لافروف: سعي واشنطن إلى عزل روسيا غير واقعي مرتزقة قاتلوا في سورية يشاركون في عملية عسكرية شرق أوكرانيا

اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مهمة عزل روسيا التي تضعها واشنطن نصب عينيها غير واقعية تماماً.

وفي تعليق على تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي أعلن نجاح واشنطن في عزل روسيا، قال لافروف أمس: «لقد قال الرئيس الروسي أخيراً ردّاً على سؤال مماثل إنه من المستحيل عزل بلد مثل روسيا، إنها مهمة غير واقعية».

وأشار الوزير الروسي في هذا الخصوص إلى منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي الذي جرى الأسبوع الماضي، الذي شارك في فعالياته عدد هائل من الضيوف من مختلف دول العالم، وذلك في أجواء اتسمت بروح التعاون العملي، مشدداً على «ضرورة تخلي سلطات كييف عن استخدام الجيش ضد سكانها في أسرع وقت، ووضع حدّ لأية أعمال عنف في أوكرانيا»، داعياً إلى إطلاق حوار أوكراني شامل من أجل ضمان حقوق جميع المواطنين والتوازن في وضع الأقاليم كافة.

وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفنزويلي إلياس جاوا، أعرب لافروف عن تقديره لموقف كاراكاس المبدئي إزاء الأزمة الأوكرانية. بينما قارن وزير الخارجية الفنزويلي بين الأحداث الأوكرانية، حيث جرت الإطاحة برئيس شرعي، وما وصفه بمخطط تقسيم فنزويلا.

وحذر وزير الخارجية الروسي من أن كييف تسعى إلى تحقيق الانتصار في الحرب الأهلية قبل أن تبدأ الحوار مع الأقاليم. واعتبر أن التصريحات الأخيرة التي أطلقت في كييف تدل على سعي السلطات الحالية لاستكمال ما تطلق عليه «عملية مكافحة الإرهاب»، على رغم أن النتيجة المرجوة من هذه العملية ما زالت غير واضحة.

واعتبر الوزير أنه حان الوقت ليعطي المجتمع الدولي دفعة جديدة لعملية التسوية في أوكرانيا، معتبراً أن محاولات إقناع كييف لم تعد كافية، بل بات الوضع بحاجة إلى جهود وساطة فعالة من أجل إيقاف العنف، وفي مقدمته العملية القمعية، ومن ثم بدء حوار يعتمد على الاحترام المتبادل.

وأعاد الوزير إلى الأذهان أن ممثلي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا قد دعوا كييف إلى التخلي عن إطلاق لفظي «الإرهابيين» و«الانفصاليين» على سكان جنوب شرقي البلاد، بل إشراك الجميع من دون استثناء في الحوار والاستماع إلى مطالبهم.

وذكر لافروف أن موسكو لا تفرض أية صيغة محددة على المشاركة الدولية المرجوة في تسوية الوضع بأوكرانيا، لكن مثل هذه المشاركة باتت ضرورية في ظل استحالة تنفيذ الاتفاقات السابقة بشأن التسوية وذلك بسبب موقف كييف. وأوضح أن الحديث يدور عن اتفاقية التسوية التي وقع عليها الرئيس فيكتور يانوكوفيتش و3 من قادة المعارضة في 21 شباط، واتفاقية جنيف الموقعة في 17 نيسان وخريطة الطريق التي أعدتها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وأردف قائلاً: «هذه الخريطة أيدها الجميع باستثناء الحكومة الأوكرانية التي أعلنت أن لديها خريطة طريق خاصة بها. وإذا قمنا بالمقارنة بين هاتين الوثيقتين، سنرى أن الفرق يكمن قبل كل شيء في عدم إعطاء الأوكرانيين الأولوية لإيقاف العنف».

يأتي ذلك في وقت أكدت الأمم المتحدة أن أمينها العام بان كي مون يشارك شخصياً في عملية التسوية بأوكرانيا ومستعد دائماً للعب دور الوساطة. وأعلن ذلك ستيفان ديوجاريك الناطق الرسمي باسم الأمين العام تعليقاً على الدعوة التي وجهها المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين إلى بان كي مون، إذ حثه على الانضمام فوراً إلى الجهود الرامية لإيقاف أعمال العنف شرق أوكرانيا.

وأوضح ديوجاريك أن الأمم المتحدة تشارك في هذه الجهود عبر بعثتها الخاصة بالرقابة على وضع حقوق الإنسان في أوكرانيا وممثليتها في كييف. وأضاف: «وفي ما يخص مشاركة الأمين العام شخصياً، فهو على اتصال دائم مع القادة الأوكرانيين والروس. وكما أعلن الأمين العام سابقاً هو مستعد دائماً للعب دور الوساطة».

ودعت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي السلطات الأوكرانية إلى ضمان عدم استخدام القوة المفرطة، وتفادي اتخاذ خطوات تمييزية وأعمال من شأنها إلحاق أضرار بالمدنيين. وأعربت عن قلقها البالغ من أعمال العنف التي تشهدها أوكرانيا. وذكرت المسؤولة الدولية أن فريقاً تابعاً لإدارة مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يعمل حالياً في أوكرانيا على متابعة الأوضاع المتعلقة بحقوق الإنسان هناك، مشيرة إلى أن تقريره سيكون جاهزاً بحلول أواسط شهر تموز المقبل.

وقال مصدر في رئاسة أركان الجيش الروسي إن نحو 300 مرتزق أوكراني حاربوا في سورية يشاركون حالياً في العملية التنكيلية بالقوات الأوكرانية في جنوب شرقي البلاد. وأفاد المصدر «المعلومات المتوافرة لدينا تقول إن نحو 300 مرتزق أوكراني كانوا يحاربون سابقاً في صفوف المعارضة السورية المسلحة ضد نظام الرئيس بشار الأسد عادوا في شهري آذار و نيسان إلى أوكرانيا وانضموا إلى كتائب متطرفي «القطاع الأيمن» المشاركة في العملية التنكيلية في جنوب شرقي البلاد.

وأضاف المصدر أن هذه المعلومات تدل أيضاً على أن «معظم هؤلاء المرتزقة منحدرون من الأقاليم الأوكرانية الغربية»، مشيراً إلى أنه «يوجد بينهم قناصة وأفراد من القوات الخاصة الذين يتميزون بالقسوة وشاركوا في أعمال حربية في نقاط ساخنة عدة بما فيها ضد القوات الروسية في شمال القوقاز».

وفي السياق، أكد القائم بأعمال الرئيس المعيّن من قبل البرلمان الأوكراني ألكسندر تورتشينوف مقتل 14 عسكرياً أوكرانياً بينهم جنرال بعد إسقاط مروحيتهم في شرق البلاد. وقال مصدر في قوات الدفاع الشعبي أمس إن مسلحي الدفاع الشعبي أسقطوا قرب مدينة سلافيانسك شرق البلاد مروحية تابعة للقوات الأوكرانية، مشيراً إلى سماع دوي إطلاق نار كثيف في هذه المنطقة.

وذكر مصدر آخر في قوات الدفاع الشعبي أن مقاتلات سلاح الجو الأوكراني تحلق فوق مدينة كراماتورسك المجاورة لسلافيانسك. ونظراً إلى ذلك تم الإيعاز للمستشفيات بإجلاء الموجودين فيها من الطوابق العلوية.

من جهة أخرى أعلن مصدر في «جمهورية لوغانسك الشعبية» أن «جيش جنوب الشرق» سيطر بالكامل على قاعدة عسكرية تابعة للحرس الوطني الأوكراني، مشيراً إلى عدم وجود أي عسكري في هذه القاعدة.

وأوضح الحرس الوطني الأوكراني أن مسلحي الدفاع الشعبي استولوا على عدد من مباني القاعدة العسكرية في لوغانسك، وتم إجلاء العسكريين من هناك إلى قسم آخر من القاعدة وذلك بعد أن هدد المسلحون بتفجير المباني التي استولوا عليها.

وأعلن المكتب الإعلامي لـ «جمهورية لوغانسك الشعبية» أن ما بين 80 و100 عسكري ألقوا السلاح واستسلموا لقوات الدفاع الشعبي بعد اشتباكات أسفرت عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى