البرازيل تواصل عروضها المخيّبة وتُقصى عن «كوبا أميركا» بعد تألّق بارغواي

تأهل منتخب بارغواي إلى الدور نصف النهائي من بطولة «كوبا أميركا»، بعد تخطّيه عقبة منتخب البرازيل بركلات الترجيح 4-3 ، بعد تعادل المنتخبين 1ـ1 خلال اللقاء الذي أقيم مساء السبت الماضي على ملعب بلدية دي كونسبسيون ضمن الدور الربع نهائي من البطولة المقامة حالياً في تشيلي.

سجّل روبينيو هدف البرازيل في الدقيقة 15 ، وأدرك ديرليس غونزاليس هدف التعادل لبارغواي في الدقيقة 71 من ضربة جزاء. وفي ضربات الترجيح سجّل للبرازيل فرناندينيو، وغواو ميراندا، وكوتينيو، وأهدر إيفرتون روبيرو ودوغلاس ضربتيهما بغرابة شديدة. وفي المقابل، سجل لبارغواي بوباديلا وكاسيرس ومارتينيز وغونزاليس، وأهدر روكي سانتا كروز ضربته.

ونجح منتخب بارغواي في تكرار فوزه على البرازيل بعد الإطاحة به من البطولة السابقة التي أقيمت في الأرجنتين عام 2011، ومن الدور ربع النهائي أيضاً، ليكرّس البارغوانيون عقدتهم للسيليساو، في مباراة شهدت تفوّق المدرب الأرجنتيني دامون دياز، مدرّب بارغواي، على البرازيلي دونغا في إدارة اللقاء تكتيكياً ليتأهل إلى المربع الذهبي في بطولة تشهد أربعة مدرّبين أرجنتينيين في نصف النهائي.

وفشل منتخب البرازيل من الثأر من بارغواي، صاحب المركز الثاني في المجموعة الثانية.

لعب دونغا، مدرب البرازيل، بطريقة 4-2-3-1 معتمداً على روبرتو فرمينو كمهاجم وحيد مع مساندة من الثلاثي روبينيو وكوتينيو وويليان في الهجوم. وفي الشوط الثاني، أشرك دونغا البديل دوغلاس كوستا دا سوزا على حساب ويليان قبل أن يدفع دييغو تارديلي على حساب غير الموفّق فرمينو، وإيفرتون على حساب روبينيو.

في المقابل، لعب الأرجنتيني رامون دياز، مدرّب بارغواي، بطريقة 4-4-2 معتمداً على نيلسون فالديز وروكي سانتا كروز في الهجوم، مع مساندة من فيكتور كاسيرس وإدغار بينتيز وإراندا، وفي الشوط الثاني دفع بالبدلاء راؤول بوباديلا وأوزفالدو مارتينيز وأوسكار روميرو على حساب نيلسون فالديز وإدواردو إراندا وإدغار بنيتيز.

كان الشوط الأول متوسّطاً وسلبياً في أداءَي الفريقين، باستثناء هدف روبينيو الرائع فقط، وهاجم البرازيليون بسبعة لاعبين في بعض الاحيان، إلا أنّ عدم وجود رأس حربة صريح، ورعونة لاعبي السيليساو، وسوء حالة فرمينيو، كلّ ذلك تسبب في سلبية الاداء البرازيلي بعد هدف التقدم، في المقابل حاول منتخب بارغواي العودة إلى اللقاء عبر محاولات المشاغب روكي سانتا كروز. وكان البرازيليون الاكثر استحواذاً وسيطرة من دون فاعلية مع بداية اللقاء، بينما اعتمد البارغوانيون على الهجمات المرتدة، ومن إحداها، تألق تياغو سيلفا في إبعاد هجمة في الدقيقة 10 .

جاء الهدف الأول للبرازيليين من جملة تكتيكية بدأت من روبينيو إلى إلياس ومنه إلى داني آلفيس الذي لعبها عرضية رائعة وصلت إلى روبينيو «غير المراقَب» الذي أودعها بسهولة في مرمى المنتخب البارغوياني ليسجّل المخضرم روبينيو 31 سنة هدفه السابع خلال تاريخه في بطولات «كوبا أميركا»، والسابع والعشرين له مع السيليساو.

وكاد الحارس البرازيلي جيفرسون أن يخطأ في إمساك الكرة 30 ، وتصدى لمحاولتين من غونزاليس وفالديز لينتهي الشوط الاول بتقدم البرازيل بهدف روبينيو. وفي الشوط الثاني، سدّد غونزاليس كرة صاروخية من كرة ثابتة أنقذها جيفرسون حارس مرمى البرازيل 52 ، ردّ عليها إلياس بتسديدة عالية بعيدة عن المرمى 53 ، رأسية من نيلسون المخضرم في مباراته الدولية 72، مرّت فوق العارضة 56 .

وأنقذ الحارس البرازيلي رأسية المدافع البارغوياني باولو دا سيلفا الرائعة وأبعدها من على خط مرماه في الدقيقة 61 ، وطالب نيكولاس فالديز بضربة جزاء بعد دفعه داخل المنطقة من قبل المدافع البرازيلي ميراندا، إلا حكم اللقاء طالب باستئناف اللعب 66 .

وبعدئذٍ، احتسب حكم اللقاء الأورغوياني اسماعيل آندريس كوناها سوكا ضربة جزاء لبارغواي بعد لمس تياغو سيلفا الكرة بيده بطريقة غريبة ومثيرة للجدل 70 ، وتمكن نجم بارغواي ديرليس غونزاليس من ترجمتها إلى هدف في الدقيقة 71 .

وعقب الهدف، حاول منتخب بارغواي أخذ زمام المبادرة وإحراز الهدف الثاني عن طريق رأسية برونو آلفيس التي وجدت الحارس البرازيلي جيفرسون 76 ،

وأنقذ الحارس البرازيلي جيفرسون تسديدة ديرليس غونزاليس 80 ، وردّ عليه البرازيلي كوتينيو بتسديدة قوية أنقذها حارس بارغواري خوستو فيلار 82 ، ومرت الدقائق المتبقية من اللقاء بتمركز دفاعي من الفريقين تجنباً لأي مفاجآت، والتي كان آخرها تسديدة كوتينيو التي مرت بجوار القائم لينهي حكم اللقاء الشوط الثاني بتعادل الفريقين 1-1 ليحتكم الفريقان لضربات الترجيح التي أنصفت بارغواي في النهاية بفوز على البرازيل 4-3 بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1 .

طموح بارغواي

وقال ديرليس غونزاليس، الذي سجّل من ضربة الجزاء الترجيحية التي حسمت تأهل بارغواي، إن طموح منتخب بلاده بلا حدود، حتى وإن لم يكن هناك أحد يثق في قدرة الفريق على تقديم عروض جيدة قبل انطلاق البطولة.

وقال غونزاليس: «أعتقد أن أحداً لم يثق بنا، ولكننا قلنا إننا متحدون بشكل غير مسبوق ونطمح للمزيد. لم يثق أحد بهذا الفريق، الآن أنظروا أين أصبحنا، لا حدود لطموحنا، الآن علينا الاسترخاء والاستمتاع والتفكير في مباراة الأرجنتين».

واعترف غونزاليس بأن منتخب بارغواي لم يكن جيداً بالشكل الكافي خلال الشوط الأول، الذي انتهى بتقدم البرازيل 1 ـ صفر، لكنه أكد أن منتخب بلاده تحسن في الشوط الثاني.

وقال: «في الشوط الأول عانينا كثيراً، ولكن في الشوط الثاني ظهرنا بشكل مختلف، لحسن الحظ أدركنا التعادل ثم حسمنا المواجهة».

الفوز على الأرجنتين

وأعرب لاعبو منتخب بارغواي عن ثقتهم بالفوز في المباراة المقررة الثلاثاء أمام المنتخب الأرجنتيني في الدور قبل النهائي لبطولة كأس أمم أميركا الجنوبية كوبا أميركا ، بعدما حافظ الفريق على سجله خالياً من الهزائم على مدار المباريات التي خاضها في البطولة الآن.

وقال لوكاس باريوس مهاجم الفريق: «نتعلم من الأخطاء، ونأمل تقديم عرض مماثل لما قدمناه في الشوط الثاني أمام الأرجنتين»، في إشارة إلى أن الفريق التقى المنتخب الأرجنتيني في مباراته الأولى في البطولة وتقدّم المنتخب الأرجنتيني 2 ـ صفر قبل أن يردّ منتخب بارغواي في الشوط الثاني ويتعادل 2 ـ 2.

وأوضح باريوس: «في دور المجموعات، التقينا منتخبات قوية للغاية وحصلنا على الثقة، تميّزنا بالشجاعة وحوّلنا تأخرنا إلى تعادل في كل من مباراتينا أمام الأرجنتين وأورغواي».

وقال حارس المرمى المخضرم خوستو فيار «إن الفريق لا يمكن أن يرتكب أمام الأرجنتين في الدور قبل النهائي الأخطاء نفسها التي ارتكبها في مباراة الفريقين في الدور الأول».

وقال نيلسون هايدو فالديز، مهاجم منتخب بارغواي: «أشعر بفخر شديد بهذه المجموعة من اللاعبين، لديّ ثقة كبيرة بالفريق وقدرتنا على تحقيق أمور عظيمة».

الشجاعة

وأكد المهاجم البارغوياني راؤول بوباديا أن منتخب بلاده تمكن من إدراك هدف التعادل أمام البرازيل «بفضل شجاعتنا».

وقال بوباديا، في تصريحات صحافية عقب اللقاء: «المباريات تسعون دقيقة، 11 لاعباً في مواجهة مثلهم، وفي النهاية وبفضل شجاعتنا أدركنا هدف التعادل».

وأشار إلى أن منتخب بلاده سيواجه نظيره الأرجنتيني في نصف النهائي بالعقلية نفسها، مؤكداً أن المدرب رامون دياز يرفع شعار لا مساس بالعقلية.

ومن جانبه، أوضح المهاجم أيدو فالديز، الذي اختير رجل المباراة، أن بارغواي خاضت مواجهة البرازيل بالطريقة نفسها التي تعاملت بها مع لقاء الأرجنتين في مستهل مشوارها في البطولة.

وأضاف: «هذا ما يجعلنا كباراً. البارغواياني لا يستسلم أبدا، أثبتنا ذلك أمام الأرجنتين، إذ كنا متأخرين بهدفين نظيفين وكانوا الأفضل في الشوط الأول وعدنا في النتيجة».

أسونسيون تحتفل

وعمّت الأفراح شوارع عاصمة بارغواي أسونسيون بعد تأهل المنتخب البارغوياني إلى نصف نهائي «كوبا أميركا» المقامة في تشيلي، وأُطلِقت الألعاب النارية في سماء العاصمة، وردّد المارة «تشجّعي بارغواي». بينما أطلق سائقو السيارات الأبواق احتفالاً بتأهل «الألبيروخا» إلى المربع الذهبي من البطولة القارية.

وحبس عشاق المنتخب البارغوياني أنفاسهم في ركلات الترجيح التي تابعوها عبر شاشات التلفزيون في الحانات والشوارع في العاصمة أسونسيون، لتنفجر موجة فرح عارمة بعدما سجّل درليس غونزاليس الركلة الحاسمة معلناً تأهل بارغواي إلى نصف النهائي.

وأصبح غونزاليس وكذلك الحارس خوستو فيار بطلين ردّد البارغوانيون اسميهما تقديراً لدوريهما في حجز مقعد في المربع الذهبي.

دونغا يكشف

وألقى دونغا باللوم على فيروس أصاب عدة لاعبين من فريقه بعد الهزيمة بركلات الترجيح، وقال دونغا للصحافيين: «ليس هذا عذراً، لكن 15 لاعباً أصيبوا بفيروس، وكان يجب علينا تقليل غالبية تدريباتنا، في المباراة، من المهم استخدام السرعة، وهذا ما افتقدناه في النهاية».

وأضاف: «أصيب اللاعبون بفيروس وعانوا من صداع والتهابات في الظهر وآلام في كل مكان، تقيّأ البعض وكان يجب علينا التقليل من سرعة تدريباتنا بسبب هذا».

وعلى رغم إلقاء دونغا باللوم على الفيروس، أشار اللاعبون إلى أن تأثيره لم يكن كبيراً على نتيجة اللقاء، فيما أكد رودريغو لاسمار طبيب المنتخب على جاهزية الجميع لخوض المباراة.

وقال روبينيو: «لا أستخدم ذلك كعذر، كان يمكننا الفوز بالمباراة سواء مع وجود فيروس أو لا».

ونفى جيفرسون حارس البرازيل أيضا تأثير الفيروس على هزيمة الفريق الذي خسر للمرة الثانية فقط في 14 مباراة منذ عودة دونغا إلى قيادته بعد كأس العالم 2014.

وقال جيفرسون: «استيقظ الجميع وهم يعانون من صداع وعانى البعض من آلام، من الغريب أن يحدث هذا للجميع في الوقت نفسه».

وأضاف: «لكن لا يمكننا استخدام ذلك كعذر، حتى في حالة شعور بعض اللاعبين به، لا أظن أن هناك تأثيراً لهذا على النتيجة».

لا لاعتماد الكرات الطويلة

وأعرب تياغو سيلفا، قلب دفاع المنتخب البرازيلي عن أسفه إزاء اعتماد منتخب بلاده على الكرات الطولية في مواجهة بارغواي. وأوضح أن بارغواي كانت تلعب كرات نحو المنطقة، «ونحن لم نتمكن من الخروج بالكرة، كنا نلعب كرات طولية، والكرة كانت تعود، من خلال هجمات بارغوانية».

وعن ركلة الجزاء التي تسبب فيها بلمس الكرة بيده في منطقة الجزاء، والتي أدرك منها المنتخب البارغواياني هدف التعادل، قال «إنه لا يتذكر ما حدث على نحو جيد».

وأضاف لاعب باريس سان جيرمان: «يجب أن أرى الواقعة، لأنني على خلاف ركلة الجزاء التي تسببت فيها أمام تشلسي في ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا لا أتذكر اصطدام الكرة بيدي».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى