تقرير إخباري المجموعات المسلحة تترنح في شمال سورية وجنوبها
بتول عبد الله
في محاولة من تنظيم «داعش» توسيع نطاق انتشاره، وفي ظل الخسائر المتتالية التي مني بها خلال الأيام القليلة الماضية، شن مسلحوه اليوم هجوماً كبيراً في محافظات سورية عدة، غير أن الجيش السوري كان لهم بالمرصاد.
إذ فشل عناصر «داعش» بالهجوم على حييّ الشريعة والنشوة الغربية جنوب غربي الحسكة عبر تنكرهم بزيّ الجيش السوري وتفجيرهم سيارات مفخخة في حواجز الجيش.
وقال مصدر خاص لـ «البناء»: «إن وحدات الجيش السوري، وبالتعاون مع قوات الدفاع الوطني، نفذت هجوماً معاكساً على معاقل الإرهابيين في الحي الغربي للحسكة، ما أدى إلى تدمير عتادهم وقتل العشرات منهم».
وأردف: «حصل ذلك بالتزامن مع استهداف سلاح الجو السوري الخطوط الخلفية لداعش في قرى جنوب غربي الحسكة، ما أجبر المجموعات الإرهابية على الانسحاب باتجاه الأراضي العراقية في جبل سنجار».
وبخلاف ما ينشر عن تقدم داعش داخل الحسكة، فإن الاشتباكات لا تزال عنيفة في محيط المدينة، إذ أدت ضربات الجيش السوري إلى مقتل أمير داعش المدعو أبو البراء التونسي قائد الهجوم على الحسكة وأربعة من مرافقيه. ولا يبرح الجيش السوري يُسير دوريات مؤللة في محيط الحسكة خشية وجود خلايا نائمة أو قيام مسلحي داعش بعمليات تسلل أخرى.
أسلوب التنكر بزي الخصوم حاول داعش تكراره في مدينة عين العرب، حيث تسلل عناصره عبر الحدود التركية متنكرين بزي وحدات الحماية، لإشغال الكرد عن تقدمهم بعد السيطرة على تل أبيض وعين عيسى، أكبر معاقل داعش بريف الرقة.
وأفادت مصادر خاصة لـ «البناء» بأن «الإرهابيين الذين انسحبوا من مناطق شمال سورية مثل عين عيسى وتل أبيض، حشدوا في مدينة «أورفا» التركية على الحدود مع سورية، الأمر الذي فتح لهم الباب لدخول الحي الشمالي لمدينة عين العرب بعد تفجير سيارات عدة مفخخة. إلا أن وحدات الحماية استطاعت أن تحتوي الهجوم وتصد معظم المسلحين، فيما انسحب القسم الآخر منهم باتجاه الأراضي التركية».
وفي هذا الوقت، لا تزال الاشتباكات دائرة بين الوحدات الكردية وداعش في محيط قرية الشركراك بين الرقة وتل أبيض، مع توزيع معلومات من المرصد السوري المعارض عن إعدام «داعش» عشرين شخصاً رمياً بالرصاص جنوب عين العرب، الذي شهد أيضاً تفجير داعش لثلاث سيارات مفخخة عند المعبر الحدودي للمدينة.
«بعد زيارة وليد جنبلاط للأردن، واجتماعه مع ضباط من الموساد، بدأ الوضع في الجنوب السوري يزداد سخونة وذلك بعد معارك اللواء 52 ، مطار الثعلة وبلدة حضر». ويفيد مصدر خاص لـ «البناء»، ويشرح: «نتيجة فشل الإرهابيين في المعارك الثلاث، شنوا صباح اليوم أمس هجوماً على مدينة درعا من أربعة محاور مختلفة. إلا أنهم لم يتمكنوا من إطلاق الهجوم بعد وصول تعزيزات من الجيش السوري واستهداف الطائرات الحربية السورية نقاطاً للمسلحين عدة. مع الإشارة إلى أن قوام المجموعات التكفيرية أثناء الهجوم هي ثلاثون دبابة، أربعون راجمة صواريخ، عشرات العربات ذات الدفع الرباعي المزودة برشاشات ثقيلة، إضافة إلى ألف وخمسمئة عنصر مشاة».
وأفشل الجيش السوري بدوره محاولات المسلحين قطع الطريق على محوري «قرفا ونامر» في محافظة درعا موقعاً في صفوفهم عشرات القتلى والجرحى.
وفي الخلاصة، يبدو موقف المجموعات المسلحة أكثر صعوبة يوماً بعد يوم إثر تكبدها الخسارة تلو الأخرى.