تظاهرة لـ«القطاع الأيمن» أمام مقر الرئاسة
أعرب رئيس «جمهورية دونيتسك الشعبية» إيغور بلوتنيتسكي عن شكره لرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لدعوتهما كييف لمنح منطقة دونباس وضعاً قانونياً خاصاً.
وفي تصريح صحافي عبر بلوتنيتسكي عن أمله أن يصغي القادة الأوكرانيون لهذه الدعوة ويتخلوا عن «تجاهل اتفاقات مينسك»، مشيراً إلى أن المشروع الحالي للتعديلات الدستورية الخاصة بوضع دونباس يحتوي على «جملة غامضة واحدة فقط» خارج النص الأساسي، الأمر الذي يجعل تثيبت الحقوق الخاصة لمنطقة دونباس مستحيلاً.
وأكد بلوتنيتسكي إصرار جمهوريته أن يتم إدخال التعديلات الدستورية المتعلقة بوضع دونباس القانوني بالتوافق مع ممثلي «لوغانسك الشعبية»، وأن تحتوي هذه التعديلات على وصف الوضع الخاص، لا سيما في ما يخص حق المنطقة في إقامة علاقات تعاهدية مع كييف.
إلى ذلك، تجمع مئات من أنصار تنظيم «القطاع الأيمن» الأوكراني المتطرف وسط العاصمة كييف، وذلك على خلفية الأحداث الدرامية في مدينة موكاتشيفو في أقصى غرب أوكرانيا.
وأفادت وكالة «تاس» الروسية بأن حوالى 500 شخص، بحسب منظمي التظاهرة، تجمعوا أمام القصر الرئاسي في كييف، مطالبين بإقالة وزير الداخلية أرسين أفاكوف وهتفوا بشعارات مناهضة للسلطة.
وبحسب الوكالة فإن المتظاهرين حاولوا استفزاز رجال الأمن، واصفين إياهم بـ»الخونة»، وأطلقوا هتافات منها «الثورة» و«المجد للأمة».
وفي وقت سابق أعلن «القطاع الأيمن» أن اثنين من عناصره قتلا وأصيب 4 آخرون بجروح في تبادل لإطلاق النار حصل في مدينة موكاتشيفو بأقصى غرب أوكرانيا.
وأفاد التنظيم أن الحادث جاء نتيجة لاعتداء تعرض له مسلحو «القطاع الأيمن» من قبل «عصابات» تابعة لأحد النواب المحليين، وهو ميخائيل لانيو، وكتب التنظيم على صفحته في موقع «فايسبوك»: «رجال الشرطة شاركوا في الاشتباك إلى جانب العصابات». مضيفاً القطاع الأيمن الذي يشارك متطوعوه في حملة كييف العسكرية ضد قوات الدفاع الشعبي في دونباس : «تشكيلاتنا وضعت في حالة استنفار بسبب حادث موكاتشيفو، مطالباً بتوقيف النائب لانكو وجميع المسؤولين الذين أعطوا الأوامر بإطلاق النار على عناصره.
وفي وقت سابق أفاد أنتون غيراشينكو، مستشار وزير الداخلية الأوكراني، بمقتل 3 مهاجمين في موكاتشيفو، إضافة إلى إصابة 7 آخرين بجروح، بينهم 3 شرطيين، وقال: «إن مسلحين وصلوا إلى مبنى تابع للنائب ميخائيل لانيو حيث وقع «اشتباك مسلح لم تحدد أسبابه بعد». ودمر المهاجمون سيارتين للشرطة، مستخدمين قاذفات للقنابل. ورجح المستشار نقلاً عن مصادر له أن يكون «صراع على مناطق نفوذ» وراء الحادث.
كما ذكرت وسائل إعلام محلية أن مسلحي «القطاع الأيمن» هاجموا نادياً رياضياً مملوكاً لميخائيل لانيو وأطلقوا النار على أعضائه من رشاشة مثبتة على متن إحدى سياراتهم، قبل أن يهاجموا مركزا لشرطة المرور.
وعزا محللون سياسيون أوكرانيون الحادث إلى محاولة «القطاع الأيمن» بسط سيطرته على مدينة موكاتشيفو التي تعد مركزاً للأعمال والتجارة في أقصى غرب أوكرانيا.
من جانبه، أفاد أحد النواب الأوكرانيين بأن الرئيس بيترو بوروشينكو وقادة الأجهزة الأمنية يتفاوضون مع زعيم التنظيم دميتري ياروش لإقناعه بإعطاء أوامر لمسلحي التنظيم في موكاتشيفو بإلقاء السلاح.
وفي وقت سابق، قال مسلحو «القطاع الأيمن» الذين يختبئون في غابة في محيط المدينة إنهم مستعدون لتسليم أنفسهم بشرط إصدار دميتري ياروش أوامر مباشرة بهذا الشأن.
يذكر أن تنظيم «القطاع الأيمن» الذي يعتنق إيديولوجيا القومية الأوكرانية المتشددة، والذي قام بدور بارز في الانقلاب على السلطة الشعري في كييف في شباط عام 2014، أدرج في روسيا في قائمة المنظمات النتطرفة المحظورة، أما زعيمه دميتري ياروش ففتحت النيابة العامة الروسية ملفاً جنائياً في حقه متهمة إياه بدعوات إلى أعمال إرهابية.