإعدامات الجماعية، واختطفت مواطنين أبرياء، ومارست التعذيب بحق الأسرى والمختطفين، واستخدمت الأسلحة المحظورة، وضربت منازل المدنيين الآمنة، واستهدفت المنشآت الطبية، والصحافية، والمدارس، ومحطات الكهرباء، واقترفت سلسلة من المجازر الوحشية.

نهلت «إسرائيل» من دماء الفلسطينيين، فقتلت في عدوانها الأخير على غزة، في تموز 2014، الآلاف، 90 في المئة منهم اطفال ونساء وشيوخ، وفق بيانات الأمم المتحدة، بل بينهم أكثر من خمسمئة طفل، وجرحت نحو عشرة آلاف، في عملية دعتها «الجرف الصامد». فهل سنشهد تغييراً في الوجدان الغربي والأوروبي تحديداً، ويرفع الصوت عالياً في وجه حكوماته المحابية لـ «إسرائيل» قبل ان يتهم «إسرائيل» بجرائم الحرب؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى