معركة الأمعاء الخاوية انتصرت… فهل تصحو الضمائر النائمة؟
فدى دبوس
ها هو خضر عدنان الأسير الفلسطيني ينتزع حريته بالقوّة من السجّان الصهيونيّ. انتصر خضر عدنان على ظلم الصهاينة واغتصابهم للحريات، صوره ملأت مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض الناشطين وحّدوا صورتهم واضعين صورة الأسير البطل في واجهة صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.
كيفما تتصفّح صفحات الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي تصادف صورة أو مقالاً أو تعليقاً يحكي عن هذا البطل الذي قهر الأعداء وربح الجولة الأولى في معركته ضدّ قمعهم. منذ مدّة ونحن نرى على مواقع التواصل صوراً تدعم معركة الأمعاء الخاوية التي لم يبقَ أمام الأسرى الفلسطينيين سواها للتخلّص من إرهاب العدوّ، ومع بداية شهر رمضان انتشرت صور «إضراب كريم» التي شجّعت الإضراب عن الطعام الذي بات من ضروريات حياة الأسرى لعلّهم يتخلّصون من عذابهم، واليوم وبعد 56 يوماً على التوالي من الإضراب عن الطعام ها هو خضر عدنان ينتصر على السجّان الصهيونيّ ليعلن انتهاء عذابه وليؤكّد أن الحقّ دائماً سينتصر مهما طال الظلم والقهر.
فاز خضر عدنان بشهادة الجميع حتى العدوّ الصهيونيّ الذي لم يجد وسيلة أخرى غير الإفراج عنه، كل حروف الهجاء تمدح الأسير البطل اليوم، وكل الحناجر تصدح بعبارات بسيطة ألا وهي «النصر للحق». هذه المهمّة الصعبة التي يخوضها الأسرى اليوم أثبت من خلالها خضر عدنان أنها المعركة الأصلح في وجه عدوّ جائر لم ولن يعرف المعنى الحقيقي للإنسانية.
لم يعد خضر عدنان بالنسبة إلى الناشطين مجرّد أسير بل بات مناضلاً بطلاً قاهراً للأعداء، رفعت له القبعة ويجب أن ترفع القبعة أيضاً للأسرى الآخرين الذين لا يزالون يخوضون هذه المعركة في وجه هذا العدوّ الجائر. هذا الرجل الذي صرخ في وجه الأعداء قائلاً: «إمّا أن تطلقوا سراحي، وإمَّا أن أبقى مضرباً عن الطعام، وتحقِّقوا للأسرى بغيتهم بإطلاق سراحهم، وقد أنتصر أخيراً!» انتصر بالفعل رافعاً راية النصر موقفاً إضرابه عن الطعام بعد انتهاء مسلسل معاناته وبعد سجنه مراراً وتكراراً في سجون ظالمة باعتقال أو بالأحرى باختطاف همجي بربري يسمونه زوراً وبهتاناً بالاعتقال الإداري، فيبقون على الأسير قيد السجن ورهن الحبس من دون أيّ محاكمة أو حتى تهمة حقيقية بل يجدون تهماً ملفّقة دائماً ليبرروا إجرامهم.
يصادف هنا وأنا أذكر الاعتقال الإداري أن أتذكر الفيلم الفلسطيني «عمر» وكيف لفّق العدوّ الصهيوني لعمر وصديقه تهمة كي يدخلهما السجن، وكيف اتّضحت القصّة الملفّقة التي مارسها الصهاينة فقط للإيقاع بهذين الشابّين الفلسطينيين ظلماً وجوراً. هذه القصّة توضح كيفية إتقان الصهاينة تلفيق التهم واللعب بمصائر الناس ببرودة أعصاب تامّة، وهم الذين أحياناً يستغلّون أبسط الأمور لتحويل الإنسان من مواطن بريء لا يريد سوى الحياة الكريمة إلى مجرم مطارد من قبل سلطاتهم اللاشرعية.
اليوم نحتفل جميعاً بنصر الأسير البطل خضر عدنان ونبارك لمعركة الأمعاء الخاوية التي بدأت تخطو خطواتها الأولى نحو النجاح، وليبقى دائماً خضر عدنان وغيره من المناضلين الأبطال قدوتنا لتحقيق النصر على العدوّ الصهيونيّ.