«نداء 25 حزيران»: أوقفوا الانتحار الجماعي
تتوجّه الأنظار إلى اللقاء الموسّع الذي يُعقد في الحادية عشرة والنصف قبل ظهر اليوم في مجمّع «بيال» في بيروت بمبادرة من النائب روبير فاضل، تحت عنوان «نداء 25 حزيران» لإطلاق الصرخة «أوقفوا الانتحار الجماعي»، والخروج من الشلل السياسي وملء الفراغ الرئاسي.
وباستثناء هيئة التنسيق النقابية، ستشارك في هذا الحدث الهيئات الاقتصادية كافة إلى جانب الاتحاد العمالي العام والنقابات والاتحادات وأركان المجتمع المدني المنتج في البلد.
وفي بيان صدر أمس، أعلن المشاركون في التحضيرات للقاء الحدث اليوم، أنّ الاجتماع الذي تداعى إليه كلّ مكوّنات المجتمع المنتج من نقابات مهن حرة وعمال، مروراً بالهيئات الاقتصادية والمجتمع المدني، هو لقاء وطني جامع وفريد في تاريخ لبنان الحديث عابر لكلّ الانتماءات السياسية والقطاعية وحتى الداخلية والطائفية، لإطلاق صرخة في وجه الطبقة السياسية، كلّ الطبقة السياسية، وهي: «أوقفوا الانتحار الجماعي»، لأنّ الحق في حياة كريمة هو أيضاً أولوية، ولأنّ حق كلّ مواطن ان يعبّر عن صرخته في زمن الفراغ والشلل العام، لذا صرختنا هي وحدها القرار: قرار ضدّ الانتحار!»
زيارة وزير المال
وفي السياق ذاته زار وفد من الهيئات الاقتصادية برئاسة رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير، وزير المال علي حسن خليل أمس، بهدف إطلاعه على أجواء اللقاء الموسّع الذي سيشهده مجمّع «بيال» اليوم.
ونقلت «المركزية» عن مصادر المجتمعين، أنّ الوفد عرض في خلال الاجتماع وضع المؤسسات في لبنان راهناً «والتي تعاني من أزمات مالية جمّة، خصوصاً أنها تدفع في الأشهر الأخيرة مستحقات مالية كثيرة إنْ كانت الضرائب والرسوم أو الالتزامات المالية، حتى لو لم تحقق أيّ أرباح».
وأضافت المصادر: في المقابل، في ذمة وزارة المال التزامات اتجاه الدولة والقطاع الخاص على السواء في ما خصّ الـTVA، وطلب الوفد الإسراع في استرداد هذه الضريبة للمؤسسات التي لم تقبضها حتى اليوم.
صراف
وشرح رئيس اتحاد رجال أعمال المتوسط جاك صراف أهداف «نداء 25 حزيران» الذي سيطلق اليوم، وقال: إنّ التحرّك هو لقاء عام لإطلاق الصرخة من الوضع «الانتحاري» الموجود في السياسة والاقتصاد، وهناك شلل نعيشه جميعاً على المستويات كافة، وإذا سلّمنا في قبول هذا الوضع كأمر واقع أصبحنا متواطئين فيه. لذلك أعلنا أنه لا يمكن الاستمرار على هذا النحو، ودعونا المجتمع المنتج إلى صرخة مشتركة والقول إننا لا نريد الانتحار.
وأكد صراف أننا «لسنا ضدّ أحد من أيّ انتماء سياسي كان، بل نرفع الصوت لنقول إنّ اليأس هو الذي يوصل إلى الانتحار، وهناك بعض الناس يريدون دفعنا إلى اليأس، خصوصاً أنّ بعض وسائل الإعلام «يصبّ الزيت على النار» بالقول إنّ الأوضاع الأمنية هادئة وغير ذلك، وفي المقابل ينشر وثائق «ويكيليكس» و«رومية ليكس»، فهل نعتاش من ذلك؟!»
وإذ لفت إلى أنّ «الوضع السياحي اليوم على درجة كبيرة من الجمود»، رأى صراف أن «الاتفاق السياسي هو الذي يحرّك القطاع السياحي»، مطالباً السياسيين «في شهر رمضان، بالتوصل إلى هذا الاتفاق»، قائلاً: «ليرحمونا ويرحموا هذا البلد». وتابع: «إنّ التحرّك غير موجّه ضد أحد، ولن تأخذ الهيئات أيّ شيء لنفسها، بل على العكس سيشارك الاتحاد العمالي العام الذي يمثل كلّ النقابات العمالية، وستحضر أيضاً نقابات المهن الحرة، ولن ننافس أحداً لا القوى السياسية ولا الأطراف غير المشاركة كهيئة التنسيق النقابية.
خاطر
بدوره أعلن رئيس هيئة التنسيق النقابية عبدو خاطر مقاطعة الهيئة بكلّ قطاعاتها، للتظاهرة الاقتصادية المقرّرة اليوم في «بيال»، وعزا لـ«المركزية» أسباب هذه المقاطعة إلى أنّ «دعوة المنظمين لهيئة التنسيق إلى المشاركة في هذا الحدث، جاءت متأخرة وتحديداً أول أمس الثلاثاء، هذا في الشكل، أما في المضمون فالهيئات الاقتصادية الممثلة بعدد كبير من القطاعات، بقيت طوال ثلاث سنوات معارضة لمشروع سلسلة الرتب والرواتب لموظفي القطاع العام، وحاربت كثيراً لعدم إقرارها»، وقال: «لو تساعدنا الهيئات على كبح الفساد والهدر اللذين يدفع ثمنهما الشعب المسكين، لكانت ساهمت في إقرار السلسلة التي هي حق للموظفين».
وأوضح أنّ هذا الموقف «لا يعني معارضة التحرّك الهادف إلى ملء الفراغ الرئاسي وإعادة تفعيل عمل مؤسسات الدولة، ولا سيما مجلس النواب ومجلس الوزراء والمؤسسات الدستورية، وهي من أول المطالبين بذلك، لكن هناك شيئاً يجب أن يتمّ قبل شيء آخر»، موضحاً أنّه «بعد ثلاث سنوات من سوء التعاطي مع هيئة التنسيق النقابية، لن تصطلح الأمور اليوم بهذه الطريقة، بل يفترض مدّ جسور بطريقة مختلفة، هناك أمور يجب أن تتوضّح إذا صدقت النيات بالاعتراف بحقوقنا».
ونفى خاطر وجود خروقات في الهيئة لجهة قرار مقاطعة تحرّك «بيال»، وأكد أنّ «هيئة التنسيق مجتمعة قرّرت عدم المشاركة، والجميع سيلتزم به».
الشاعر
كذلك أكد عضو الهيئة نائب رئيس رابطة موظفي الإدارة العامة وليد الشاعر لـ«المركزية»، عدم مشاركة هيئة التنسيق النقابية في «نداء 25 حزيران»، شارحاً أنّ «الهيئات الاقتصادية لم تنسّق مع الهيئة، بل تلقينا الدعوة الى حضور اللقاء الموسّع، وعدم الاتفاق على البنود التي يجب تسليط الضوء عليها، كما أنّ هيئة التنسيق لا تذهب الى المؤتمر كمدعوّة بل كمشاركة أساسية فيه مع وجوب الاتفاق على العناوين والنقاط المطروحة».
واستغرب «كيف أنّ الهيئات تتحدّث عن حقوق الطبقة العاملة التي تمثلها هيئة التنسيق، ومواقفها معروفة تجاه هذه المطالب وأهمّها موضوع سلسلة الرتب والرواتب».
وعن الموقف الرسمي من السلسلة أكد الشاعر أنه «لم يطرأ أيّ جديد، ما زلنا في الدوامة نفسها في ظلّ غياب التشريع النيابي والجمود في مجلس الوزراء، وما زلنا نتلقى الوعود من دون الوصول إلى أيّ نتيجة».