فرنسا ترفض منح حق اللجوء لمؤسس «ويكيليكس» جوليان أسانغ

رفضت باريس أمس منح حق اللجوء السياسي لمؤسس موقع «ويكيليكس» جوليان أسانغ، الذي طلب من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في رسالة نشرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية منحه اللجوء في فرنسا.

وجاء في رسالة أسانج الموجهة إلى هولاند: «أنا صحافي يتعرض للملاحقة والتهديدات من قبل السلطات الأميركية بسبب عمله المهني. ولم أكن متهماً بارتكاب أي جريمة في أي مكان من أنحاء العالم بما في ذلك السويد أو بريطانيا، وأنا مؤسس «ويكيليكس».

وتحدث أسانغ في رسالته عن مختلف مراحل عمل «ويكيليكس» وتحقيقاته وملاحقات العاملين بالموقع، إضافة إلى ظروف حياته في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن ابنه الأصغر فرنسي من أم فرنسية.

وقال مؤسس «ويكيليكس» إنه لم ير ابنه الأصغر منذ بداية ملاحقته السياسية قبل 5 سنوات، وكان مضطراً للمحافظة على سر وجود ابن له في فرنسا لحمايته وحماية أمه، مؤكداً أن حياته مليئة بمخاطر تزداد يوماً بعد يوم، مضيفاً أن «فرنسا فقط تستطيع اتخاذ الإجراءات اللازمة ضد ملاحقته السياسية». وكانت وزيرة العدل الفرنسية كريستيان توبيرا قد أشارت سابقاً إلى إمكانية منح أسانغ وكذلك الموظف السابق في الاستخبارات الأميركية إدوارد سنودن اللجوء السياسي في فرنسا، إلا أن رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس قال إن هذه المسألة غير مطروحة.

وجاءت تصريحات توبيرا وطلب أسانغ بعد أن كشف تقرير لموقع «ويكيليكس» تجسس الاستخبارات الأميركية على ثلاثة رؤساء فرنسيين بين عامي 2006 و2012، منهم الرئيس الحالي فرانسوا هولاند.

وأثار تسريب معلومات عن التجسس الأميركي ردود فعل غاضبة في فرنسا، فقد استدعت الخارجية الفرنسية السفيرة الأميركية لدى باريس وأدلى عدد من كبار المسؤولين الفرنسيين بتعليقات حول الموضوع.

ولا يزال جوليان أسانج، الأسترالي البالغ من العمر 43 سنة، يقيم في سفارة الإكوادور في لندن منذ حزيران 2012 لتفادي ترحيله من بريطانيا إلى السويد التي تريد استجوابه.

وكانت السلطات السويدية قد وجهت إلى أسانغ تهمة ارتكاب جرائم جنسية، واضطر الأخير لطلب اللجوء في بعثة الإكوادور الدبلوماسية في لندن، رافضاً جميع الاتهامات الموجهة إليه وواصفاً إياها بأنها وجهت بدوافع سياسية. لكنه لم يتمكن حتى اللحظة من مغادرة السفارة لأن السلطات البريطانية تحول دون ذلك.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى