غروشكو: سعي الناتو إلى التوسع شرقاً خطر كبير على أمن أوروبا
أعلن المندوب الروسي لدى حلف شمال الأطلسي ألكسندر غروشكو أن سعي «الناتو» للتوسع شرقاً يشكل خطراً كبيراً على الوضع الأمني في أوروبا.
وقال غروشكو في مؤتمر صحافي: «من الواضح للجميع أن الأخطار الأساسية التي تواجهها أوروبا اليوم تأتي من الجنوب»، موضحاً أن هذه الأخطار تتعلق بأعمال تنظيم «داعش» وتدهور مؤسسات الدولة في مناطق واسعة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وعلى رغم ذلك يتجه «الناتو»، بحسب الدبلوماسي الروسي، للتوسع شرقاً بحجة «خطوات روسيا العدوانية» في شرق أوكرانيا، متجاهلاً الجهود التي تبذلها موسكو من أجل تنفيذ اتفاقات مينسك، مؤكداً أن الحلف خطط للتحول السياسي والعسكري نحو الشرق منذ زمن طويل قبل الأحداث في أوكرانيا.
وأشار المسؤول الروسي إلى أن اجتماع وزراء دفاع «الناتو» الذي عقد أخيراً دليل جديد على أن الناتو يتحول من سياسة التعاون مع روسيا إلى سياسة احتواء روسيا، مضيفاً أن هذه السياسة خلال الـ 1,5 سنة الماضية يجرى تأكيدها في مجال البناء والتخطيط العسكريين.
وأضاف أن خطة الحلف لنشر قوات كبيرة جديدة في أوروبا قرب الحدود مع روسيا تتعارض مع النظام الأساسي «روسيا – الناتو»، مشيراً إلى أن أحد المبادئ الأساسية لهذه الوثيقة يتمثل في الردع العسكري.
وأكد المندوب الروسي أن بلاده في تخطيطها العسكري ستأخذ في الحسبان ظهور هذه القدرات الجديدة نوعياً قرب حدودها وستتخذ الإجراءات اللازمة كافة من أجل مواجهة أي خطر محتمل يتعلق بنشر هذه القدرات.
وحذّر غروشكو من عدم استئناف العلاقات الكاملة بين روسيا والناتو في حال امتناع الحلف من إعادة النظر في موقفه بشأن إمكان توحيد الجهود في مكافحة التحديات والأخطار المشتركة.
وقال إن سياسة الناتو بشأن الأزمة الأوكرانية ضارة وتساعد هؤلاء الذين يحلمون بحسم النزاع في أوكرانيا عسكرياً، مضيفاً أن دول «الناتو» لا تعتمد في الأزمة الأوكرانية على تقييمات موضوعية ولذلك لا تدعو كييف إلى تنفيذ اتفاقات مينسك وتحمل موسكو مسؤولية ما يجرى على رغم أن روسيا ليست طرفا في النزاع الأوكراني.
وقال الدبلوماسي الروسي إن حلف الناتو، كما يبدو، يعيش في عالم خيال خاص به ولا يدعو كييف إلى وقف النيران وسحب الأسلحة رغم وجود وقائع واضحة بهذا الشأن وردت في تقارير مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
من جهة أخرى، أكد غروشكو أن موسكو تعتبر سعي الجبل الأسود للانضمام إلى الناتو خطوة سلبية للأمن الأوروبي وكذلك لعلاقاتها مع الاتحاد الروسي.
وبهذا الصدد يذكر أن الناتو أعلن سابقاً أن الجبل الأسود قد ينضم إلى الحلف في كانون الأول المقبل.