رينزي: قادة الاتحاد الأوروبي لا يستحقون أن يقال عنهم أوربيون
تباحث الزعماء الأوروبيون حتى الساعات الأولى من صباح أمس بشأن كيفية إدارة أزمة المهاجرين في البحر المتوسط واتفقوا على خطة لتقاسم رعاية الفارين من الحرب والفقر في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
وتناول الزعماء الأوروبيون على مدى سبع ساعات خلال قمتهم في بروكسيل مسألة استقبال 40 ألف طالب لجوء من سورية وإريتريا يوجدون حالياً في إيطاليا واليونان و20 ألفا آخرين خارج الاتحاد الأوروبي.
واتفق الزعماء في نهاية الأمر على خطة طوعية لرعاية 60 ألف لاجئ لكنها تستثني المجر التي سبق أن وصفت الخطة بأنها عبثية وبلغاريا إحدى أفقر دول الاتحاد.
وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل للصحافيين بعد انتهاء الاجتماع «كان نقاشاً مركزاً للغاية». ووصفت أزمة المهاجرين بأنها «أكبر تحد رأيته في الشؤون الأوروبية خلال سنوات عملي كمستشارة».
من جهته، قال جان كلون يونكر رئيس المفوضية الأوروبية في مؤتمر صحافي: «علينا أن نرى هل سيجدي النظام نفعاً؟ لا يهم إن كان تطوعياً أو إلزامياً بل ما إذا كان سيساعد 60 ألف لاجئ».
وأضاف: «إذا كنا نعتقد أن أوروبا لا تعنى إلا بالموازنات فهذه ليست أوروبا التي فكرنا فيها عام 1957 في روما» في إشارة إلى معاهدة تأسيس الاتحاد الأوروبي.
ويمثل الاتفاق السياسي انفراجة لكن تنفيذ الخطة ما زال يواجه عقبات. ويتعين الاتفاق على معايير توزيع المهاجرين على الدول الأعضاء بحلول نهاية تموز مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل حجم اقتصاد الدولة المضيفة وعدد سكانها.
وفي السياق، عنّف رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي نظراءه الأوروبيين على رفضهم إظهار التضامن مع بلاده في استيعاب موجة اللاجئين من أفريقيا والشرق الأوسط.
وأثار غياب التوافق بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشأن مقترح فرض حصص لتوزيع 40 ألفاً من طالبي اللجوء وصلوا إلى إيطاليا واليونان لتخفيف العبء على البلدين، غضب رئيس الحكومة الإيطالية.
وقال رينزي خلال قمة الاتحاد المنعقدة في بروكسيل: «إن قادة الاتحاد الأوروبي لا يستحقون أن يقال إنهم أوربيون»، وذلك تنديداً بعجزهم على الاتفاق على التكفل بقسم من طالبي اللجوء وصلوا إلى إيطاليا.
وذكر مصدر شارك في الاجتماع حول ملف المهاجرين أن رينزي خاطب نظراءه بالقول: «إما أنكم متضامنون وإلا فلا تضيعوا وقتنا»، مضيفاً: «اذا لم نصل إلى اتفاق بشأن الأربعين ألفاً، فلستم أهلاً بأن تسموا أنفسكم أوروبا».
وكان رئيس مجلس أوروبا البولندي دونالد توسك الذي تعارض بلاده نظام الحصص الإجبارية قال في افتتاح القمة: «ليس هناك اتفاق بين الدول بشأن حصص المهاجرين الإجبارية».
وأيد توسك آلية تقوم على التطوع، لكن هذا النظام «لا يمكن أن تكون له صدقية إلا بشرط أن تقطع الدول تعهدات ذات صدقية وجوهرية من الآن حتى نهاية تموز».
لكن رينزي علق قائلاً: «إذا رغبتم في قاعدة التطوع وإذا كانت هذه فكرتكم عن أوروبا فاحتفظوا بها لأنفسكم، سنتدبر أمرنا لوحدنا»، وكان رينزي حذر قبل أسبوعين من القمة «إذا اختارت أوروبا التضامن، فهذا جيد، وإذا لم تفعل فلدينا خطة بديلة جاهزة، لكنها ستضرب أوروبا في المقام الأول»، مهدداً بتسهيل مرور المهاجرين وطالبي اللجوء الذين يصلون إلى إيطاليا، ودول الجوار.
وكانت مصادر مقربة من القمة ذكرت أن المسودة النهائية للاجتماع تنص على أن الاتحاد الأوروبي يعتزم استقبال نحو 40 ألف مهاجر من طالبي اللجوء في إيطاليا واليونان، إلا أن القرار بشأن توزيعهم لم يحسم بعد.