حرب السعودية على اليمن عملية انتقام واضحة

ناديا شحادة

حرب السعودية على اليمن بلا اهداف سياسية واضحة، وانما هي عملية انتقام من الشعب اليمني، كلام قاله سماحة السيد حسن نصر الله في خطابه لمناسبة يوم القدس العالمي، منتقداً الحرب التي تقودها السعودية ضد الشعب اليمني. تلك الحرب التي تجاوزت المئة يوم ووصلت السعودية فيها الى حائط مسدود، حيث نشرت صحيفة «الاندبندنت» تقريراً تحدثت فيه عن مشكلة انهاء الحرب على اليمن بعد وصول السعودية الى طريق مسدود، فمن الصعب على الملك سلمان الخروج منها من دون نجاح اذا كان يرغب في تجنب الأضرار التي لحقت بهيبته في بداية حكمه، فجميع المحللين السياسيين والعسكريين والمراقبين يجمعون على ان الحرب على اليمن لم تحقق أهدافها وان المملكة باتت تتخوف من حرب استنزاف طويلة الأمد وان استمرار الغارات ضد الشعب اليمني لم تجنِ سوى قصف المزيد من المرافق المدنية والحاق الضرر في البني التحتية وحصد ارواح المدنيين.

يؤكد المراقب للاحداث اليمنيية انه مع فشل مفاوضات جنيف ووصول التحالف السعودي الى طريق مسدود والى نفق مظلم، باتت السعودية تدرك الحاجة الملحة الى مخرج سياسي يقود الى اخراجها من مأزقها في وحول اليمن، وبناء عليه واقفت السعودية على ان يكون الحوار اليمني تحت الرعاية الأممية، وصرح وزير الخارجية السعودي سابقاً «بأن لا مانع لدينا بأن يكون الحوار برعاية أممية». ومع استحالة تحقيق شروط الرياض القديمة للحوار الذي تضمن تنفيذ قرار مجلس الامن الداعي الى انسحاب الجيش و«انصار الله» من المدن اليمنية والاحتكام في الحوار الى المبادرة الخليجية كمرجيعة وتسليم «انصار الله» سلاحهم، هي شروط رفضها الحوثيون. ومع إصدار الأمم المتحدة قرار الهدنة الانسانية حيث أعلنت الخميس عن هدنة انسانية غير مشروطة في اليمن تبدأ يوم الجمعة وتستمر حتى نهاية شهر رمضان، وافقت على هذا القرار اطراف النزاع ومن دون شروط من المملكة او اعتراض على وقف الحصار لإدخال المساعدات الانسانية ونقل عهدة الرقابة البحرية والجوية الى الامم المتحدة، فهذا دليل بالسير نحو تغيير شروط التسوية الحوثية بمقابل السعودية، ويعني بداية السقوط السعودي عن الشجرة التي طالب السيد حسن نصر الله العالم بمبادرة لمساعدة المملكة للنزول عنها وذلك من خلال تأييد مسعى الرئيس بوتين الذي يسعى الى حوار سعودي ايراني وتسوية منصفة في اليمن.

كلام السيد حسن نصر الله عن اليمن وما يعانيه مبني على المعرفة بهذا الشعب الذي عاني المظلومية على يد المملكة التي تشبه ممارساتها في اليمن ممارسات «اسرائيل» في غزة، ورغم معاناته لم ينسَ القضية الفلسطينة فخرج ابناء اليمن رغم تواصل العدوان السعودي والغارات المستمرة حتى على صنعاء بعشرات الآلاف لإحياء يوم القدس وليأكد اليمن التزامه الجهادي والاخلاقي بالقضية الفلسطينية، فمشاهد الأمس وتصريحات السيد الحوثي في 10 تموز من العام الحالي والتي قال فيها نؤكد موقف الشعب اليمني الثابت والواعي تجاه القضية الفلسطينية، هذه المشاهد تجعل «اسرائيل» تشعر بالقلق من الشعب اليمني الذي هو جزء من محور المقاومة ويشكل تهديداً استراتيجياً لها، فـ»اسرائيل» تدرك جيداً ان أي معركة قادمة تتعلق بفلسطين لن يكون اليمني خارجها. فحرب السعودية على الشعب اليمني اكبر خدمة تقدمها السعودية لـ «اسرائيل» وهذا ما اكده سماحة السيد حسن نصر الله.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى