باسيل: لبنان مهدّد بوجوده إن لم يعطِ الهوية لمستحقيها
اعتبر وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أنّ «لبنان مهدد بتغيير هويته ووجوده إن لم نطلق عملاً إنقاذياً للحفاظ على الهوية عبر إعطائها لمستحقيها اللبنانيين المنتشرين في العالم».
وخلال افتتاح المؤتمر الاغترابي الأول الجامع بعنوان «الطاقة اللبنانية الاغترابية» في فندق هيلتون – حبتور، في حضور أكثر من 200 شخصية اغترابية من أصل لبناني، رأى باسيل «أنّ أول ما يحتاج إليه لبنان هو هذا الشعور بالبقاء، إلا أنّ هذا لا يكفي طبعاً. إنها رابطة الروح بهذا البلد وهي الأساس ولكن ليس بالروح وحده يحيا الإنسان، والخبز هنا هو رابطة المصلحة أي رابطة الاقتصاد، وما بين الاثنين هناك رابطة الهوية والانتماء التي تستعاد بالجنسية ورابطة الأرض التي تستعاد بالاستثمار ورابطة اللغة التي تستعاد بالثقافة».
وأمل باسيل بأن يخلص المؤتمر إلى برنامج عمل مصاغ من المغتربين والوزارة يتم الإعلان عنه كتوصيات في اختتام المؤتمر على محاور خمسة:
أولاً، حقوق الجنسية:
في هذا المحور، لفت باسيل إلى أنّ الوزارة «أعدت خطة خلال مؤتمر «الدبلوماسية الاغترابية الفاعلة» الذي انعقد في بداية الشهر الجاري، قضت بالعمل على أربع حالات: تسهيل التسجيل، منح الجنسية بمرسوم، إصدار قرارات قنصلية، واستعادة الجنسية عبر قانون»، مشيراً إلى «أنّ إمكانات الدولة المادية محدودة للقيام بحملة حقيقية، لذا آمل بأن نتمكن معاً من إطلاق صندوق خاص، بإدارة منكم، بغية تسريع وتفعيل هذه العملية».
ثانياً، الحقوق السياسية:
في هذا السياق، اعتبر باسيل «أنّ اللبناني المنتشر هو لبناني كامل اللبنانية وناجز الانتماء وعلينا إعطاؤه حقه من ضمن نظامنا السياسي، وتحرير هذا الحق من أي معوقات قانونية وإدارية ومالية لكي لا يكون قابلاً للمساومة أو خاضعاً للمنة، ويكون ذلك أولاً عبر تمثيله في البرلمان اللبناني من خلال تخصيص نائب أو أكثر في البرلمان لكل قارة وثانياً عبر تسهيل ممارسة حقه في الاقتراع من خلال الـ e-voting أو الظرف المختوم».
ثالثاً، الاقتصاد الاغترابي:
وهنا، أشار باسيل إلى أنّ اللبنانيين المنتشرين يحولون «حوالى 8 مليارات دولار سنوياً من أموالهم إلى لبنان أي 20 في المئة من ناتج لبنان القومي». وسأل: «هل فكر أحد ماذا يحصل إن توقفت هذه التحويلات التي تلعب دوراً حاسماً في إنعاش اقتصادنا؟ وكيف نبادل نحن منتشرينا؟ هل قدمنا لهم عروضاً؟ ألا يستحقون، في سبيل التبادلية، أن نسمح لهم بالاستثمار في الطاقة؟ النفط والغاز مثلاً؟ أو في معامل الكهرباء التي أقر لها قانون لإنشائها بالشراكة مع القطاع الخاص، فتخصص نصف قيمة الاستثمار للاكتتاب من قبل الانتشار اللبناني؟
رابعاً، البنى التحتية الاغترابية:
في هذا المجال، أكد باسيل «أنّ احتضان الانتشار اللبناني وتجذير ثقافة الاغتراب يتطلبان إنشاء بنى تحتية اغترابية تنظيمية ولوجستية تهدف إلى تفعيل العمل الاغترابي لكي يكون منتظماً ويبقى عاملاً من دون توقف. فالإطار القانوني الجامع يجب أن يصدر من خلال قانون للمجلس الوطني للاغتراب ينهي الانقسامات داخل الجامعة الثقافية ويوحد الانتشار من أجل مساعدة كل لبنان وليس مساعدة أطراف في لبنان».
خامساً، مأسسة التواصل:
وحول هذا المحور قال باسيل: «إذا كان مستحباً تحييد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية وعن الثورات العربية حفاظاً عليه، فإنّ حياده السلبي تجاه تقنيات العصر وثورة التيليكوم هو قاتل له ولدوره، من هنا أهمية خلق شبكة تواصل غير مسبوقة بين اللبنانيين، مقيمين ومنتشرين. تواصل نبدأه اجتماعياً من خلال خلق مشروع Lebanon-Connect الذي سنعرضه عليكم، ولكن المهم أن ينتهي تواصلاً اقتصادياً وسياسياً وإنسانياً. وهذا ما يجب أن يتطور ليربط كل الناجحين اللبنانيين، فتتحول قصص نجاحاتكم قصة نجاح للبنان».
وزير النفط القبرصي
وتحدث وزير النفط القبرصي يورغوس لاكوتريبيس، وقال: «إنّ اكتشاف حقول النفط أمر مهم جداً وسنتابع عملية استكشاف حقول جديدة، ونحن متفائلون بهذا الأمر». وأضاف: «من أجل استفادة الشعوب من هذه الاكتشافات يجب وضع الظروف الملائمة للتنقيب عن النفط، وعلى قبرص ولبنان أن يستندا إلى العلاقات الجيدة التي تربط بينهما. وقد وقعت حكومتا لبنان وقبرص على ترسيم حدود المياه الإقليمية من أجل عملية التنقيب عن النفط والاستفادة منه». وأشار إلى أنّ «المحادثات ستستمر من أجل توقيع اتفاقية تهدف إلى العمل على كيفية استثمار الحقول المشتركة»، لافتاً إلى أنه «على لبنان أن يمنح التراخيص بسرعة من أجل البدء باستغلال حقول النفط». وقال: «إنّ الوقت مناسب لأنّ أوروبا تحاول تنويع مصادرها من النفط. ويمكن لبنان وقبرص أن يصدرا الغاز، وهذه الموارد يمكن أن تجعل من دولنا دولاً غنية وتعطيها دوراً أهم في المنطقة».
وكشف الوزير القبرصي أنّ المسوحات «تشير إلى أنّ لبنان يختزن حوالى 30 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، ومن المنتظر أن يبدأ التنقيب»، متمنياً أن «تتحول التقديرات إلى واقع».