اعتراف دولي بالرئيس الأسد للقضاء على الإرهاب
ناديا شحادة
بعد فشل الإسلاميين في مصر وتونس وغياب دروهم على الساحة السياسية، الأمر الذي شكل صدمة كبرى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي كان يطمح ان يذكره التاريخ باعتباره مؤسس الامبراطورية العثمانية «الاخوانية» الجديدة التي تضم تحت جناحها كبرى الدول العربية سورية ومصر وتمتد الى كامل المنطقة العربية، ولكن فشل «الإخوان» في مصر وتونس وغياب دورهم في سورية على رغم الدعم الذي قدم لهم من العديد من الدول وبالذات تركيا فالأدلة التي تم الكشف عنها تباعاً تثبت ذلك، وأكد مؤخراً الكاتب التركي عبد الله يوزخورت ان هناك أدلة كثيرة تشير الى تورط كبار المسؤولين في الحكومة التركية في مساعدة الجماعات الإرهابية مثل «القاعدة» و«داعش» في سورية والعراق، معتمداً على شهادة الرئيس السابق لوحدة مكافحة الارهاب في الشرطة في مقاطعة بايراكتوتان سردار الذي تحدث عن حماية مسؤولين في الحكومة التركية لمسؤول كبير في «القاعدة» وتورط أفراد بالحكومة في دعم ورعاية شبكة مسلحين للقتال في سورية، ففشل «الإخوان» في مصر وتونس وصمود سورية أحبط هذا المخطط، وأمام هذا الواقع لم تجد أنقرة من حل سوى إعادة النظر في حساباتها من خلال دعم الحركات الإسلامية في ليبيا بشقيها السياسي والجهادي المسلح، لتحويل ليبيا الى معقل للمجموعات المتشددة بهدف ضرب أمن دول الجوار وبخاصة مصر وهذا ما أكده زياد الدغيم عضو مجلس النواب الليبي، حيث قال ان هناك معلومات تشير الى تورط كل من قطر وتركيا في مساندة الجماعات المسلحة المنتشرة في ليبيا لاستهداف المنطقة في شكل عام ومصر في شكل خاص، مضيفاً ان تركيا التي تريد إرباك المشهد في مصر والداعمة للارهاب هي وراء الجماعات المسلحة في ليبيا.
يؤكد مسؤولون ليبيون ومراقبون دوليون ان الخطر بات يتجاوز حدود ليبيا ليطاول دول الجوار التي ثارت ضد حكم الإسلاميين بخاصة مصر وتونس بعد ان فشلوا في استهدافهما من الداخل عبر تشجيع الميليشيات «الاخوانية»، فها هي تركيا تسعى الآن لدعم «الاخوان المسلمين» في ليبيا وتقود حرباً بالوكالة لدعم التنظيم الاخواني، فالعديد من التقارير تؤكد وجود علاقة بين تركيا والمسلحين الاسلاميين المعروفين باسم ائتلاف فجر ليبيا الذي تدعمه منذ تأسيسه في آذار 2012، وهذا ما أكده اللواء حفتر وفي حزيران عام 2014 حيث اتهم تركيا بدعم الإرهاب وطالب الاتراك مغادرة البلاد في غضون 24 ساعة لكن انقرة ممثلة في حزب العدالة والتنمية والرئيس أردوغان أنكرت أي علاقة بذلك وأشارت الى دعمها للمصالحة الوطنية بليبيا والترويج للحوار السياسي أي منح «الإخوان» جائزة في ليبيا من خلال دعم عملية أممية لإنهاء القتال بين كرامة ليبيا وفجر ليبيا في جنيف، فالتمسك بالحل السياسي يؤدي الى تقوية نفوذ «الاخوان المسلمين» في ليبيا وبالتالي زيادة انتشار الإرهاب في دول شمال أفريقيا المهيئة لانتشاره، فجذوره متواجدة في تلك الدول التي لديها تاريخ مع تنظيم «القاعدة» الذي ينشط في المغرب الاسلامي في منطقة الصحراء الكبرى وأيضاً على الحدود الجزائرية التونسية الليبية، فالجزائر من أكثر دول المنطقة التي دفعت ثمن الحرب الاميركية البريطانية على افغانستان التي بدأت في 7 تشرين الثاني عام 2001، فبعد أكثر من ثمانية أشهر على بدء تلك الحرب على تنظيم القاعدة الذي كان يقوده اسامة بن لادن في جبال افغانستان وفرار غالبية عناصره في مختلف الاتجاهات برزت معطيات أمنية في تلك الفترة، تشير الى ان نشطاء «القاعدة» قد فضلوا الاستقرار في مناطق حدودية بين الجزائر ودول الساحل الأفريقي، فشمال أفريقيا تعتبر أرضاً خصبة للارهاب الذي بدأت نشاطاته تظهر على تونس من خلال عمليات ارهابية عديدة شهدتها البلاد في الآونة الأخيرة وكان أخطرها تفجير باردو وتفجير المنتجع السياحي في سوسة.
فمع توسيع انتشار التنظيمات الارهابية في سورية والعراق وشمال افريقيا، أصبحت تشكل خطراً على الأمن القومي العالمي، بات من الضروري الحزم والتعاون الدولي للقضاء على الإرهاب والبداية يجب ان تكون الحسم في أمرين، الأول أن لا يكون هماك متطوعون جهاديون لمحاربة النظام السوري والذي استطاع ان يتحدى التعقيدات الميدانية بانتصارات وصمود الجيش السوري، فيؤكد المتابعون انه على الدول الاوروبية والولايات المتحدة الاميركية الاعتراف بنظام الرئيس بشار الاسد ممثلاً وحيداً للشعب السوري والتعاون مع سيادته في الشق الأمني لمواجهة خطر الجماعات الإرهابية، اما الامر الثاني فيجب ان لا يكون هناك حل سياسي بشراكة «الاخوان المسلمين» ولا دور لتركيا بليبيا.