قالت له
قالت له: هل تثق بحبّي لك مهما حصل، وتُبقي يقين حبّنا فوق الأقدار والأحداث كما أثق بك وبحبك وصدق حبك على رغم ما أقول لك في لحظات الشجار؟ فأنا أراك جزءاً من قدري الجميل حتى لو افترقنا وصار بيننا ما صار، وأيّاً كانت خياراتي في الحياة ستكون أنت مميّزاً في قلبي، ولو احتلّ سواك في حياتي مكاناً له خصوصية، ولو رأيتني أتعامل مع آخرين بما تقول إنه لغة يليق بك مثلها، وتؤاخذني على الفشل في اللياقة واللباقة والأناقة معك في الكلام، فربما كان للتعوّد والأمل والثقة بالغفران والتسامح بيننا دور في ارتياحي وانسيابي والخروج عن قواعد الرسميات التي تسمّيها احتراماً وأسمّيها مجاملة المعاملة. وإن كان عندي سرّ فليس عليك مني أسرار، إلا ما كان خصوصية الأخصّ لدى المرأة. فهل وصلتك رسالتي وعرفت مكانتك عندي، وتهيّأت لسبب بعدي؟
فقال لها: تبلغت منك بوضوح هذا الاعتذار مشفوعاً بأجمل كلمات العزاء. وعلمت أنّنا على افتراق، وأنّ لحظة الوداع حانت، وأنك على سفر تنتظرين ما سيحمله القدر. فإلى الخير، لك مودتي تعلنين وفاة حبنا بثوب ملكي وتاج وقصيدة شعر وصولجان عاجيّ. إلى السفر أيها القدر، وقال لدي تذكرتان لنا على طائرة باريس، سأسترجع ثمن واحدة وأسافر بالثانية.
فقالت له: أشتريها منك فإلى هناك وجهتي.
فأعطاها التذكرتين ويمّم وجهه الصحراء ومضى!