السلطات التونسية تستدعي قوات الاحتياط

كشف مساعد وزير الخارجية البريطاني توبياس إلوود، إن 15 بريطانياً على الأقل قتلوا في الهجوم، الذي استهدف منتجع القنطاوي السياحي بمدينة سوسة التونسية.

وأضاف إلوود أن التحقق من هويات الضحايا ما زال مستمراً، وأن عددهم مرجح للارتفاع… ما يجعله الأكبر منذ هجوم لندن عام 2005.

وأضاف: «هذا هو الهجوم الإرهابي الأكبر على مواطنين بريطانيين منذ هجمات مترو لندن عام 2005. وهو هجوم يلقي الضوء على التهديد الراهن الذي يشكله تنظيم «داعش». هذا العمل الوحشي الآثم يظهر بوضوح الدافع الذي يحتم علينا مواجهة هذا النوع من التطرف… سواء داخل بلدنا أم خارجه».

وفي سياق حزمة الاجراءات التي اتخذتها الحكومة التونسية، في أعقاب الهجوم الإرهابي، صرحت الحكومة بأنها ستنشر حوالى 1000 شرطي مسلح في الفنادق والشواطئ لتحسين الأمن في المنتجعات السياحية.

وفي تصريح صحافي، قال وزير الداخلية ناجم الغرسلي «قررنا وضع حوالي ألف شرطي مسلح في النزل وعلى الشواطئ لتعزيز الحماية في ظل وجود تهديدات.

وحول هجوم سوسة، انتقد ناجم الغرسلي التعاطي الأمني التونسي مع الهجوم، وقال إنه كان من الممكن القضاء على الإرهابي عقب سقوط الضحية الثالثة أو الرابعة، لكن غياب الأمن المسلح بالنزل حال دون ذلك، مؤكداً وجود خلل مشترك في التعاطي مع هذه العملية بين أمن الدولة وأمن الفندق.

على صعيد آخر، انعقد مجلس الأمن القومي برئاسة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي ورئيس الحكومة الحبيب الصيد وقيادات أمنية عسكرية للنظر في خطوات إضافية بعد الإجراءات الأخيرة التي أقرتها خلية التنسيق الأمني عقب هجوم سوسة.

ولفتت مصادر صحافية إلى أن الرئيس التونسي دعا عدداً من أصحاب الفنادق والمؤسسات الاقتصادية في ولاية سوسة للتشاور معهم بهدف إيجاد حلول لإنقاذ الموسم السياحي في البلاد.

وقد حذرت بريطانيا أمس من هجمات إرهابية جديدة قد يشنها إرهابيون على المنتجعات السياحية في تونس بعد هجوم سوسة الذي أودى بحياة 39 شخصاً بينهم 15 بريطانياً.

من جهته، اعتبر وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون ووزير الخارجية فيليب هاموند أن جرائم القتل في تونس ستكون عاملاً في رسم سياسات الدفاع والأمن في بريطانيا هذا العام، وستقوي عزم لندن على التصدي لما وصفاه بـ «الخطاب السام للتطرف الإسلامي».

وأشارت وزارة الخارجية البريطانية على موقعها إلى أن الهجمات الأخيرة ربما نفذها «أفراد غير معروفين لدى السلطات استلهموا أفعالهم من جماعات إرهابية عبر وسائل التواصل الاجتماعي».

وأثار الهجوم الإرهابي في سوسة هلعاً في أوساط السياح الأجانب الذي سارع كثيرون منهم لحزم حقائبه ومغادرة البلاد قبل موعد انتهاء إجازاتهم.

وبدأت لندن عملية إجلاء للسياح البريطانيين السبت من تونس، حيث غادرت الدفعة الأولى.

وكانت شركات سياحية قد رحلت آلاف السياح الأجانب من تونس، فيما كشفت مندوبة السياحة في سوسة، سلوى قدري عن مغادرة أكثر من 3000 سائح أجنبي البلاد وسط مخاوف من ركود سيشهده قطاع السياحة التونسي.

يذكر أن السلطات التونسية أعلنت فور الهجوم استدعاء قوات الاحتياط لحماية المناطق الحيوية في البلاد.

وزاد هجوم سوسة الانتقادات للمؤسسة الأمنية التونسية في شأن تعاملها مع التهديدات الجهادية، إذ لم تطو بعد صفحة الهجوم الدامي على متحف باردو في العاصمة التونسية حتى صعقت تونس بهجوم أعنف رغم تشديد الإجراءات الأمنية، مما يزيد التساؤلات حول مدى قدرة السلطات على التعامل مع التهديدات الجديدة.

يذكر أن متحف باردو الشهير وسط العاصمة تونس تعرض في 18 آذار الماضي لهجوم تنباه تنظيم «الدولة الإسلامية» وأسفر عن مقل 22 شخصاً غالبيتهم من السياح.

وتعترف تونس على لسان كبار المسؤولين فيها أنها أصبحت عاجزة بمفردها عن محاربة مثل هذه التهديدات الأمنية.

وفي هذا السياق قال الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي إن بلاده لا تستطيع بمفردها مواجهة هذه الموجة الإرهابية، وشدد على أن تونس تواجه حركة جهادية عالمية، موضحاً الحاجة إلى بناء استراتيجية دولية موحدة بهذا الصدد.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى