أتلتيكو مدريد… والعودة إلى الأمجاد
يسعى نادي أتلتيكو مدريد، المنافس في الدوري الإسباني لكرة القدم، لبناء فريق قادر من جديد على منافسة وحشي إسبانيا برشلونة وريال مدريد في الموسم المقبل، بعد أن نجح في ذلك موسم 2013-2014.
ويبحث المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني عن العودة إلى الموسم قبل الماضي، حيث توّج الروخي بلانكوس ببطولة الدوري على حساب برشلونة قبل أن يصل نهائي الأبطال أمام الغريم التقليدي ريال مدريد، ليضع أتلتيكو مدريد نفسه بين كبار القارة العجوز على رغم ندرة الأسماء الرنانة.
وعلى رغم رحيل أبرز مهاجمي الفريق دييغو كوستا وأيضاً الظهير البرازيلي فيليبي لويس، إلا أن الروخي بلانكوس لم يتأثر كثيراً خصوصاً من الناحية الدفاعية، إلا أن وصول مانزوكيتش بدلاً من كوستا، كان سلبياً بوضوح على الهجوم هذا الموسم، حيث اعتمد الروخي بلانكوس على سرعة غريزمان دائماً، في المباريات الصعبة، نظراً لسهولة وضع رقابة فردية على الكرواتي مانزوكيتش.
وكشفت مباراة ريال مدريد وأتلتيكو مدريد في الشامبيونزليغ الموسم الماضي، مدى ضعف الروخي بلانكوس هجومياً، حيث لم يسدد أبناء سيميوني أي تسديدة على مرمى ريال مدريد، بل اكتفو بالدفاع حتى تلقوا هدف عن طريق تشيتشاريتو كان كفيلاً بوداعهم للبطولة.
ليبدأ الروخي خطة إعادة بناء نفسه من جديد، حيث تعاقد مع جاكسون مارتينيز في بداية السوق بحثاً عن التركيبة القادرة على إضفاء مزيداً من السرعة والقوة البدنية التي يخالطها المهارة التهديفية العالية، وهي الأمور التي يتمتع بها مارتينيز بكل روعة.
ثم انتقلت بوصلة الروخي إلى فياريال وتحديداً إلى فييتو الفتى المتألق الذي سعى ريال مدريد أيضاً لضمه إلا أن نادي فياريال حسمه عن طريق رئيسه الذي أكد من بداية الإشاعات أن فييتو سيذهب إلى أتلتيكو مدريد فقط.
إلا أن الروخي لم يكتف، بل تعاقد مع كاراسكو من موناكو بعد أن قدم الأخير مستوى أكثر من رائع في دوري الأبطال خاصة أمام يوفنتوس وآرسنال.
ليتبين بشكلٍ واضح مدى بعد رؤية إدارة أتلتيكو مدريد للأمور، فبعد أن ظهر الفريق أمام ريال مدريد كالحمل الوديع يتلقى الضربات من دون أن يسددها في أهم مباريات الموسم في دوري الأبطال، أراد أن يعود لأمجاده، بعد أن خسر كل المواجهات المباشرة أمام برشلونة أيضاً، مع العلم أنه شكل نقطة سوداء لقطبي إسبانيا في موسم 2013 – 2014.
وبالتالي فإن سوق الانتقالات الخاص بالفريق جعله يبحث بوضوح عن الأسماء القوية هجومياً بالذات، لإعادة الحيوية للفريق التي كان عليها في الموسم قبل الماضي، حيث كان أتلتيكو مدريد من الأسماء التي لا يستهان بها، إلا أن خروج كوستا ووصول مانزوكيتش خفف من حدة الفريق هجومياً، وبالتالي فإن الثقل كله سيكون على الدفاع، الذي بالعادة لن يصمد لـ90 دقيقة كاملة.
وأخيراً صحيح أن أتلتيكو مدريد هذا الموسم وجه ضربات قوية لريال مدريد بحرمانه من كأس السوبر وكأس الملك، وإسقاطه برباعية في الدوري، إلا أنه تلقى ضربة قوية في أهم المواجهات في دوري الأبطال، بعد أن صال وجال في 2013 – 2014 وأسقط برشلونة وتشيلسي على التوالي من البطولة ليستحق اللقب لولا رأسية راموس في الدقيقة الأخيرة من عمر اللقاء.
وعلى الطرف الآخر، وتحديداً في برشلونة لم تحقق كتيبة الروخي بلانكوس أي نتيجة إيجابية هذا الموسم، على عكس موسم 2013-2014، حيث تلقت سلسلة خسارات متتالية في الكأس والدوري من دون أن تقدم أي نتيجة تثبت أنه قادر على مقارعة النادي الكتالوني الذي توج لاحقاً بالكأس والدوري ودوري الأبطال.
وبالتالي يبدو أن أتلتيكو مدريد يرفض فكرة الاكتفاء بالتصفيق لثنائي إسبانيا برشلونة وريال مدريد بل يسعى للمشاركة خصوصاً أنه قد شارك في الماضي القريب وربح الرهان. فهل يعيد الكرّة ويحتفظ بالعمامة أم يعود للمدرجات ويكتفي بالمتابعة من بعيد مثل بقية الأندية الإسبانية؟