حمد لـ«الميادين»: حماس لم تتخلَّ عن المقاومة أبداً
أوضح القيادي في حركة حماس الدكتور غازي حمد أهمية لقاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل مع مساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان بالعاصمة القطرية الدوحة أن «هذا اللقاء بالسياق الصحيح وهو سياق العلاقات الطبيعية التي يجب أن تكون بين حركة حماس وإيران، فنحن كحركة كنا دائماً معنيين أن تكون العلاقة مع إيران علاقة متينة ووطيدة، فإيران كانت ولا تزال تشكّل أحد الأركان المهمة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وفي دعم القضية الفلسطينية، فالعلاقة بين حماس وإيران كانت دائماً علاقة طيبة وراسخة ولكن مثل هذه العلاقات قد تتعرّض في بعض الأحيان لبعض التشويشات والاختلافات بالرأي، لكن نتيجة الموقف الراسخ الذي كان موجوداً لدى حركة حماس بأنه لا يمكن أن تكون هناك قطيعة ولا يمكن استدارة الظهر، لذلك لم تنقطع العلاقة أبداً بين حماس وإيران بشكل نهائي. هناك قضايا كثيرة يمكن أن تصل حماس وإيران بها إلى قواسم مشتركة فليس بالضرورة أن يكون هناك تطابق في كل القضايا، فالحالة العربية فيها مشاكل كثيرة ولكن تبقى القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة الإسلامية والعربية وبالتالي تستحق أن يكون لديها الدعم السياسي والمادي والمعنوي».
وحول دلالة كلام خالد مشعل بأن حماس لن تنسى ما قدّمه لها الرئيس بشار الأسد قال حمد إن «هذه المسائل الأساسية والرئيسية التي اتفق عليها تكمن في توجيه البوصلة نحو القضية الفلسطينية ونحو مواجهة الاحتلال ونحو تحشيد الدعم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني. ونحن كحركة حماس لا ننكر أبداً بأن إيران وقفت إلى جانبنا، وقدّمت دعماً كبيراً وسورية أيضاً احتضنت المقاومة والفصائل الفلسطينية كلها، وقدمت دعماً كبيراً جداً، لكن هناك نقاطاً قد نختلف فيها فهذه مسألة واردة. فمثلاً بالنسبة للوضع السوري هناك خلاف داخل الساحة العربية، وكذلك بالنسبة لمصر ولكن باعتقادي أننا نستطيع أن ندير الحوار بطريقة صحيحة ولا يؤثر في الدعم المركزي للقضية الفلسطينية، فعندها نقول بأن القطار على السكة والخلاف في إطاره الصحيح. ولتجديد هذه العلاقة وتعزيزها يجب أن تكون هناك مساحة أكبر كي نستمع لبعضنا البعض في ما يتعلق بالموضوع السوري، فنحن نؤمن بأن سورية يجب أن تشهد حالة من الاستقرار والأمن، ويجب أن تخرج من حالة الدم والحرب إلى حل سياسي واضح ينعم من خلاله الشعب السوري بالديمقراطية والحرية وحق الاختيار، لأننا نريد سورية كما هي إيران ركناً داعماً للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني».
وأشار حمد إلى «أن الاتصالات مع إيران لم تنقطع، هناك العديد من الاتصالات والزيارات، وقد طرحت العديد من القضايا ولكن القضية الأولى هي كيف يمكن إعادة ترميم العلاقة بين حركة حماس وإيران، وأن نتجاوز موضوع الخلاف ويكون هناك نوع من التفاهم والرؤيا المشتركة، والقضية الثانية أن الصورة يجب أن تكون واضحة عند إيران بالنسبة لحركة حماس، لأن البعض كان يحاول أن يعطي صورة مختلفة عن حماس بأنها تنازلت أو تراجعت عن خيار المقاومة».
وختم حمد قائلاً: «إن حماس لا تعمل بجهاز تحكم وهي لم تتخلّ عن المقاومة أبداً ولم تخرج عن موضوع المقاومة قيد أنملة، ولا تزال متمسكة به، فلذلك فرض الحصار عليها سبع سنوات. وكان خلاف حماس مع إيران هو حول القضية السورية فقط فهي لم تختلف معها على موضوع المقاومة أو مواجهة الاحتلال ولا على دعم القضية الفلسطينية، وناقشنا هذا الأمر مع القيادات الإيرانية السابقة ودعمنا الحل السياسي في سورية وأن يكون هناك توافق وحوار، وأن لا يكون هناك تدخل خارجي في سورية وبالتالي تصوير حماس في هذه الصورة هو تصوير مغلوط وليس صحيحاً وإن مسألة مراهنات حماس على تغيرات كانت قد تحصل لم تكن موجودة ولم نقم حساباتنا على هذه الفرضية».