مجلس التعاون الداعشي…
سعد الله الخليل
في أحدث محطاته ومن بعد السعودية والكويت تنظيم «داعش» الإرهابي يطلق جديده من القيادات وأمراء الدم المتمثلة بشخص المدعو تركي البنعلي متوعداً بلاده البحرين بأنّ العملية الإرهابية المقبلة بعد تفجير مسجد الكويت ستكون من نصيب مملكة البحرين، ومع ظهور البنعلي المعروف بأعماله الإرهابية تدخل مملكة آل خليفة إلى نادي الداعشية من أبوابه الواسعة لتنضمّ إلى مملكة آل سعود وإمارة آل الصباح مروراً بليبيا والعراق وسورية.
بعيداً عن استعراض خريطة تمدّد التنظيم الداعشي في نسخته الخاصة بالعقد الثاني من الألفية الجديدة والمتطوّرة عن إصدار مطلع القرن الحادي والعشرين والمتمثلة بتنظيم «القاعدة» الذي أحيل إلى التقاعد، وخبا نجمه أمام هوليودية تنظيم «داعش»، ليلقى مصير إصدارات مايكروسوفت المهترئة أمام أخواتها من النسخ الحديثة والمتطورة.
بعيداً عن كلّ ذلك يبدو واضحاً أنّ منابع الداعشية والقاعدية الفكرية والمادية واللوجستية واحدة لا تتعدّى حدود شبه جزيرة العرب وما تفرّع عنها من ممالك وإمارات.
رغم امتداد تنظيم «داعش» ومن قبله «القاعدة» على مساحات شاسعة في الجغرافيا تجاوزت الحدود الإقليمية لتصل إلى قارات العالم السبع إلا أنّ الجذور والنشأة والقيادة واحدة والمنبع الفكري واحد، ففكر «القاعدة» في الولايات المتحدة لم يحمل بصمات أميركية ومنهل «القاعدة» في الصين لم يكن يوماً فكراً صينياً، وتمويل «داعش» و«النصرة» في سورية والعراق لم يأت من تجار دمشق وبغداد، بل من خزائن بيت مال آل سعود حول العالم واستثماراتهم المنتشرة في أصقاع الأرض، في مسعى للعب أدوار تكتيكية إقليمية وعالمية مرتبطة مباشرة بالمشروع الاستراتيجي الأميركي، الكبير لتغدو تلك التنظيمات ودول الخليج حصان طروادة في معركة «الشرق الأوسط الجديد» لرسم خريطة المنطقة في القرن الحادي والعشرين، وليظهر المنقذ الأميركي المضحّي بجنوده وأمواله ليخلص المنطقة من «القاعدة» في أفغانستان ونظام صدام حسين في العراق و«القاعدة» في اليمن و«داعش» في سورية والعراق.
ليس بغريب أن تصل «القاعدة» و«داعش» إلى دول الخليج مع فشل نظرية السعودية والولايات المتحدة بإمكانية التعايش والنوم مع الشيطان واتقاء شرّه وضمان عدم الطعن في الظهر.
كما صادر ملوك آل سعود قرار ممالك ومشيخات الخليج لعقود واحتمت برايتها لمواجهة شعبها وجيرانها ها هي تتلقى منتجات المملكة من إرهاب معاد تصنيعه حول العالم بفكر وهابي صهيوني فأغلب قادة «داعش» وجلّ الانتحاريين حول العالم سعوديو الجنسية.
دورة الحياة والطبيعة لطالما وضعت الأمور في سياقها الطبيعي وأعادت الأمور إلى مجاريها، وكما تعود الطيور المهاجرة إلى أوطانها حيث نشأت وترعرعت يعود الإرهاب إلى منشئه فلا هناء لإرهابي إلا في بيئته ووطنه وأرضه، وبعد دورة «القاعدة» و«داعش» حول العالم، يأتي دور دول الخليج ليختم الإرهاب دورته حول العالم ويدمغ اتحاد التعاون الداعشي بختمه وبصمته الوهابية السعودية.
«توب نيوز»