علي عبد الكريم من الرابية: الحرب قد تطول لكن النهاية التي يتوهّمها كثيرون سقطت
رأى السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي انّ الحرب في سورية قد تطول، لكن «النهاية التي يتوهّمها أو يحلم بها الكثيرون قد سقطت»، مشيراً إلى أنّ العام المقبل «قد يكون عام الحصاد».
وقال السفير علي عبد الكريم بعد زيارته رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون في دارته في الرابية «أسرّ دائما بلقائي العماد عون، وهو القارئ السياسي للصراعات في المنطقة وللمستقبل، وهو مستبشر بالنسبة لما يجري من حرب إرهابية كونية على المنطقة وعلى سورية في الدرجة الأولى منذ البداية، وهو اليوم أكثر استبشاراً. فهو رغم شراسة هذه الحرب وتعاون القوى لاستثمار عيوب المنطقة ووجود شراسة من قبل الدول الغربية ودول المنطقة وغرفها السوداء في الجوار، يرى أنّ هناك إنجازات يحققها الجيش السوري وحاضنته الشعبية في سورية، كما يرى نتائج يستبشر بها، لا سيما في ما كان يتوقعه. لهذا استوضح وسأل عن كلّ ما يجري في درعا والقنيطرة والسويداء والحسكة وحلب وإدلب في اللاذقية، وفي حماة والمناطق السورية، فكانت جولة أفق في ضوء ما يحدث على الأرض».
وأضاف: «العماد عون يرى أيضاً، أنّ كلّ الرهانات التي كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وقوى خليجية أخرى أوقعت نفسها فيها فسقطوا ومعهم المخططون الغربيون والصهيونيون، وهناك إحباط إرهابي كبير في هذا المجال»، لافتا إلى أنّ «ما جرى من صمود رائع وبطولي للجيش والشعب والقيادة في سورية، تؤشر إلى سقوط هذه الرهانات».
وتابع علي عبد الكريم: «أيضا كانت قراءة استكملتها الأحداث التي تجري في اليمن، ومحاولات قلب الحقائق في المنظمات الدولية، لا سيما في ما يخصّ النازحين واللاجئين والقفز على الحقائق من خلال دعم الإرهاب الذي هو سبب هذا النزوح. فالقراءة بالرغم من السواد الموجود، كانت متفائلة بفعل صمود سورية والمقاومة والقوى الغيورة في المنطقة»، معتبراً أنّ «في لبنان سيادة حقيقة لأنّ فيه قوى وطنية مثل العماد عون وأخرى كثيرة تمثل السيادة والردعية في مواجهة العدوان الإسرائيلي، والعدوان الإرهابي التكفيري اللذين يكملان بعضهما. لذلك كان الاستبشار بأنّ هذه الأشهر وصولاً إلى العام المقبل ستحمل أمناً أكثر واندحاراً أكثر للإرهاب، ولكلّ الذين يراهنون عليه ويستثمرون فيه تجارة السلاح».
ورداً على سؤال قال السفير السوري: «قد تطول الحرب، أما النهاية التي يتوهّمها أو يحلم بها الكثيرون فقد سقطت، والكلام عنها هو محاولة تعزية لنفوسهم المكسورة. فالجميع يدرك أنّ الجيش والشعب السوري، وعلى رأسهم رجل سيدرسه الكثير من الباحثين بكثير من التحليل والعمق، لأنّ لديه وطنية وثباتاً وشجاعة ورؤى تتكامل. وأن ما قامت به سورية هو نيابة عن كلّ العالم، ولولا هذه الكفاءة لكانت خريطة العالم مختلفة جداً، وربما كان الأمن في أوروبا والعالم منهاراً. وكلامهم هو تعبير أمان للمحبطين، لكن اليوم يدركون انّ أمانيهم تقهقرت».
اضاف: «اما كيف نتفاءل رغم طيلة الحرب، فذلك يفسّر أنّ الإرهاب الذي زرع ويموّل ويغذي، وإن كان التحالف الدولي يضرب داعش في العراق وسورية أحياناً ورغم انّ هناك قرارات دولية تصدر، لكنها لا تطبّق، لا على تركيا ولا على السعودية وقطر، لكن يغضّ الطرف او تتمّ التعمية على تسمية الحقائق. هناك عملية استنزاف طويلة، لأنّ هناك عملية بيع أسلحة تستغلها شركات كثيرة وإطالة عمر العدوان الإسرائيلي، لكن من يستمع الى مضمون المكالمة الهاتفية بين الرئيسين باراك اوباما وفلاديمير بوتين، خصوصاً في التوجه لتوحيد الجهود لمواجهة داعش في سورية، ويقف مع سورية الحلفاء في روسيا وإيران والصين وفي دول بريكس وفي دول المنطقة والرأي العام في أوروبا وأميركا، كلّ هذا يبشر انه سيكون في المستقبل أمان أكثر، ولكن نحن من يدفع ضريبته نحن الذين نواجه الارهاب».
وأوضح انه سيكون في العام المقبل «تفاصيل كثيرة وقد يكون عام الحصاد».
وعما إذا كان التقسيم حتميّاً في حال طالت الحرب، قال: «هذه أمان خادعة وكاذبة ومنهارة، والتقسيم هو جائزة الإحباط التي لن تحدث، وهذه أمنيات «إسرائيلية»، فلا تستمعوا إليها لأنها خاسرة وكاذبة وخادعة».