اللحظات الحاسمة قبل توقيع الاتفاق النووي

توفيق المحمود

يومان إضافيان يفصلان عن إعلان اتفاق نهائي بين إيران والدول الست، فالمفاوضات النووية بينهما تعيش مراحلها النهائية ومؤشرات الخروج باتفاق نهائي تبدو في أعلى مستوياتها رغم ما يتسرب عن بعض تأجيل أو عرقلة للاتفاق بعد مئات الساعات من التفاوض ولكن الملف النووي لن يقفل.

قرار السداسية وإيران تمديد المفاوضات النووية الجارية في فيينا لأيام إضافية علق عليه المتحدث باسم الإدارة الأميركية جوش إيرنست بالقول إن التوصل إلى اتفاق قريب لكن خلافات بين الطرفين لا تزال عالقة وأن الحديث يدور عن موقف موحد للولايات المتحدة وشركائها في مجموعة «5+1» كلام المتحدث الذي رفض الكلام عن طبيعة العراقيل أو الخلافات ربما يكون دليلاً على توصل لاتفاق لكن الولايات المتحدة تريد إرضاء حليفيها الأساسين السعودية و«اسرائيل» وإقناعهما بأن هذا الاتفاق لن يضر بأمنهما.

و أكد وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند لدى مغادرته فيينا حيث تجري المفاوضات أن خلافات سياسية بين إيران والسداسية ما زالت قائمة حول عدد من القضايا وأنه لن يخوض في التفاصيل، لكن هناك عدداً من المسائل يتطلب إجراء مناقشات إضافية حولها لكن كبير المفاوضين الايرانيين في فيينا عباس عراقجي أعلن أن المفاوضات بين ايران والدول الست توصلت الى انجاز شبه كامل لنص الاتفاق والملاحق الخمسة المرفقة به وأن الخلافات الرئيسية تتصل بنقطتين ولم يبق سوى بضعة هوامش هذه التصريحات خير دليل على خوف الأميركيين والبريطانيين من الاعتراف بأن إيران أصبحت دولة نووية فهما يعتمدان على رفع سقف التصريحات الإعلامية لإزالة قلق الحلفاء من هذا الاتفاق.

أما عن مسألة رفع العقوبات فإيران تطالب برفعها جميعها بعد توقيع الاتفاق لكن بعض دول الست تطالب برفعها على عدد من المراحل بحجة التخوف من عدم تطبيق إيران هذا الاتفاق ومن البنود التي تشكل عائقاً أمام التوصل إلى اتفاق رفع الحظر على بيع الأسلحة لإيران وهو أن القيود التي فرضها مجلس الأمن الدولي على بيع الأسلحة والصواريخ لن يتم رفعها في حال التوصل إلى اتفاق في شأن البرنامج النووي الإيراني وفق ما أكد مسؤول أميركي.

الكلام الذي امتنع عن قوله الأميركيون والبريطانيون باح به سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي بأن هناك تفهّماً لضرورة رفع الجزء الأكبر من العقوبات كما أكد بقاء قضية كبيرة واحدة فقط في ما يخص العقوبات، وهي قضية رفع حظر توريد الأسلحة، أما في ما يخص المهمة الفنية المتمثلة في بذل الجهود الضرورية لإزالة مخاطر انتشار أسلحة الدمار الشامل والتكنولوجيا المرتبطة بالبعد العسكري في الصناعة النووية وأنه تمّ اتخاذ جميع القرارات بهذا الشأن، ومنذ فترة طويلة وصف وزير الخارجية الروسي مسوّدة الاتفاق التي يجري النظر فيها بأنها مفصّلة وعميقة وأنه لا يجوز وضع مهل زمنية مصطنعة لاستكمال المفاوضات وتوقع التوصل إلى اتفاق نووي نهائي بين إيران واللجنة السداسية قريباً.

تقدم إيران نفسها الآن القوة التي تدخل في شكل شرعي نادي الكبار في المنطقة، قوة معترف بها أقله من الست الكبار في العالم لكنها الكابوس بالنسبة إلى دول أخرى، فالسعودية لن تقف مكتوفة الأيدي وبخاصة عقب الاتفاق الإطاري الذي وقع في لوزان ومحاولة رشوة الفرنسيين بشتى السبل لمنع الاتفاق أما «إسرائيل» التي قاومت المفاوضات بشراسة منذ البداية وهددت كثيراً لكن من دون تأثير على المفاوضات وبخاصة مع قرب توقيع الاتفاق.

يبدو أن الكل بانتظار يوم التاسع من تموز للتوقيع على اتفاق تاريخي حيث قد بدأت الاستعدادات لحدث كبير في مكان ما في فيينا، فهل يكون هذا الحدث اتفاق فيينا التاريخي؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى