«الوضع الإقليمي المتفجر» في مركز عصام فارس
جمع مركز «عصام فارس للشؤون اللبنانية» مجموعة من الصحافيين الذين يتابعون الشؤون العربية والدولية في صحفهم، في طاولة مستديرة بعنوان «الوضع الإقليمي المتفجر: رهانات اللاعبين وفرص التسوية».
ورأى المشاركون «أنّ العالم العربي لا يزال في مرحلة المخاض العنيف الذي يهز دوله منذ بدء الانتفاضات والتغيّرات العربية قبل أربع سنوات، ولا أفق لوقف الصراعات والنزاعات في المرحلة المنظورة بسبب حدة الإنقسامات الداخلية في المجتمعات العربية، ونظراً للتجاذبات الإقليمية والدولية».
وأشار المجتمعون إلى «أنّ احتمالات التوصل إلى تفاهمات معينة وبدء الحدّ من النزاعات الراهنة متوقفة على تسوية تجمع القوى الإقليمية والدولية المعنية، بغية التوصل إلى حلّ سلمي لمسألة الملف النووي الإيراني».
ولفتوا إلى «وجود مخاوف حول وحدة كلّ من العراق وسورية وبروز مخاطر تقسيم البلدين». واعتبر بعض المشاركين أنّ «الدولة السورية ومؤسساتها وفي طليعتها الجيش لا تزال متماسكة رغم الانسحابات التي حصلت أخيراً من بعض المدن والمناطق».
وفي الملف العراقي، كان تأكيد «أنّ دخول العراق لعبة المحاور الإقليمية والدولية جعله فريسة سهلة للتدخلات الخارجية».
وفي موضوع الإرهاب، رأى المتحدّثون أنّ «الظاهرة الإرهابية الجهادية لا تزال تتنامى في دول المنطقة، خصوصاً مع تمدّد تنظيم «داعش» إلى الكثير من الساحات والدول العربية والإسلامية والغربية، وهذا ما يطرح تحديات كبيرة على استقرار دول عربية خصوصاً في شمال إفريقيا كمصر والجزائر». وقال بعض المشاركين: «إنّ اتساع هوية الانقسام السياسي والمذهبي هو ما مكّن «داعش» من تثبيت سيطرته في كثير من المناطق وتحديدا في العراق، إضافة إلى ضعف الجيوش الوطنية أو تفككها»، في حين لفت مشاركون إلى «خطورة تنامي الظاهرة الإرهابية في مصر خصوصاً في ظلّ استمرار التوتر والانقسام السياسي بين النظام ومعارضيه من جماعة «الإخوان المسلمين».
وشدّد المتحدثون على «أهمية الذهاب نحو خيار الدولة المدنية وحماية الدين من السياسة»، وأشار البعض إلى «سقوط تجربة الإسلام السياسي، كما أظهرت تطورات السنوات الأخيرة في العالم العربي». ولفت الصحافيون إلى أنّ «الإرهاب ظاهرة شاملة يجب ألا تنحصر مواجهتها بالجانب العسكري فقط على أهميته بل بفكر اجتماعي اقتصادي ومكافحة التهميش وتحقيق التنمية، وأيضا بوقف الظلم الذي يؤدّي إلى مزيد من العنف، وببناء ثقافة جديدة قائمة على السلام والعدالة الاقتصادية والاعتراف بالآخر المختلف».
وأكد المتحدثون «أنّ الأمل الوحيد لوقف العنف والصراعات الدموية الراهنة هو ذهاب القوى والأطراف المعنية إلى تسوية سريعة وتقديم التنازلات المشتركة في ما يشبه «وستفاليا» عربية وإسلامية وتشكيل تحالف إسلامي كبير ضدّ كلّ أشكال العنف والإرهاب، وذلك إلى جانب الوصول إلى تسوية شاملة للملف النووي الإيراني».