يا جنوب
وهيب وهبي
أنتَ صدف الوجد يتحلّى كقوس قُزحٍ قُبيل الأفول
يا مخاض الريح يا عينيكَ هذا الهوى المشرئب
سلامٌ لهواك… سلامٌ لنسيم القرى… سلامٌ لكلِّ غمام
سلامٌ لكلِّ طيرٍ يفتّشُ في الأحداق عن حكايات البطولة
سلامٌ لدماء شهدائك
سلامٌ… سلامٌ… عليك حتى مطلع الفجر
سلامٌ عيتا، حججنا إليكِ نشقُّ صدر الأرض
لينبلج القمح سنابل
وفي كلّ سنبلةٍ خفقةٌ من ضلوعنا
يا جنوب… جئنا نستعير منك البطولة والصمود
فأنت الشمس والقمر والحرية والقداسة
أنت العزّ فمن نُسغِكَ يتوهّجُ عصب النهر
ومن وجهك تنتشر ضلوع الشمس
نتسلق أسوار القلب
علّنا نصل إلى فجرك المنفتح فوق جبل الشيخ
فأنت الياسمينة التي تلفّ يديها
لتُسرّ حكايا البطولات
وأنت الزيتونة التي تكبكب أطرافها
لتغمر حناياها مارون وبنت جبيل ومدن الصباح
أنت يا من سقسقت شقائق النعمان دماءً في شرايينك
حتى يرحل الجفاف
وينبت من بين رياحينك
أشبال الأسود تزأر بطولةً في وجه الغزاة
فاليهود النعاج انتظرتهم السواعد السُمر
لتحفر لها قبوراً من جحيم ونار
أنتم الأمراء…
بكم الأرض والسماء سواء
يا نجوماً لألأت.. كلّما أظلم الزمان أضاءت
أيار غدا بكم كلّ الفصول والعرب نيامٌ لا يفقهون زمانا
بل الفصول عندهم ثمالة
فبدمكم أزهرتم رياحينا
وبتحريركم سطّرتهم وقفات عزٍّ وشموخا
ناديتهم على الكون مقاومةً
لا نهاب الموت بل الشهادة لنا عنوان
مقاومة… مقاومة… مقاومة…