السيسي يحقق انتصاراً كاسحاً فى الانتخابات… ومصر تبدأ عهداً جديداً من حكم الرجل القوي… واتساع العنف في اليمن

حسن حردان

احتلت نتائج الانتخابات الرئاسية في مصر مساحة واسعة من تعليقات وتحليلات الصحافة الغربية، وعلى رغم أن بعضها تحدث عن أن المشير عبد الفتاح السيسي لم يتمكن من الحصول على الدعم الذي أرداه، إلا أن هناك تأكيداً بأنه حقق فوزاً كاسحاً وأن مصر بدأت عهداً جديداً من حكم الرجل القوي. فالحديث عن نسبة التصويت المنخفضة بالقياس للانتخابات الرئاسية السابقة يغفل أن الانتخابات الحالية أجريت في ظل مقاطعة من الإخوان المسلمين وحلفائهم وبعض قوى الثورة وأنصار النظام القديم، وفي غياب التنافس الجدي، بينما انتخابات عام 2012 شارك فيها الجميع من دون استثناء. ولهذا فإن تسجيل نسبة 44 في المئة من المشاركة تعتبر نسبة كبيرة بالقياس إلى النسبة التي سجلتها الانتخابات السابقة البالغة نحو 48 في المئة. ويبدو أن الانطباع الذي ساد في الصحافة الغربية وأوساط المعلقين بأن نسبة المشاركة كانت ضعيفة وأن السيسي لم يحصل على ما كان يسعى إليه من تفويض شعبي كبير مرده اللغط الذي شاب العملية الانتخابية نتيجة تمديد الانتخابات ليوم ثالث، وتحديد يوم عطلة لم يكن مقرراً سابقا،ً والتهديد بفرض غرامة مالية على كل من لا يشارك في الانتخابات بهدف رفع نسبة التصويت. غير أن الخطأ الأساسي الذي خلق هذا الإرباك لدى السلطات المصرية يعود إلى أن التصويت جرى على أساس الدوائر المعتمدة وفق قانون الانتخابات النيابية، وليس على أساس مصر كلها دائرة انتخابية واحدة يحق للمصريين أن ينتخبوا في أي مكان يتواجدون فيه.

على صعيد آخر يستمر الكيان الصهيوني في تنفيذ مخططاته التوسعية في فلسطين المحتلة وفي هذا السياق جرى إعداد مشروع قانون في الكنيست الصهيوني يهدف إلى ضم 90 مستوطنة بنيت في الضفة الغربية إلى دولته الصهيونية في إطار تنفيذ مشروع الدولة اليهودية على كامل أرض فلسطين المحتلة.

وفي اليمن تتسع دائرة العنف واللافت أن أطراف النظام السابق يقفون وراء ذلك، مما يعيق تحقيق طموحات الشعب اليمني بالتغيير.

«الغارديان»: السيسي يحقق انتصاراً كاسحاً في الانتخابات الرئاسية

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً لوكالة رويترز عن اكتساح المشير عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية، قالت فيه: «إن السيسي حقق نصراً كاسحاً في الانتخابات الرئاسية وفقاً لما أظهرته النتائج الأولية». لكنها رأت أن «الإقبال الذي كان أضعف من المتوقع يثير تساؤلات حول مصداقية السيسي بعدما مجّده أنصاره باعتباره بطلاً يمكن أن يحقق الاستقرار السياسي والاقتصادي».

وأشار التقرير إلى «حصول السيسي على حوالى 93.3 في المئة من الأصوات قبل الانتهاء من فرز أغلب الأصوات، وفقاً لمصادر قضائية، فى حين حصل منافسه حمدين صباحي على 3 في المئة من الأصوات، بينما كانت الأصوات الباطلة 3.7 في المئة».

وتحدثت رويترز عن الاحتفالات بالألعاب النارية التى بدت فى سماء القاهرة ليلة أول من أمس، وقالت: «إن مؤيدي المشير لوحوا بالأعلام المصرية وأطلقوا أبواق السيارات في الشوارع المزدحمة بالعاصمة، والتي استمرت حتى الساعات الأولى من الصباح».

ونقلت عن إحدى مؤيدات السيسي قولها: «نحتفل لأن المشير حصل على أصوات كثيرة للغاية، وفي انتظار إعلان الانتخابات، نحن هنا لنحتفل».

لكن تقرير رويترز شكك بهذه النسبة وقال: «إن السيسي ربما لم يحصل على التفويض الشعبي المطلوب لاستعادة نمو سليم للاقتصاد وتخفيف حالة الفقر والبطالة وإنهاء دعم الطاقة في البلاد. حيث كانت نسبة الإقبال 44.4 في المئة من إجمالي عدد الناخبين المقدر عددهم بحوالى 54 مليون ناخب، وهم بذلك أقل من 40 مليون ناخب الذين دعا السيسي إلى مشاركتهم في الانتخابات خلال الأسابيع الماضية».

واعتبر أن «هذا قد يشير أيضاً إلى أنه لم ينجح في حشد الدعم الكاسح الذي كان يأمله بعد الإطاحة بالإخوان المسلمين ومحمد مرسي فى أعقاب احتجاجات حاشدة ضده العام الماضي».

«إندبندنت»: روبرت فيسك: السيسي لم يحصل على الدعم الذي يريده

واصل الكاتب البريطاني روبرت فيسك الكتابة عن الانتخابات المصرية، وقال في مقال له في «الإندبندنت» «إن السيسي هو الرئيس المنتخب، لكنه أراد تعبيراً عن دعم حقيقي له في صناديق الاقتراع وهو ما لم يحصل عليه».

وأضاف: «إنه مر لمدة ثلاث ساعات على اللجان في وسط القاهرة، ووجد صورة سياسية قاتمة للرجل الذي قال للشعب إن المصريين يخرجون لكتابة تاريخهم ورسم مستقبلهم».

وتابع: «إن اللجان التي زارها في الجيزة كانت مهجورة، وفي جزيرة الجزيرة موطن الأدباء ورجال الأعمال، وقف اثنان من رجال الشرطة والجنود يتسكعون خارج مركز الاقتراع»، على حد وصفه.

وقال فيسك: «وحتى في مصر الجديدة، حيث يقيم السيسي، لم يكن هناك ناخب واحد». وأشار إلى إنه «مر على اللجنة التي أدلى فيها الرئيس عدلى منصور بصوته، ولم يجد سوى جنود ورجال شرطة بعضهم يرتدي ملابس مدنية في شاحنة صغيرة تابعة لشركة سياحية، لكن لم يكن هناك ناخب واحد».

ورأى فيسك: «هذا أمر سيئ. بإمكان السيسي أن يدعي أي نوع من الغالبية التي يريدها في هذه الانتخابات. لكن عدد من أدلوا بأصواتهم فعلاً من الأمور التى يمكن إصلاحها في مصر»، ملمحاً إلى التلاعب في الأرقام الخاصة بالناخبين».

وقال: إنه «في عهد أنور السادات تم قذف صناديق الاقتراع في مياه النيل، لكن المصريين ليسوا أغبياء، ولم يعد لديهم خوف من ثورة يناير، ولن تؤثر أي تهديدات أو رشاوى في جعل غالبية من البالغين يتحولون إلى أطفال مدارس مرة أخرى».

«الديلي تليغراف»: مصر تبدأ عهداً جديداً من حكم الرجل القوي

قالت صحيفة الديلي تليغراف البريطانية «إن مصر بدأت عهداً جديداً من حكم الرجل العسكري القوي مع تحقيق وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي انتصاراً ساحقاً في الانتخابات الرئاسية».

وأضافت: «إن الأرقام الخارجة من مراكز الاقتراع أظهرت فوز السيسي بما يزيد على 90 في المئة من الأصوات، فيما جاءت النتيجة مذلة لمنافسه اليساري حمدين صباحي الذي حصد أصوات أقل من عدد الأصوات الباطلة».

ولفتت الصحيفة إلى «طعن منظمة «الديمقراطية الدولية»، الممولة من الحكومة الأميركية التي شاركت في مراقبة الانتخابات، على العملية الانتخابية مع رفضها لقرار اللجنة العليا للانتخابات بالتمديد ليوم ثالث».

ويرى دبلوماسيون ومراقبون أن محاولة السلطات زيادة شرعية التصويت جاء بنتائج عكسية. مشيرة إلى «أن المؤسسات الإعلامية والعسكرية والسياسية كانت تسعى إلى تمكين السيسي من الحصول على تفويض شعبي واسع».

وقالت الصحيفة: «إن السيسي ومؤيديه أرادوا تلك النسبة من الفوز، التي كان ينظر إليها من قبل بعين من السخرية باعتبارها نمط لإظهار شعبية الديكتاتوريين العرب في الانتخابات الشكلية السابقة، لكن هذه المرة لإظهار حصول الرئيس الجديد على نسبة من الأصوات تفوق كثيراً تلك التى حصل عليها الرئيس المعزول محمد مرسي أو أي قوى سياسية خلال السنوات الثلاث الماضية».

ويتوقع ريتشارد سبنسر، مراسل الديلى تليغراف، أن يمثل بيان «الديمقراطية الدولية» «ضغطاً على الإدارة الأميركية وغيرها من الحكومة الغربية لسحب موافقتها على العملية الانتخابية». ونقل عن دبلوماسي، لم يكشف عن هويته، قوله: «إن قرار اللجنة العليا للانتخابات بمد التصويت ليوم ثالث كان ضربة خطيرة لشرعية الانتخابات، لكن العواقب العامة لذلك لا تزال غير واضحة».

«لوموند»: اكتساح السيسي ليس مفاجأة نظراً لشعبيته

نشرت «لوموند» تقريراً سلطت فيه الضوء على مؤشرات الفرز الأولية لانتخابات رئاسة الجمهورية في كافة اللجان بمحافظات مصر تحت عنوان «اكتساح السيسي ليس مفاجأة نظراً لشعبيته».

وذكرت الصحيفة أن تلك النتيجة ليست مفاجأة ولم تثير دهشة المصريين فكثيرون كانوا يتوقعون نجاح المشير السيسي «رجل الدولة القوي» حتى لو لم يكن بهذه النسبة الكبيرة التي حصل عليها أمام المرشح حمدين صباحي والذي هو الآخر يمتلك شعبية غالبيتها من الشباب الثوري، وعلى رغم دعوات المقاطعة، إلا أن ذلك لم يؤثر في شعبية المشير وحسمت النتيجة في النهاية لمصلحته.

وأضافت أن شعبية المشير تأتي من رؤية البعض له في شخصية «قاهر» الإخوان وهو من وقف أمامهم وأنقذ البلاد من دمويتهم.

«لوموند»: رجال النظام القديم يوسعون دائرة العنف في اليمن

نشرت صحيفة «لوموند» الفرنسية تقريراً تناولت فيه الأوضاع في اليمن، مشيرة إلى أن «رجال النظام القديم في اشارة إلى نظام صالح وعناصر القاعدة يعملان على تعزيز العنف وتوسيع دائرة عدم الاستقرار بينما يحاول الشعب اليمني السير على طريق الديمقراطية».

وأشارت الصحيفة إلى «الارتفاع الحاد في أعمال العنف التي شهدتها العاصمة صنعاء في الأسابيع الأخيرة، حيث لقي 5 جنود مصرعهم في هجوم غير مسبوق في 9 أيار الجاري يُعتقد أن تنظيم القاعدة متورط فيه».

واعتبرت: أن «هذا النوع من الهجمات ليس بالشيء الجديد»، مشيرةً إلى أنه «في عام 2013، لقي أكثر من 70 جندياً مصرعهم، ومعظمهم في صنعاء، في ظروف مماثلة، وفي مطلع شباط، تم اختطاف بريطانيين في وسط العاصمة، فضلاًً عن شخص ألماني في ضواحي البلدة القديمة، ولا يزال هناك ثمانية مواطنين أجانب يخضعون للأسر، منهم دبلوماسي سعودي، منذ 28 آذار 2012 وحتى اليوم، ونتيجة لذلك تخضع جميع البعثات الدبلوماسية الغربية في العاصمة لحالة تأهب قصوى».

وذكرت الصحيفة الفرنسية «أن الجيش اليمني، تساعده طائرات أميركية من دون طيار، قد حقق انتصارات مهمة ضد تنظيم القاعدة في معاقلها في الجنوب والجنوب الشرقي من البلاد، ولكن عدّلت جماعة «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، وهي منظمة إرهابية تُنتسب إلى تنظيم القاعدة، من تكتيكها لتلعب بورقة حرب العصابات، وتضرب بعنف حيثما سنح لها أي هدف متاح، كما فعلت في 5 كانون الأول 2013 عندما هاجم أحد الفدائيين مستشفى تابع لوزارة الدفاع، مما أسفر عن مقتل 52 من الأطباء والممرضات والمرضى».

وتؤكد الصحيفة: «استمرار تدهور الوضع الأمني في صنعاء منذ اندلاع الثورة في عام 2011»، مشيرةً إلى أن «كل الموظفين الدبلوماسيين محصنون الآن في المجمعات السكنية المحصنة، ويتنقلون في مواكب داخل عربات مدرعة، ويحملون أسلحة على الدوام ويحافظون على النظر في المرآة الخلفية، وقبل بدء تشغيل المحركات، يقوم عملاء الاستخبارات بفحص الوضع أسفل سياراتهم مرتين. ويتجنب السياسيون مغادرة منازلهم قدر الإمكان».

«الإذاعة الإسرائيلية»: أعضاء بالكنيست يتقدمون بمشروع قانون لضم 90 مستوطنة في الضفة

دعا أعضاء يمينيون في الكنيست «الإسرائيلي» الحكومة لضم نحو 90 مستوطنة بنيت على أراضي الضفة الغربية المحتلة إلى «إسرائيل».

ويطالب مشروع القرار الذي لا يتضمن موعداًً للتصويت بضم الجيوب الاستيطانية التي لمحت «إسرائيل» إلى أنها قد تتخلى عنها مقابل السلام بالإضافة إلى 4 تكتلات استيطانية تسعى للإبقاء عليها في إطار أي اتفاق يتم التوصل إليه.

ويبلغ عدد المستوطنات التي يستهدفها مشروع القرار 90 مستوطنة تقريباً وتقع في المناطق المصنفة على أنها المناطق ج الموجودة في الضفة الغربية وتسيطر عليها «إسرائيل» سيطرة كاملة.

ويعيش على تلك الأراضي 350 ألف مستوطن ونحو 300 ألف فلسطيني من أصل 2.5 مليون فلسطيني يعيشون في الضفة الغربية معظمهم في مناطق خاضعة لنوع من الحكم الذاتي بموجب الاتفاق المبرم قبل 21 عاماً.

«يديعوت أحرونوت»: 68 في المئة من «الإسرائيليين» يؤيدون وقف المفاوضات مع السلطة

ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية» «إن نتائج استطلاع للرأي أجراه المركز «الإسرائيلي» للديمقراطية أكد أن 68 في المئة من «الإسرائيليين» يؤيدون قرار رئيس الحكومة «الإسرائيلي»، بنيامين نتنياهو، وقف المفاوضات مع الفلسطينيين بعد اتفاق المصالحة الفلسطينية».

وأضافت الصحيفة: «إن 82 في المئة ممن صنفوا أنفسهم في اليمين دعموا توقّف المفاوضات مقابل 59 في المئة من الوسط وفقط 26 في المئة من اليسار».

وأوضحت أنه «بسؤال المستطلعين عما إذا ما كان اتفاق المصالحة يعرض أمن «إسرائيل» للخطر، رد 57.5 في المئة بالإيجاب». وقالت: «مع هذا فإن الجمهور «الإسرائيلي» منقسم بالنسبة للسؤال حول ما إذا كان تجميد المفاوضات مفيداً أم مضراً «لإسرائيل» على الأمد القريب والبعيد، حيث تبين أن 41 في المئة رأوا أن التجميد أكثر ضرراً على الأمد القريب مقابل 36 في المئة عارضوا، فى حين قال 40 في المئة إن التجميد أكثر ضرراً على الأمد البعيد مقابل 34 في المئة عارضوا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى