حردان وأعضاء قيادة «القومي» يضعون أكاليل زهر على ضريح الزعيم في ذكرى استشهاده بيطار: حزب سعاده لا يزال يمثل الخلاص الوحيد للمجتمع السوري من كلّ آفاته وعلله

عشية الثامن من تموز ذكرى استشهاد باعث النهضة السورية القومية الاجتماعية أنطون سعاده، زار وفد من قيادة الحزب والقوميين ضريح سعاده في مدافن مار الياس بطينا، وقد وضع رئيس الحزب النائب أسعد حردان ورئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبدالخالق ورئيس المكتب السياسي الوزير السابق علي قانصو وأعضاء القيادة أكاليل زهر على الضريح.

وألقى عميد القضاء في الحزب عصام بيطار كلمة أمام الضريح قال فيها: تعلّمنا في مدرسة التضحية والفداء التي أرسى دعائمها شهيد الثامن من تموز أنّ مبدأ التضحية الفردية من أجل المجتمع هو أهمّ مبدأ مناقبي قام عليه أيّ مجتمع متمدّن.

وعندما خيّر سعاده بين التضحية في سبيل الأمة السورية كلها وبين سلامته الشخصية، اختار الأولى بارّاً بقسمه الذي أدّاه طائعاً مختاراً فوقف فيه نفسه لحياة سورية وفي سبيل فلاح الحزب السوري القومي الاجتماعي وانتصار قضيته.

وأضاف: في محاكمة صورية سجّلت وصمة عار على جبين القضاء اللبناني حوكم سعاده يوم السابع من تموز. حُرم من حق الدفاع المقدس الذي تكفله كلّ القوانين والشرائع، صدر بحقه حكم الإعدام في اليوم ذاته. عُرض الملف على لجنة العفو فكانت جزءاً من المؤامرة. ونُفذ الحكم فجر الثامن من تموز استكمالاً لخيوط أكثر المؤامرات دناءة.

وتابع بيطار: ما لا يعرفه الكثيرون أنّ بشارة الخوري أصدر المرسوم الرقم 5529/ك بتصديق حكم الإعدام بتاريخ التاسع من تموز عام 1949، أيّ في اليوم التالي لتنفيذ الحكم. وهذا لا يحمل إلا دلالة واحدة لا ثاني لها، وهي أنّ ذلك النظام المسخ لم يضع نصب عينيه سوى التخلص من سعاده بأية طريقة أو وسيلة.

ظنّ ذلك النظام ومسيّروه وكلّ أعداء الأمة السورية على حدّ سواء أنّهم باغتيال سعاده ينالون من الحزب السوري القومي الاجتماعي، ولم يعلموا أنّ سعاده الذي ختم حياته بدمه قد أبلغنا أنّ موته هو شرط لانتصار قضيته.

وأضاف بيطار: انتصر حزب سعاده فكان الخلاص الوحيد للمجتمع السوري من كلّ آفاته وعلله، وما الإقبال على الانتماء إلى صفوف النهضة سوى دليل واحد من أدلة كثيرة على ذلك النصر.

انتصر حزب سعاده بعقيدته التي جعلت ابن بلدة شارون في جبل لبنان الشهيد حسين البنا يرتقي شهيداً وهو يدافع عن نابلس في فلسطين، والاستشهادي خالد أزرق ابن حلب الذي ردّ إلى الأمة وديعتها بتنفيذ عملية في جنوب لبنان، وهي العقيدة ذاتها التي دفعت بالاستشهادي محمود قناعة إلى الالتحاق بركب الشهداء بعد تنفيذه عملية نهاريا البطولية راوياً أرض فلسطين بدمه، وهي العقيدة عينها التي أخذت الشهيد محمد عواد من لبنان ليقود الانتصار في باب هود. وفعلُ العقيدة هو الذي منح رفقاء مجزرة حلبا قوة الصمود حتى ختموا حياتهم مثل الزعيم بدمهم الزكي.

وحدها عقيدة سعاده التي اعتنقها أبطال نسور الزوبعة ليدافعوا عن كربلاء والنجف كذودهم عن حمص والسويداء، ليدافعوا عن بيروت وحاصبيا كما دافعوا عن غزة ودير البلح.

خاضوا معارك عديدة ضدَّ عدونا اليهودي، وها هم اليوم يستكملون الصراع بخوضهم معركة الوجود ضدّ عدو قديم ـ جديد لا يقلّ عداءً لأمتنا عن أولاد الأفاعي، عنيتُ قتالهم ضدّ مجموعات الإرهاب والتطرف.

على نهج سعاده القائد والشهيد القدوة يسير القوميون الاجتماعيون محصّنين مجتمعهم، مدافعين عن أرضهم وأبناء شعبهم.

فكم كانت عظيمة تلك اللحظات التي عاد فيها أهلنا في الشام إلى بيوتهم في المناطق كافة تحت راية الزوبعة الحمراء، مؤكدين أنّ الأمان والاستقرار لا يكون إلا بوجود من تخرّجوا من مدرسة شهيد الثامن من تموز. ولا ننسى أنّ حضرة الزعيم أكد أنّ أعظم عمل قام به بعد وضع العقيدة القومية الاجتماعية هو وضعه لنظام المؤسسات في الحزب. ذلك النظام الذي جعل حزبنا حزباً فريداً في الأمة السورية، تتداول فيه السلطة عند كلّ استحقاق دستوري على عكس الأحزاب الأخرى التي لا تنتقل السلطة فيها إلا من الأب إلى ابنه.

فها نحن على مقربة من استحقاق انتخابات المجلس القومي بعد أربعة أشهر، وهي مناسبة جديدة لنؤكد فيها على تمسك القوميين الاجتماعيين بحزبهم ومؤسساته، وانتصارهم لها لأنّ في ذلك، انتصاراً جديداً يضاف إلى سجلّهم الحافل.

وختم بيطار كلمته قائلاً: في الثامن من تموز نجدّد العهد لسعاده الزعيم ولسعاده الشهيد، ونردّد مع أديبنا القومي الاجتماعي الأمين سعيد تقي الدين: «إذا سألوكم عن شهدائكم، فقولوا لهم إنّ في كلّ واحد منا عظاماً تتوسّمُ لتصبح رفاة شهيد». بهذا الإيمان نحن ما نحن، وبهذا الإيمان نحن ما سنكون، وبما نحن وبما سنكون، سيظلّ هتافنا في العالم يدوّي: لتحي سورية وليحي سعاده.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى