جهود أممية لإيجاد حل للأزمة اليمنية
ناديا شحادة
بدأت الحرب السعودية على اليمن بطريقة فاجأت الجميع وبمن فيهم الاوساط السياسية اليمنية، فإن حجم الدمار الكبير في البنى التحتية اليمنية أو ما لحق بالشعب اليمني من تشرد وجوع لم يكن متوقعاً، وبات الوضع لا يحتمل لا اقليمياً ولا دولياً، وأكد ذلك الرئيس الايراني حسن روحاني عندما صرح قائلاً: «لماذا تمطر السعودية القنابل على رأس الشعب اليمني المظلوم وتستخدم الطائرات التي قدمتها لها الولايات المتحدة؟ لماذا تدمر البنية التحتية لهذا البلد الضعيف»؟ ويؤكد المتابعون ان السعودية التي فشلت عسكرياً في تحقيق الأهداف التي اتخذتها ذريعة لهذه الحرب، أصبحت تحتاج الى سيناريو لوقف الحرب لأنه ليس بإمكانها التراجع فجأة وهو ما قد تراه المملكة اعترافاً بفشلها بمهمتها، وفي ظل التورط والفشل السعودي والوضع الانساني السيئ ازدادت المساعي الدولية وتواصلت الجهود الاممية لايجاد حل للازمة اليمنية ولوقف الحرب، فبعد مشاورات جنيف التي عقدت في الأسبوع المنصرم وفشلت في التوصل الى اتفاق حول وقف الحرب وإبرام هدنة انسانية جديدة تأتي جولة المبعوث الأممي الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد الذي يحمل مقترحاً من 7 نقاط أبرزها وقف إطلاق النار بالتزامن مع انسحاب القوات الحوثية من المدن التي فرضوا سيطرتهم عليها، وتسليم المؤسسات للحكومة ووضع آلية لترتيب عملية انسحاب القوات وتنظيمها، تزامناً مع انتشار فريق محايد، حيث تتوقع المصادر السياسية اليمنية ان يكون الفريق المحايد هو عبارة عن قوة حفظ سلام اممية، وضمن النقاط ايضاً ان تتعهد الأطراف اليمنية المتنازعة بتوفير السبل لوصول المساعدات الانسانية الى اليمنيين، كما ينص مقترح ولد الشيخ على التزام كل الاطراف اليمنية بالدخول في مفاوضات شاملة تحت رعاية الامم المتحدة بمشاركة كل المكونات السياسية.
النقاط السبع التي في جعبة المبعوث الأممي لليمن والتي عرضها على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بعد لقائه في مقر اقامته في الرياض، لبحث القضايا المتعلقة بالتسوية السياسية وجهود الامم المتحدة لحل الازمة اليمنية وفقاً لقرار مجلس الامن الدولي الرقم 2216، تلك النقاط التي يؤكد المتابع للازمة اليمنية على انها مطالب سعودية، حيث كانت المملكة قد طرحت سابقاً اربعة شروط لوقف عملية عاصفة الحزم ضد الشعب اليمني، حيث أكد الملك سلمان بن عبد العزيز في بيان اصدره في 31 آذار من العام الحالي على ان السعودية تفتح ابوابها امام اجتماع يضم جميع الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في الحفاظ على امن اليمن واستقراره على حد تعبيره، مضيفاً ان هذا الاجتماع يجب ان يكون تحت مظلة مجلس التعاون في اطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها وبما يكفل عودة الدولة لبسط سلطتها على كل الاراضي اليمنية واعادة الأسلحلة الى الدولة.
فمع استمرار الحملة العسكرية بقيادة السعودية التي لم تحقق أي من نتائجها فالواقع الميداني والعسكري والسياسي وحالة اطراف الصراع تؤكد ان «عاصفة الحزم» لم تصل للحد الادنى المرجو منها والذي قامت من أجله، بل عادة بجميع الأطراف مجدداً للمربع صفر، فالحملة العسكرية لن تحل المشكلة السياسية التي يواجهها هذا البلد وهذا ما أكده الخبير الروسي والمستشرق في معهد الدراسات الشرقية التابع لاكاديمية العلوم الروسية سيرجي سيرديروف حين قال ان العمليات العسكرية في اليمن التي تقوم بها قوات التحالف العربي لن تقوم بحل المشكلة السياسية التي يواجهها هذا البلد، فأصبح وقف الحرب والبحث عن حلول سياسية مطلب جميع الاطراف بما فيها السعودية التي أكد وزير خارجيتها ذلك سابقة عندما صرح بأن المملكة تسعى لايجاد حل سياسي للازمة اليمنية.
فمع المقترحات التي يحملها المبعوث الأممي لليمن ومع الرقابة الدولية لتحقيق عملية سياسية تقيس الأحجام التي هي لمصلحة جماعة الحوثي التي ما زالت طرفاً اساسياً في اللعبة السياسية وعملية التفاوض، والتي لم تعترف بعد بشرعية الرئيس اليمني عبد ربه منصور، وفي ظل الخسائر السعودية، ووسط معاناة إنسانية لليمنيين وخسائر بشرية ومادية لم تحصَ بعد، هل تصل المعجزة الروسية الى اليمن ويتم تنفيذ الطلب الروسي الذي ينص على ضرورة تفعيل الجهود الأممية لبلورة حلول سلمية للنزاع في البلاد؟.