سباق أميركي ـ روسي على الساحة المصرية

بشرى الفروي

شهدت العلاقة بين القاهرة وواشنطن تحسناً تدريجياً مع تسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي. وبعد أن أعلن الجيش عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي لـ»جماعة الإخوان المسلمين» إثر احتجاجات حاشدة على حكمه عام 2013.

وعلى رغم قلق أعضاء في الكونغرس الأميركي إزاء تأخر الإصلاحات الديمقراطية في مصر تظل القاهرة حليفاً أمنياً وثيقاً لواشنطن في الشرق الأوسط.

المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية بدر عبد العاطي، قال إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري سيزور القاهرة لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين يومي 28 و29 تموز. ووصف عبد العاطي المحادثات بأنها حوار استراتيجي.

وأضاف أن الحوار يعكس أيضاً المصالح المشتركة بين البلدين خصوصاً في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في مناطق الاضطرابات، مشيراً إلى أن جلسة الحوار ستركز على مختلف جوانب العلاقات الثنائية.

ويذكر أن مصر تسلمت زورقين جديدين مجهزين بصواريخ من الولايات المتحدة، بحسب السفارة الأميركية في القاهرة، والتي أكدت أنهما سيساهمان في تدعيم «الأمن البحري والإقليمي وحماية ممرات مائية حيوية مثل قناة السويس والبحر الأحمر»، والأمر علامة على التزام أميركا المستمر نحو مصر ونحو مصالحنا الأمنية المشتركة في مصر والمنطقة.

وفي نهاية آذار، قرر الرئيس الأميركي باراك أوباما استئناف إمدادات الأسلحة لمصر مجيزاً بذلك تقديم أسلحة أميركية لها بقيمة تتجاوز 1.3 مليار دولار تمثل المساعدات العسكرية الأميركية السنوية للقاهرة.

ومن الواضح، القلق الأميركي من أن تقوم مصر بعلاقات مع الروس، لأن ذلك قد يؤثر في موازين القوى في الشرق الأوسط، كما أن الولايات المتحدة لا تستطيع الاستغناء عن العلاقة معها، وهي تحتاجها للمحافظة على اتفاق السلام مع «إسرائيل» التي هي طرف أساسي بها.

التقارب الروسي ـ المصري ازداد بعد تسلم عبد الفتاح السيسي الرئاسة المصرية ونتج منه توقيع اتفاق تعاون مشترك بين القوات المسلحة الروسية والمصرية، وتم إجراء مناورات مشتركة لمكافحة الإرهاب والقرصنة وتبادل وفود مشتركة للقوات البحرية والجوية بين البلدين.

ويشير الخبراء إلى أن تسليح مصر من قبل روسيا، سيخفف من تأثير الولايات المتحدة على مواقف القاهرة الرسمية تجاه مسائل إقليمية ودولية عدة، ويرى مراقبون أن خروج مصر من «عباءة» الاحتكار الأميركي لتسليح جيشها سيعطي القاهرة فرصة أكبر في المناورة السياسية.

إن الولايات المتحدة هي الخاسر الأول والأخير جراء تحول الشرق الأوسط ومصر بشكل أكبر لروسيا، فالتهديد بقطع المعونة عن الدولة المصرية لن يؤثر في الاقتصاد كما يتم الادعاء بذلك، والقرارات الأميركية لن تكون ملزمة لمنطقة الشرق الأوسط ما يقلل من هيمنتها وسيطرتها على تلك البلدان.

مصر تحولت إلى ساحة منافسة بين الدولتين الأقوى في العالم، إذ تبذل الدولتان جهودهما لكسب ودّها خلال الفترة الحالية، في ظل الاضطرابات السياسية التي تواجهها، فالتوتر الذي شاب العلاقات المصرية الأميركية في الفترة الأخيرة، ترك مساحة واسعة لروسيا كي تتدخل لملء الفراغ وتقديم يد العون وتكون بمثابة حليف بديل من واشنطن في مصر.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى