زيتوني: الأمّة في حالة حرب والجبهات مفتوحة على كلّ أنواع الصراع والقوميون منخرطون في المواجهة دفاعاً عن سورية الحضارة والتاريخ والمستقبل

أقامت منفذيات حمص والحصن والعاصي ومديرية طلبة حمص في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً حاشداً بمناسبة الثامن من تموز ذكرى استشهاد باعث النهضة أنطون سعاده، وذلك على مسرح المركز الثقافي في حمص، بمشاركة وفود شعبية وقومية من مدينة حمص وبلداتها ومن مختلف أطياف وشرائح المجتمع، تأكيداً على أنّ ما غرسه سعاده في النفوس أكثر تجذّراً من كلّ عواصف الطوائفيين والمذهبيين وخرّيجي مدارس الإرهاب والتطرف.

وحضر الاحتفال، إلى جانب منفذ عام حمص العميد نهاد سمعان وأعضاء هيئة المنفذية، العميدان بشار يازجي ومحمد الحاج، عضوا المجلس الأعلى د. وليد زيتوني ود. صفوان سلمان، وكيل عميد الداخلية إسبر حلاق، منفذ عام الحصن غطفان عبود وأعضاء هيئة المنفذية، منفذ عام العاصي وأعضاء هيئة المنفذية، مدير مديرية الطلبة الجامعيين في حمص ديالا بركات وأعضاء الهيئة، رئيس حزب الشعب الشيخ نواف الملحم، ممثلون عن أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، أمينا شعبتي البعث الأولى والثالثة في حمص نزار شرفو ومغيث ابراهيم، رئيس غرفة التجارة في حمص عبد الناصر شيخ فتوح، نائب رئيس غرفة التجارة ابراهيم أتاسي، نقيب المهندسين خليل جديد وبعض أعضاء مجلس النقابة، وعدد من المسؤولين وجموع من القوميين والمواطنين وفاعليات.

وحضر أيضاً لفيف من رجال الدين، تقدّمهم مطران الروم الأرثوذكس في حمص المطران جورج أبو زخم، ومطران السريان الأرثوذكس سلوانوس النعمة، والوكيل المكلف بمطرانية السريان الكاثوليك الأب فيليب بركات، ورئيس الكنيسة الإنجيلية المشيخية في حمص القسيس مفيد قراجيلي، وممثل مديرية الأوقاف الشيخ أحمد الجندي، والشيخ فايق السباعي، رئيس دير التجلي في كفرام الأرشمندريت الياس عبدوكا، راعي رعية البشارة المحطة الأرشمندريت مكسيموس جمل، راعي رعية حي بستان الديوان المتقدم في الكهنة الأب نديم تامر وعدد من الآباء والمشايخ .

بعد نشيد الحزب السوري القومي الاجتماعي ونشيد الجمهورية، والوقوف دقيقة صمت تحية لأرواح الشهداء، رحب المنفذ العام نهاد سمعان بالحضور، وقدّمت الخطباء خزامى الجوهري بكلمة من وحي المناسبة.

كلمات المنفذيات في حمص

وألقى عضو المجلس القومي سميح ديب كلمة قال فيها: وقفة العز التموزية هذه بفرادتها وابتكارها لهذا الموت البهيّ ما هي إلا تأكيد جديد لصيرورة الحياة السورية وانتصار للنفسية السورية بمناقبها وأخلاقها وقيمها.

وأشار إلى أنّ سعاده حين قرّر إطلاق نهضة قومية اجتماعية تعيد إلى أمته وحدتها واستقلالها وحيويتها وقوتها، وأسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي فليكون الأداة التي تحمي هذه النهضة وتحقق هذه الوحدة.

وتابع: سعاده منذ لحظة التأسيس ألزم نفسه مهمّة بعث نهضة أمته وخوض معارك وحدتها القومية والاجتماعية وتأمين مستلزمات تحقيقها وانتصارها، مؤمناً «أنّ كلّ أمة تريد أن تحيا حياة حرة مستقلة تبلغ فيها مثلها العليا يجب أن تكون ذات وحدة روحية متينة، وهذه الوحدة الروحية المتينة لا يمكن أن تكون بواسطة روحيات دينية متعدّدة»، إذ لا حرية ولا استقلال ما دامت هناك حواجز وتقاليد ومفاهيم منافية لهذه الوحدة الروحية، وبكلّ الجدية والمسؤولية قرّر خوض معركة الحرية والاستقلال وهو المدرك تماماً التبعات الجسام لمثل هذه الحرب وهذه الأعمال التاريخية الكبيرة.

ومن موقعه كمشرّع ومؤسس وقائد للنهضة القومية الاجتماعية وكمركز للفعل القومي فيها والمسؤول عن إدارة الصراع وتوجيه فعلها وتأمين مستلزمات انتصارها، خاض هذه الحرب ولم يغب عن باله لحظة أنّ استشهاد القائد أبلغ شهادة على صحة قضيته وأنه شرط من شروط انتصارها واستمرارها.

من هنا كانت وقفة العز التموزية حدثاً قيادياً مطلقاً غنياً بوهج المسؤولية، وبالغ الحضور والمهابة اتخذته إرادة واعية جادّة، حاسمة بذلك انتصار قضيتها بوقفة فريدة عزّ نظيرها قائلاً: «أنا أموت أما حزبي فباق».

إننا هنا في الثامن من تموز، لنقول لصاحب الثامن من تموز أننا مدينون له لأنه حفر في وجداننا حبّ الوطن وجعل كتابنا المقدس حبّ سورية، وعلّمنا أنّ نشيد وقفة العز لا تصدح به إلا حناجر الشهداء، وأنّ الحضور الغني لا يكون إلا في مواويل التضحيات الكبيرة، ولأنه امتطى صهوة الشهادة ووهب عمره لتحقيق وحدة سورية واستقلالها بأقصى ما يكون الحب، كاتباً بالدم لا بالكلمات صحة عقيدته وصدق مبادئه قائلاً إنّ موتي شرط لانتصار قضيتي .

أخيراً يا زعيمي، أيها الآتي من صراخ الأجيال نهضة وثورة. ها هو بستانك، بستان تموز، فسيح خصيب وشتوله عديدة يانعة، وهم كما علمتهم وعهدتهم شامخون كالسنديان يتجذّرون في الأرض ويورقون في الانتصار، هوايتهم التعمّد بالجرح والثبات في الأرض، جميعهم يضجون عشقاً للاستشهاد وتوقاً لوقفة العز من أجل كرامة سورية ونصرتها. ها هم مع أبناء شعبهم السوري العظيم يتقدّمون شهيداً إثر شهيد جاعلين من دمهم مداداً لكتابة تاريخ مشرّف يليق بأمتهم العظيمة.

الملحم

وألقى رئيس حزب الشعب نواف الملحم كلمة أشار فيها إلى الأوضاع التي تمرّ بها سورية منذ أربع سنوات ونيّف، مؤكداً أنّ المرحلة عصيبة، وأننا نواجه تحديات كبيرة ولا بدّ من التوحد في مواجهة هذه التحديات.

وقال الملحم: إنّ القائد أنطون سعاده الذي نجتمع اليوم في ذكرى استشهاده، كان واعياً تماماً لما ستؤول إليه حال هذه الأمة، وندرك اليوم مدى أهمية وصحة ما دعا إليه سعاده، فقيام الأمة السورية ووحدتها هو الأساس، وهذا لا يمنع من أن نسعى إلى وحدة العالم العربي.

وكشف الملحم عن لقاء جمعه بالرئيس الدكتور بشار الأسد قبل أيام قليلة، لافتاً إلى أنّ مواضيع اللقاء تطرّقت إلى تحوّلات المنطقة الإقليمية والسياسية والعسكرية، وأهمية دور الأحزاب وتعاونها في محاربة الإرهاب والتطرف، وخصوصاً الدور الذي يؤدّيه على هذا الصعيد الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي لم يوفر جهداً من النواحي العسكرية والاجتماعية في خوض هذه المعركة.

وختم الملحم كلمته موجهاً التحية إلى شهداء الدفاع عن سورية.

الطلبة

كما ألقى طارق كسّاب كلمة مديرية الطلبة وتحدث فيها عن معاني المناسبة، وعن دور الطلبة في نشر مبادئ النهضة، والعمل على توعية المجتمع.

كلمة مركز الحزب

كلمة مركز الحزب ألقاها عضو المجلس الأعلى د. وليد زيتوني وجاء فيها: فجر الثامن من تموز، محاولة اغتيال أمة في رجل ماردٍ حبّر التاريخ بدمه. نقول محاولة لأنّ سعاده، وإنْ أدركه الاستشهاد جسداً، لكنه استدرك أنّ الموت انبعاث حركة وقيام نهضة لعصر انتصار… «أنا أموت أما حزبي فباقٍ» سبقت شكر الجلاد.

شكراً… شكراً، لم تقطعها الرصاصات بل أضحت أساساً صلباً لمدرسة بطولةٍ قلّ نظيرها في هذا الشرق درسا في الفداء حاكى أسطورة تموز، وصلابة كأس المسيح.

نقول محاولة… لأنّ الجلاد أراد باغتياله أن يضع حدّاً لحياة سورية. حين كان الزعيم يريد لسورية أن تحيا… بالعزّ والكرامة والمنعة والقدرة والقوة…

كلام لم يبقه الزمن في إطار التمنّي… إنما استند إلى إرادة شعب، ونضال حزبٍ، ودماءِ شهداء، سقتِ الأرض حتى عبق الكون برائحة الياسمين.

سورية: ملهمةُ أديان، منبعُ حضارةٍ، رسالةُ حياةٍ، نهضةٌ قوميةٌ، سدٌ منيعٌ في وجه أمواج التتار.

سورية قلب العالم، حطمت قوافل الغزاة على امتداد التاريخ.

نقول محاولة… لأنّ فرات القوميين فاض دماً من صدد إلى صفد، ومن بابل إلى بيبلوس، ومن لواء الاسكندرون السليب إلى النقب السليب، ومنها إلى بغداد وإربد وعمان في معركةٍ واحدةٍ بمواجهة عدوٍ واحدٍ، وإن تعدّدت التسميات.

اغتالوا سعاده… لأنه شدّد على وحدة المجتمع في عملية الصراع ضدّ مستعمرٍ استهدف التجزئة والتفتيت. فقاعدة الأمة في المجتمع الواحد هي القاعدة الصحيحة بل الأصحّ للوجود القومي. ليس للأمة أن تكون أمة واحدة إذا لم تستند إلى هيئة اجتماعية واحدة… لأنّ تجزئة المجتمع تعرّض الأمة لخطر الانحلال النهائي والاضمحلال. فصحة الأمة وتقدّمُها يكونان في مجتمعها الموحد المعافى.

اغتالوا سعاده… لأنه اعتبر الأمة في أساسها الحقيقي وحدة حياة. في الوحدة الاجتماعية تضمحلّ العصبيات المتنافرة، والعلاقات السلبية، وتنشأ العصبية القومية التي تتكفل بإنهاض الأمة. في الوحدة الاجتماعية تزول الحزبيات الدينية وآثارها السيئة، وتنتفي الأحقاد، وتحلّ المحبة والتسامح القوميان محلها، ويفسح في المجال للتعاون الاقتصادي والشعور القومي الموحّد، بحيث تُلغى مسهلات دخول الإرادات الأجنبية في شؤون أمتنا الداخلية. فالاستقلال السليم… والسيادة الحقيقية… لا يتمّان ويستمران إلا على أساس الوحدة الاجتماعية… وعلى هذا الأساس فقط يمكن إنشاء دولةٍ قوميةٍ وتشريعٍ قومي اجتماعي مدني، فيه ركيزة المواطنية الصالحة التي تؤمّن تساوي الحقوق والواجبات.

اغتالوا سعاده… لأنه آمن أنّ الروح القومية هي الموجهة للفكر والشعور بحقيقة وجود الأمة واستمرارها، وهي الرافعة المعنوية لتحقيق مسألة الاندماج القومي والاجتماعي، وهي المحركة لنفسية الجماعة والاعتزاز بالتاريخ والتراث والحضارة على عكس ما تفعله الجماعات التكفيرية بإرثنا التاريخي الثقافي…

من أجل هذه الروح القومية بل لإيجادها في النفوس، وضع المعلم مبدأ الحزب الأساسي السابع: تستمدّ النهضة السورية القومية الاجتماعية روحها من مواهب الأمة السورية وتاريخها الثقافي السياسي القومي . إلى أن يقول: إننا نستمدّ مثلنا العليا من نفسيتنا، ونعلن أنّ في النفس السورية كلّ علم وكلّ فلسفة وكلّ فن في العالم، إنها نفس تقدر في ذاتها على المعرفة والإدراك، وتميّز القصد، وتصوّر أسمى صور الجمال في الحياة، إنها نفس تسير بوعي ولها كلّ مؤهلات الإدراك الشامل العام لشؤون الحياة والكون والفن .

اغتالوا سعاده… لأنه اعتبر، أنّ من أهمّ مسائل النهوض القومي بعد تأسيس فكرة الأمة، هي مسألة الأخلاق، مسألة العقلية الأخلاقية، مسألة الروحية الحقة التي يمكن أن تفعل في الجماعة وفي المجتمع. فكلّ خطة سياسية، وكلّ خطة حربية مهما كانت بديعة، ومهما كانت كاملة، لا يمكن تحقيقها، إلا بأخلاق قومية قادرة على حمل تلك الخطة بأخلاق متينة، فيها صلابة العزيمة، وشدة الإيمان، وقوة الإرادة، واعتبار المبادئ أهمّ من الحياة نفسها.

على قاعدة هذه المسألة، اعتبر سعاده أنّ الولايات المتحدة الأميركية ساقطة من عالم الإنسانية الأدبي والأخلاقي. فالولايات المتحدة الأميركية ليست إمبراطورية لا تغيب عنها الشمس، بل عصابة كونية تقبض على مقدّرات العالم، باسم النظام العالمي المتشكل من الدول المنتصرة في الحرب. وتحت شعار القيم الأميركية، تسرق الأضواء والإعلام، تنهب الثروات، وتعلن العفة. مواطنوها يعيشون بترف ورغد وبذخ، حين يموت مواطنو الدول المنهوبة من الفقر والجوع.

من أجل كلّ هذا استشهد أنطون سعاده.

ومن أجل كلّ هذا كان قرارُنا، نحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي ومن اللحظة الأولى لبداية الحرب، أن نكون وبكلّ إمكانياتنا، المادية والنفسية والأخلاقية، جزءاً من وحدة البندقية المدافعة عن سورية جنباً إلى جنب مع الجيش العربي السوري البطل، والمقاومة اللبنانية الرائدة ومع كافة التشكيلات والوحدات الشعبية المساندة تحت القيادة العملانية والسياسية للرئيس الدكتور بشار الأسد. حفاظاً على الدولة المركزية، وعلى مؤسّساتها وبناها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الموحدة، كونها الهدف الأساس لهذه الحرب.

وأكد زيتوني أنّ الأمة في حالة حرب. حرب حقيقية بكلّ المقاييس. لم تبق ساحة عصية على القتال، فمن كركوك وديالى والأنبار إلى القصير وأعزاز وحمص وريف دمشق، ومن عرسال وطرابلس وعبرا إلى الضاحية وبعلبك واللبونة، من غزة والضفة والجليل إلى اربد وعمان والزرقاء. جبهات مفتوحة على كلّ أنواع الصراع، معارك عسكرية وسياسية واقتصادية واجتماعيةٍ إنسانية وثقافيةٍ حضارية.

هذه الأمة المختلفة مع نفسها، تخوض حرباً ليس لها مثال في التاريخ الحديث ولا تشابه أيّ نموذج من التاريخ القديم. إنها الحرب مع الآخر، من دون جيوش الآخر. إنها الحرب مع محتلّ، لم يعلن احتلاله. ومع غازٍ لم يشهر غزوته، ومع سارق، نحن من يقدّم له ما يريد، على طبق من فضة. إنها حرب العهر الدولي المتحالف مع العهر المحلي، بديلاً عن حرب الرأسمال الأجنبي والجيش الأجنبي والسياسي الأجنبي المتعاون مع المحلي الذي يعيش على رضا وفتات هذا الأجنبي.

أمة استوردت البداوةَ منهجاً، وفتاوى البداوةِ إيماناً، وعادات ما قبل البداوة سلوكاً وممارسة. أمة ألحقت الدين بالوثنية والحضارة بالهمجية تحت يافطة الحرية والديمقراطية.

آن للصهيوني أن يرتاح بعدما سارع التكفيري الوهابي بالردّ على انتصارات حرب تشرين 1973، واندحاره في حرب تموز 2006، تلك الحروب التي أوجعته وكمّمت فاه.

آن للصهيوني أن يفتخر بعدما أوجد قتلةً توراتيين، وذبّيحة تلموديين من صُلب شعبنا ولدنه. يقومون مقامه، وينوبون عنه في إرساء عقيدته.

آن للصهيوني أن يبتهج ورايات القاعدة تعانق رايات نجمة داوود في كلّ مطرح ومكان تواجدت هذه القاعدة بمسمّياتها المختلفة، جبهة نصرة وداعش، وجند الشام، وفتح الإسلام، وأحفاد الأئمة المستحضرين من كلّ لون ونوع وصوب.

آن للصهيوني أن يعتّز وهو يعتلي طائرات أف35 ، يراقب قوافل النوق المُجدّة لتقديم الطاعة والهدايا والسبايا والبان والبخور لملك إسرائيل .

آن للصهيوني أن يتجبّر، بعدما طوّع الولايات المتحدة لأغراضه، وجعل أوروبا والشعوب الأوروبية خدماً في مشروعه، والعرب الغوييم في حظيرته.

آن للصهيوني أن يغترّ، بعد أن أنسانا بابل كمدينة لسبيه، واستعاض عنها بأربيل مربطاً لخيله.

وآن لنا أن نسمّي الأشياء بأسمائها، وأن نعلن هؤلاء دجّالين وكذابين وعملاء ومرتزقة ومتزحفطين وانتهازيين وأبناء الشيطان وأولاد الأفاعي، وأن نشرّع حربنا عليهم تماماً كما على أسيادهم ومموّليهم ومدرّبيهم ومشغليهم الصهاينة.

آن لنا أن لا نسكت على ضيم، ولا نغفر لإساءة، وأن نردّ الصاع صاعين لأنّ هؤلاء لا يفهمون إلا لغة القوة، ولا يحترمون إلا من يدوس رقابهم بالنعال، فهم لا يخضعون إلا لمن يذلّهم ويجعلهم عبيداً، لأنهم لا يعرفون طعم الحرية، ولا يفقهون العز والكرامة، وليست من قيمهم منارات الحق والخير والجمال.

الجبهات مفتوحة ولكلّ شريف موقعه، في جبهة القتال، أو جبهة السياسة، أو جبهة الاقتصاد، أو جبهة الثقافة.

إنّ الحرب واحدة في الجغرافية والتاريخ والقيم الإنسانية والأخلاقية. وساحات الوغى مشتعلةٌ تتطلّب منّا كلّ ذرة من قدراتنا، فلنعد إلى الجهاد بكلّ ما أوتينا من قوة. فهذه الأمة كم من تنين قتلت ولن تعجز عن قتل هذا التنين الجديد كما قال أنطون سعاده.

وختم زيتوني كلمته متوجهاً إلى شهدائنا الزوابع قائلاً:

ليست زوابعنا شهباً تهوي وتشتعل،

بل أنجماً سطعت

بها جمال الكون يكتمل

أنتم وديعة أمة ردّت

بوقفة عزٍّ خطّها بطل،

هذي دمانا، من جرحنا انبلجت

فجراً جديداً، ومجداً جاء يكتحل.

وتخلل الاحتفال تسليم أوسمة الوفاء لعوائل الشهداء: سامي سعادة، بشار شاهين، وفضل الله فارس، وتولى تسليم الأوسمة العميدان سمعان ويازجي، وعضوا المجلس الأعلى وليد زيتوني وصفوان سلمان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى