لافروف: قمة «بريكس» ستعود بنتائج عملية ملحوظة

اتفقت دول مجموعة «بريكس» أمس على المساهمة في النمو المستدام واجتثاث الفقر والبطالة في العالم، ومواجهة جميع أشكال الحمائية والقيود المخفية في التجارة.

ودعا البيان الختامي للقمة السابعة لقادة دول «بريكس» التي عقدت في مدينة أوفا الروسية، دعا الدول الأخرى لمواجهة جميع أشكال الحمائية التجارية والقيود المخفية في التجارة، وتأمين الدعم لعمل منظمة التجارة العالمية وغيرها من المؤسسات».

وجاء في البيان إن «بريكس» تنوي تعميق التعاون بهدف إنشاء ظروف لتوسيع وتنويع مشاركة دول «بريكس» في التجارة العالمية.

وأضاف البيان «اتفقنا على تعزيز الجهود المشتركة لإيجاد رد على التحديات التي تظهر، وتوفير السلام والأمن والمساهمة في النمو المستدام واجتثاث الفقر وعدم المساواة والبطالة لصالح شعوبنا والمجتمع الدولي. لقد أكدنا النية في التوصل إلى رفع دور بلداننا في القضايا الدولية».

وتستضيف مدينة أوفا عاصمة جمهورية بشكورتوستان الروسية، خلال الفترة من 8 إلى 10 تموز الجاري قمتين دوليتين لمجموعة «بريكس» ومنظمة شنغهاي للتعاون، علماً أن روسيا تترأس هاتين المنظمتين هذا العام.

وفي السياق، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ختام قمة المجموعة إنها ستواصل المساهمة في ضمان الأمن الدولي وتسريع النمو الاقتصادي العالمي، وقال: «ركز عملنا في أوفا على تكثيف التعاون متعدد الجوانب في إطار بريكس. وستواصل مجموعتنا المساهمة بقسطها في ضمان الأمن الدولي والنمو العالمي وفي حل القضايا المعاصرة الرئيسية».

وتابع بوتين أن «بريكس» ستواصل مساهمتها في حل القضايا الدولية الرئيسية، معيداً إلى الأذهان أن قمة أوفا عقدت في عام 2015، العام الذي يحيي العالم فيه الذكرى السبعين للانتصار على النازية وقيام منظمة الأمم المتحدة. واعتبر أن هذه الذكرى تعيد إلى الأذهان ضرورة توحيد الجهود من أجل ضمان السلام والاستقرار والأمن في العالم، والحفاظ على الدور المحوري للأمم المتحدة، والالتزام بأحكام القانون الدولي، واحترام مبادئ السيادة وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى.

وفي البيان الختامي الصادر عن القمة دان رؤساء دول بريكس ديلما روسيف وفلاديمير بوتين ونارندرا مودي وشي جين بينغ وجاكوب زوما ، أعمال العنف الوحشية التي يتركبها متطرفو تنظيم «داعش» والجماعات الإرهابية الأخرى.

وجاء في البيان «إننا ندين بأشد العبارات الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره كما ندين الانتهاكات الخطيرة واسعة النطاق لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي من قبل ما يسمى «داعش» و«جبهة النصرة» والتنظيمات الإرهابية الأخرى المنضوية تحت لوائهما، بما في ذلك ملاحقة الأشخاص والطوائف على أساس الانتماء المذهبي أو الإثني وأعمال العنف بجميع أشكالها ضد السكان المدنيين، وبالدرجة الأولى النساء والأطفال».

الى ذلك، أعلن الرئيس الروسي في لقائه مع نظيره الصيني شي جين بينغ أنه يمكن حل المشاكل في الاقتصاد والسياسة الدولية كافة في حال توحيد الجهود بين روسيا والصين.

وقال بوتين في لقاء ثنائي عقد على هامش مشاركته في قمتي «بريكس» ومنظمة شنغهاي للتعاون «بتوحيد الجهود نحن بالطبع سنتجاوز المشاكل كافة التي نواجهها وسنحقق كل المهمات».

وجدد الرئيس الصيني دعوته لنظيره الروسي إلى زيارة الصين في أيلول المقبل. وأشارت وزارة الخارجية الصينية بدورها إلى أن زعيمي البلدين ناقشا خلال لقائهما في أوفا مشروع دمج «طريق الحرير» في الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وأكدت أن البلدين يلعبان دوراً مهماً في التنمية الاقتصادية وضمان الأمن في العالم.

وفي لقاء عقده الرئيس الروسي مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي أعلن بوتين بدء عملية حصول الهند على العضوية الكاملة في منظمة شنغهاي للتعاون، داعياً الزعيم الهندي إلى بحث تطوير العلاقات الاستراتيجية بين روسيا والهند.

وشكر الرئيس الروسي رئيس الوزراء الهندي على الدعم الذي تقدمه نيودلهي للرئاسة الروسية في «بريكس»، مضيفاً أنه يتعين على المشاركين في قمة المجموعة تبني استراتيجية طويلة الأمد لشراكة دول «بريكس» بالإضافة إلى تدشين بنك التنمية الخاص بالمجموعة.

أعرب مودي عن أمله في أن تتاح له فرصة لعقد لقاء ثنائي آخر مع بوتين في وقت لاحق من العام الحالي، مضيفاً أنه يخطط لزيارة مدينة أستراخان الروسية ويأمل في لقاء نظيره الروسي هناك.

كما التقى الرئيس الروسي الأربعاء في أوفا كلاً من رئيسي جنوب أفريقيا وطاجيكستان. وأكد بوتين خلال اجتماعه مع جاكوب زوما أن جنوب أفريقيا تبقى من الشركاء الاستراتيجيين الموثوق بهم بالنسبة لروسيا في أفريقيا.

وتابع أن الدولتين تتعاونان بصورة مثمرة في العديد من الاتجاهات، بما في ذلك العمل في إطار الأمم المتحدة ومجموعة «بريكس» ومنظمة التجارة العالمة والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

أما لقاء بوتين مع إمام علي رحمن، فركز على التحضيرات لقمة منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي من المقرر أن تعقد في طاجكستان في 15 أيلول المقبل. وأشاد الرئيس الروسي بالجهود التي تبذلها طاجكستان في هذا السياق، فيما أكد رحمن أن تعزيز العلاقات الثنائية مع روسيا تبقى من أولويات بلاده.

وأفاد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف بأن الرئيسين أعربا عن قلقهما إزاء الوضع الأمني على الحدود بين طاجكستان وأفغانستان، وبحثا سبل تعزيز حماية الحدود بين هاتين الدولتين.

وخلال لقائه مع الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، أكد له فلاديمير بوتين أن بيلاروس ستحصل على صفة مراقب لدى منظمة شنغهاي للتعاون، مشيراً إلى أن موسكو استجابت لطلب لوكاشينكو دعم بلاده في هذا التطلع.

وأعرب بوتين عن ثقته أن تكون مشاركة مينسك من منظمة شنغهاي مفيدة لبيلاروس ولسائر أعضاء المنظمة. كما أشار إلى الطابع الخاص للعلاقات بين البلدين. وقال: «لا شك أن بيلاروس حليفنا الاستراتيجي وشريكنا الأقرب»، مضيفاً أن التعاون بين الدولتين يتطور في جميع المسارات بما فيها العسكري والإنساني.

كما التقى بوتين مع نظيرته البرازيلية ديلما روسيف أعرب الطرفان عن استعداد البلدين لتفعيل التعاون الاستثماري الثنائي، مشيرين إلى توفر كل المقدمات لتحقيق هذا الهدف.

وذكر بوتين أن التبادل التجاري بين البلدين ازداد خلال العام الماضي بنسبة 15 في المئة مقارنة مع عام 2013، أما الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري فسجل التبادل التجاري الثنائي تراجعاً معيناً، مع ذلك فقد أعرب الرئيس الروسي عن ثقته بمواصلة نموه في المستقبل.

من جهة أخرى، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن قناعته بأن قمة «بريكس» في أوفا ستتمخض عن نتائج عملية ملحوظة.

وجاء في رسالة للوزير الروسي نشرت في مجلة «الحياة الدولية» أن روسيا تعتبر تعزيز العلاقات مع دول مجموعة «بريكس» إحدى أولويات سياستها الخارجية.

وقال إن «بريكس» تمثل في آونة واحدة نتيجة ومحركاً للتغيرات الديناميكية الجارية في العالم وقيام النظام الجديد متعدد الأقطاب للعلاقات الدولية، الذي يتسم بزيادة قدرة ونفوذ مراكز القوة الجديدة وتطور العلاقات بينها.

وأكد وزير الخارجية الروسي أن دول «بريكس» تدعو إلى تعزيز مبادئ القانون الدولي والدور التنسيقي المركزي للأمم المتحدة ودمقرطة العلاقات الدولية وعدم تجزئة الأمن الدولي.

وقال لافروف إن موسكو تؤكد أهمية توحيد صف دول «بريكس» من أجل مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات وانتشار أسلحة الدمار الشامل، ومن أجل تسوية النزاعات وتعزيز نظام القانون الدولي والتصدي للضغوط العسكرية والعقوبات أحادية الجانب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى