المرصد
هنادي عيسى
يبدو أنّ المطرب عاصي الحلّاني أخطأ في حساباته عندما وافق على خوض تجربة التمثيل الدرامي، عبر مشاركته في مسلسل «العرّاب»، الذي يُعرض حالياً على شاشة «الجديد» وقنوات «روتانا».
اختارت شركتا إنتاج هما «سما الفن» و«كلاكيت للإنتاج الفنّي»، أن تقدّما مسلسلين عن القصة نفسها التي قُدّمت منذ سنوات طويلة عن المافيا في صقلية، الأوّل هو «العرّاب نادي الشرق»، وهو من بطولة باسم ياخور وجمال سليمان، ومن إخراج حاتم علي. أما «العرّاب» الثاني فهو من بطولة سلوم حداد وعبد المنعم عمايري وعاصي الحلّاني، ومن إخراج المثنّى صبح.
لن نخوض في تفاصيل العملين، لأنّهما أخفقا في معالجة القصة العالمية درامياً ـ أقلّه حتى الآن ـ إنما يبقى الممثلون في العمل الأول محترفين منذ سنوات. أمّا اختيار الحلّاني ليلعب الدور الذي قدّمه في الفيلم الممثل العالمي آل باتشينو، فهذا يعتبر خطوة ناقصة في مسيرة المطرب البعلبكي. ومهما صفّق له بعض المحيطين به، فهو لم يستطع إبراز نفسه كممثل محترف، وبدا جليّاً أنّه لم يحفظ مَشاهِدَه جيّداً، وأنّ الحوار مكتوب أمامه، وهذا ما تُظهِرُه حركات عينيه مقابل عدسة الكاميرا. ولا شكّ أنّ عدم حفظ الحوار يلغي الإحساس بالشخصية. وعلى رغم أن عاصي الحلّاني شارك من قبل في أربع مسرحيات غنائية وأبرزها «صلاح الدين الأيوبي» التي عُرضت في مهرجانات بعلبك قبل سنوات، إلّا أنّ أداءه على خشبة المسرح لم يكن مقنعاً، وكثيراً ما نسي الحوار أو تأخر في الكلام ردّاً على الممثلين الذين يقفون أمامه.
وفي «العرّاب»، بدا كل شيء مصطنعاً لدى الحلّأني، بدءاً من الباروكة، وصولاً إلى المسدّس الذي يرافقه باستمرار. وهذا خطأ إخراجيّ كبير لأن «المافيازو» لا يحتاج إلى مسدس في كلّ الأوقات كي يفرض شخصيته. فالقوة في النظرات والتصرّفات، والقيادة ليست بالسلاح إنما بالارادة.
حتماً عاصي الحلّاني ليس «ملكاً» في التمثيل كما وصفه سلّوم حداد، لأنّ الاستعجال بقبوله هذا الدور وبدء تصويره قبل رمضان بأسابيع قليلة، لم يسمحا للحلّاني أن يتعمّق في أداء دوره، على رغم أنّ المخرج صبح وفّر له أستاذاً في التمثيل، ومع ذلك جاء أداؤه ضعيفاً وغير مقنع.
لذا، ومن وجهة نظر شخصية، على الحلّاني أن يركّز في الغناء لأنه ملعبه الأساس، ويبحث عن ألحان جميلة وكلمات مميّزة، خصوصاً أنّ أغنيته «بيكفي إنك لبناني» التي أصدرها منذ أربع سنوات، «ضاربة»، وما صدر بعدها مجرد أغنيات أضيفت إلى أرشيفه.