صاحب الرسالة

علي الأحمد

أنا على يقين أن المشروع القومي بصيغته الجديدة بمعنى المشروع القومي الحضاري المتطوّر هو المشروع الوحيد الذي يمكنه إنقاذ المنطقة ككل. والدليل على ذلك أن «إسرائيل» عدوّ هذا المشروع ذي الأحقية بالحياة، ولأنه المشروع القومي الشامل كلّ شرائح المجتمع وفئاته، وهو المشروع الحامل الثقافة السورية. فلا حياة في المنطقة إلا بإعادة استنهاض هذا المشروع، ولا مشروع آخر له الطبيعة الجامعة نفسها، لأن طبيعة كل المشاريع الأخرى، طبيعة تقسيمية. فالمشروع القومي هو بالضرورة المشروع الأوحد من وجهة نظري، الذي يمكنه إنقاذ المنطقة، من دون أن نقصي الآخرين، لأن عقل الإقصاء عقل غير سليم.

المشروع «الإسرائيلي» التقسيمي الذي نراه اليوم ينفّذ على أرض الواقع، أوجدوه ليفتّت المنطقة، أما غاية المشروع القومي، فهي وحدوية ونهضوية. وبالتالي، لا تخاف «إسرائيل» سوى نقيضها. لذلك، تخاف «إسرائيل» من نجاح المشروع القومي وفلاحه.

إنّ فكر أنطون سعاده، الذي نحتفل بذكرى استشهاده اليوم، هو إحياءٌ للفكر السوري. لذا، أنطلق من إيماني بفكري القومي ـ العربي، وأعتقد أنّ أنطون سعاده تلمّس حقيقة لبّ المشروع النهضوي في المنطقة، وهو مشروع حيّ لا شعاراً فقط، لا بل إنه ممارسة على الأرض. والرسالة السورية التي وصلت إلى كل أصقاع الأرض، هي رسالة حيّة، ونحن نراها ثقافة وقدوة لكلّ العالم من العالم العربي إلى أميركا اللاتينية وآسيا وأوروبا. ونحن نحملها فكراً ونهجاً.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى