فيينا واقتراب عقارب الساعة من الربع الأخير
توفيق المحمود
ساعات قليلة متبقية على انتهاء المهلة الممددة للمفاوضات النووية في فيينا على رغم بقاء باب التمديد مفتوحاً أيضاً وعلى رغم محاصرة نقاط الخلاف بين قوسين على الملحقات الخمس لمسودة الاتفاق قدمت طهران في الساعات الماضية اقتراحات بناءة لتذليل العقبات في صياغة بيان الاتفاق.
وبينما تدخل المفاوضات حول النووي الإيراني في فيينا الربع الساعة الأخير تلوح في الأفق إشارات لانفراجات كبرى وقرب توقيع الاتفاق، ففي الوقت الذي يدخل المفاوضون في سباق مع المهلة قالت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن مصدر مقرب من المفاوضات إن الاجتماع الوزاري كشف عن استمرار وجود بعض الخلافات بين الجانبين وأن المفاوضات في الاجتماع الوزاري بين إيران والقوى الست تتسم بالجدية لحل الخلافات.
ويبرز الخلاف بين إيران والدول الست حول البعد العسكري المحتمل للبرنامج النووي الإيراني، وهي أحدى أبرز المسائل العالقة، كما يبقى الخلاف حول عقوبات تفرضها الأمم المتحدة على برنامج إيراني للصواريخ البالستية وحظر أوسع على الأسلحة ضمن القضايا التي تؤخر التقدم في المفاوضات، وقال دبلوماسي غربي إن الجانب الإيراني يريد رفع العقوبات عن برنامج الصواريخ البالستية لكن الجانب الإيراني أعلن أن الغرب لا يصر فحسب على إبقاء الصواريخ الباليستية تحت نطاق العقوبات بل وأنْ تعلق إيران برنامجها ككل، لكن إيران تصر على حقوقها وتقول: إن كل العقوبات يجب أن تُلغى بما في ذلك على الصواريخ البالستية وينبغي أن تُرفع عندما تُرفع عقوبات الأمم المتحدة وهذا ما أكده أيضاً كبير المفاوضين الايرانيين عباس عراقجي بأن الخلافات الرئيسية تتصل بنقطتين ولم يبق سوى بضعة هوامش وإن أصعب القضايا هي الخلافات في شأن عقوبات مجلس الأمن الدولي.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد خلال مؤتمر صحافي أن الاتفاق النووي مع ايران اصبح وشيكاً وأنه يفتح الباب لرفع الحظر عنها وبدوره شبه سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي سير مفاوضات إيران النووية مع السداسية الدولية بمتسلق الجبال الذي تفصله خطوات عدة عن القمة وأنه تم تخطي 95 في المئة من الطريق خلال المفاوضات في فيينا، وبقيت خطوات عدة، كل هذا إشارات إلى اقتراب توقيع الاتفاق النووي بين الطرفين وقد يكون اتفاقاً تاريخياً.
وفيما تتواصل المحادثات الماراثونية في فيينا أعلن وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف أن التوصل الى اتفاق مع القوى الغربية في شأن برنامج بلاده النووي أصبح قريباً وسيفتح الباب امام العمل المشترك ضد الإرهاب.
مع كل هذه التصريحات من جميع المفاوضين ساد الصمت الفرنسي والسعودي الذي كان يصدح بوجود خلافات كبيرة بين الطرفين سابقاً، ففرنسا التي كانت تطلب قيوداً على الإيرانيين في إطار أي اتفاق أكثر صرامة من الوفود الغربية الأخرى إعلامياً في محاولة لإرضاء السعودية و«اسرائيل»، لكن الموقف الفرنسي في الأحاديث الخاصة ليس بالشدة التي تبديها علناً وفق ما ذكر مسؤولون أميركيون.
إذاً المهلة تقترب من النهاية ومهما طالت المفاوضات وزاد الانتظار فلا شك في أن في طول التباحث رهاناً وتحدياً أمام العبارة الجديدة التي أدخلها مفاوضو فيينا في القاموس الدبلوماسي وهي «اتفاق الجميع فيه رابحون» أو أقله راضون.