فتحعلي: ما زالوا أحياءً في السجون الصهيونية فارس: لا وسيلة لتحريرهم إلا المقاومة
أحيت سفارة الجمهورية الإسلامية الايرانية في لبنان الذكرى الـ 33 لجريمة اختطاف الديبلوماسيين الإيرانيين الأربعة في مقر السفارة في بئر حسن، في حضور السفير الإيراني محمد فتحعلي، عضو هيئة الرئاسة في حركة أمل خليل حمدان ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب السابق إميل إميل لحود ممثلاً الرئيس العماد إميل لحود، حسن حجازي ممثلاً وزير الخارجية جبران باسيل، عضو لجنة حقوق الإنسان النيابية النائب مروان فارس، وعدد من الوزراء والنواب السابقين وممثل حركة «حماس» علي بركة، وممثلين عن الأحزاب والقوى الوطنية والاسلامية والفصائل الفلسطينية وعوائل المخطوفين وأركان السفارة الايرانية.
فتحعلي
وتحدث السفير فتحعلي مستهلاً كلمته «بالشكر والتقدير للمشاركين والمتضامنين مع الحرية والإنسان والحق والعدل، مع قضية إنسانية أليمة عندما افتقدت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ ثلاثة وثلاثين عاماً من الزمن رموزاً لها كانوا رسل محبة وصداقة وأخوة للشعب اللبناني، حيث امتدت يد الغدر الآثمة لتغييبهم قسراً عن أداء رسالتهم الإنسانية والدبلوماسية في توثيق العلاقات الأخوية بين إيران ولبنان ولا سيما في ظرف خطير واستثنائي آنذاك فرضه الإجتياح الصهيوني للبنان عام 1982، وصولاً حتى عاصمته بيروت قتلاً وتدميراً للحياة والإنسان، فواسى دبلوماسيينا إخوتهم اللبنانيين والفلسطينيين مشاركينهم صمودهم والمعاناة، مقدمين ما أمكن من دعم ومساعدة ليكونوا فعلاً نعم الناصر في الملمات».
وقال: «كما تعلمون، فإن جريمة اختطاف الديبلوماسيين الإيرانيين في لبنان عام 1982 السادة محسن الموسوي، أحمد متوسليان، كاظم اخوان، وتقي رستكار مقدم هي جريمة كبرى ارتكبت خلافاً لكل الأعراف الدبلوماسية ولا سيما معاهدة فيينا التي أعطت الحصانة للدبلوماسيين وكامل الحماية والتسهيلات القانونية في أداء مهماتهم وواجباتهم. وهي جريمة بحق المجتمع الدولي، لأنها ارتكبت خلافاً للمواثيق والعهود الدولية كافة، وهي انتهاك فاضح لحقوق الإنسان. وعلى رغم مرور ثلاثة وثلاثين عاماً على هذه الجريمة فإننا لم نلمس لدى المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية المعنية بحقوق الإنسان تحركاً جدياً تجاه هذه المسألة بل صمت وإعراض مريب».
وأشار إلى أن الديبلوماسيين الإيرانيين الذين اختطفوا في الأراضي اللبنانية سلموا إلى الكيان الصهيوني «الذي يتحمل كامل المسؤولية القانونية والحقوقية تجاه هذه الجريمة الكبرى في حق إخوتنا الديبلوماسيين، والتي تضاف إلى جرائمه المستمرة في حق أبناء الشعب الفلسطيني في فلسطين ولا سيما في غزة المحاصرة، وفي حق شعوب أمتنا العربية والإسلامية من خلال دعمه ورعايته للإرهاب والتطرف والتكفير بهدف إيقاع الفتنة وإضعاف جبهة المقاومة ووحدة هذه الأمة في مواجهة التحديات والمؤامرات التي تستهدفها».
وكشف «أن المعلومات المتوافرة لدينا حول قضية الديبلوماسيين الإيرانيين تشير إلى أنهم ما زالوا على قيد الحياة في السجون الصهيونية، وهذه القضية ستبقى قضية حية لأنها قضية حق وحرية وستبقى وصمة عار على جبين مرتكبيها، وهي موضع متابعة وعناية من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية مع كل الجهات المعنية ومؤسسات المجتمع الدولي حتى تحرير هؤلاء الإخوة الأعزاء وعودتهم إلى أهلهم ووطنهم».
فارس
ثم ألقى النائب فارس كلمة أكد فيها «أن قضية الديبلوماسيين الإيرانيين هي قضية معلومة وليست قضية مجهولة، وإننا نعرف والسفارة الإيرانية في لبنان تعرف من هي الجهة التي اختطفت هؤلاء الديبلوماسيين الايرانيين وهذه الجهة على علاقة وثيقة مع العدو الصهيوني».
وأضاف: «نحن في لبنان، ليست لنا علاقة بهذه الدولة الصهيونية، فهي دولة عدوة، لذلك كان طريقنا لتحرير هؤلاء المخطوفين ليس من طريق الدبلوماسية فقط إنما من طريق المقاومة التي حررت جزءاً من جنوب لبنان وحررت لبنان من العدو الصهيوني، وسوف تحرّر هؤلاء الديبلوماسيين الايرانيين. فلا وسيلة لتحرير الديبلوماسيين الإيرانيين الا هذه الوسيلة»، معتبراً «أن الجمهورية الاسلامية الايرانية هي جزء من الفريق الذي يقاتل العدو الصهيوني، سورية والعرب».
وإذ قدّم فارس لإيران «دعمنا الكامل»، اعتبر «أن هذه القضية لبنانية وليست قضية ايران، لأن الاختطاف تم على الاراضي اللبنانية ونحن معنيون بهذه القضية. فكما استطاعت المقاومة ان تحرر الارض تستطيع ان تحرر الاسرى وهناك معلومات أكيدة لدينا جميعاً بأن الديبلوماسيين قد سلموا من قبل جهة لبنانية الى العدو الصهيوني، فيطلب من الجميع الضغط على هذه الجهة اللبنانية التي تدّعي السلطة والنفوذ كي تسلم هؤلاء الديبلوماسيين».
عوائل الديبلوماسيين
وفي الختام، كلمة عوائل الديبيلوماسيين المختطفين القاها صابري زاده الذي أكد «أننا على يقين منذ سنوات، ونزداد يقيناً كل يوم، بأن هؤلاء الرهائن المختطفين … هم أحياء وعلى قيد الحياة. ويشهد على ذلك كل الأسرى المحررين … وكل الوثائق والشهادات في حين أنه وحتى الآن لم ينشر أي معلومات موّثقة تثبت استشهادهم وهذا خير دليل على أن أحباءنا ما زالوا على قيد الحياة».
وقال: «لقد بذلنا طوال هذه الفترة الصعبة والشاقة جهوداً من أجل الكشف عن أعزائنا وإعادتهم وحصلنا، رغم العديد من المشاكل، على بعض المعلومات التي تؤكد قيام العناصر المتعاملة مع الكيان الصهيوني بنقل الديبلوماسيين إلى فلسطين المحتلة بعد اختطافهم. ومن هنا فقد تابعنا الموضوع على مستويين. على المستوى اللبناني والمستوى الدولي. لبنانياً أجرينا محادثات مع المسؤولين اللبنانيين إنطلاقاً من مسؤولية الحكومة اللبنانية في هذا المضمار ومكان حصول الحادث. أما دولياً فإن على الأمم المتحدة والمنظمات الدولية المعنية أن تتحمل مسؤوليتها في الكشف عن مصير الديبلوماسيين المختطفين كما أن على الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية القيام بدور أكثر تأثيراً وجدية في عملية المتابعة هذه».
وختم متمنياً على لبنان «حكومة وشعباً وعلى جميع الخيرين مساعدتنا في الكشف عن مصير الديبلوماسيين».