احتكار روسيا القيام برحلات فضائية مأهولة يمدَّد لفترة غير محدّدة

نشرت صحيفة «إيزفيستيا» مقالاً جاء فيه: إن تحطّم صاروخ «فالكون ـ 9» الأميركي حامل مركبة الشحن الفضائية «دراغون» التي كان على متنها طنّان من الحمولة المخصّصة للمحطة الفضائية الدولية، سيمدّد الاحتكار الروسي على الرحلات الفضائية المأهولة إلى المحطة لفترة غير محدّدة، علماً أن مركبات «سويوز» روسية الصنع هي التي تقوم حالياً وحدها بتلك الرحلات.

وخطّطت وكالة «ناسا» الفضائية الأميركية لبدء استخدام مركبة «دراغون V2» كمكوك ينقل روّاد الفضاء الأميركيين إلى المحطة الدولية اعتباراً من عام 2017. وكان من شأنها أن تحلّ محل مركبات «سويوز» الروسية التي كانت تقوم قبل ذلك بأداء هذا الدور.

وفازت شركة «سبايس إكس» الأميركية يوم 16 أيلول الماضي بمركبتها «دراغون V2» وصاروخها «فالكون» في مسابقة أقامتها «ناسا» في إطار برنامج «النقل الفضائي التجاري»، فحصلت على مبلغ 2.6 مليار دولار لإتمام تصنيع المركبة كي تستخدم كمكوك فضائي لنقل روّاد الفضاء إلى المحطة.

وكان من المخطط لأن ينطلق المكوك الأول من هذا النوع بروّاد الفضاء على متنه إلى المحطة في نيسان عام 2017. لكن الآن، يتوقع أن يؤجل هذا الموعد إلى أجل غير معروف.

وقال العضو في أكاديمية «تسيالكوفسكي» الروسية للفضاء آندريه يونين إن فترة التحقيق في ملابسات الحادث الفضائي عادة تتوقف على نوع الصاروخ وحداثته. وكلّما كان الصاروخ حديثاً، تطول أكثر فترة التحقيق.

وفي ما يتعلق بالحوادث الفضائية التي وقعت بصواريخ «بروتون» الروسية على سبيل المثال، فأسبابها تتضح بعد مرور أيام معدودة، لأن الصاروخ هذا يستخدم على مدى عشرات السنين ويمكن التكهّن بدقة في ما قد حدث به. أما إذا كان الصاروخ صاروخاً جديداً، فيمكن أن يستغرق التحقيق في ملابسات الحادث سنة أو ما يزيد عن ذلك.

وصاروخ «فالكون» شأنه شأن صاروخ «دلتا 4» الأميركي، أو صاروخ «KSLM» الكوري الجنوبي. ويستبعد الخبير الروسي أن يتم إطلاق هذا الصاروخ في الموعد المحدد سابقاً 2017 .

وهناك مركبة أخرى فازت هي أيضاً في مسابقة «ناسا». وهي المركبة «CST 100» من تصنيع شركة «بوينغ» الأميركية والتي كان من المخطط لإطلاقها كمركبة مأهولة إلى المحطة الفضائية الدولية عام 2017. لكن من عادات شركة «بوينغ» إعلان الموعد ثم تأجيله، كما الحال عام 2014 ثم عام 2015. لكن على أيّ حال فإن «بوينغ» لم تطلق مركبة واحدة غير مأهولة حتى الآن. لذلك من الصعب الحديث حول موعد إطلاق صاروخ «بوينغ» الذي سيحمل روّاد الفضاء الأميركيين إلى المحطة الفضائية الدولية.

وكانت شركة «روسكوسموس» الروسية قد وقّعت في وقت سابق مع الجانب الأميركي اتفاقية إيصال روّاد الفضاء الأميركيين إلى المحطة الفضائية الدولية لغاية عام 2017. ومن المحتمل أن توقّع في الخريف المقبل اتفاقية أخرى مماثلة لمدة سنة واحدة، أي حتى انتهاء عام 2018.

يذكر أن صاروخ «فالكون» هو الثاني الذي يخسره الأميركيون خلال سنة واحدة، إذ إنّ صاروخ «أنتاريس» كان قد انفجر بمركبة الشحن «سيغنوس» خلال إطلاقه في تشرين الأول الماضي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى