مسلسل «بواب الريح» للموسم الرمضانيّ
دمشق ـ سلوى صالح
مع انتهاء عمليات تصوير المسلسل التراثي الشامي «بواب الريح» قبل أيام، يتشوّق متابعو المسلسلات الرمضانية إلى متابعة وجبة درامية دسمة يقدّمها للموسم المقبل المخرج المثنى صبح والكاتب خلدون قتلان وشركة «سما الفن الدولية للانتاج» الفني، مع نخبة من ألمع نجوم الدراما السورية.
يتناول هذا العمل الدرامي أحداث الفتنة التي وقعت عام 1860 في لبنان وامتدت إلى سورية، ما أدى الى وقوع ضحايا وتهديم باب توما برعاية عثمانية، وسط صمت غربي هدفه القضاء على مهنة الحرير الرائدة والمزدهرة في دمشق عهد ذاك.
سبب اختيار الكاتب قتلان هذا الموضوع هو التشابه الكبير بين حوادثه وام تشهده سورية راهناً، فالتاريخ يكرر نفسه في تفاصيله الصغيرة، والشعوب التي لا تقرأ التاريخ تعرّض نفسها لتكرار الماضي نفسه، ويؤكد قتلان على ضرورة الإفادة من عبر التاريخ، فلو أهملناها لا يكون لنا مستقبل، مضيفاً: «إن النص مكتوب بدقة وعناية وعدت لأجله الى المراجع التاريخية وتناول المخرج صبح النص بتفاصيله وكان أميناً جداً على هذه التفاصيل»، موضحاً أن المسلسل ليس توثيقاً للفتنة إنما قراءة جديدة لها وإضاءة على مجرياتها، مع إدخال اللغة الشعرية والأغاني التراثية وبعض التجديد في اللغة المحكية المألوفة في الدراما الشامية.
يتوقع الكاتب قتلان أن يحظى المسلسل بنسبة مشاهدة بأصداء قوية لما ينطوي عليه من اتقان فني في الصورة والأزياء التي صممتها تولين القات، ولكونه يطرق موضوعاً جديداً يتناول دمشق بتفاصيل جديدة، كما يحوي للمرة الأولى في الدراما العربية شخصية جديدة هي توأم سيامي يقوم بأدائها الفنانان مصطفى الخاني ومعن عبد الحق، وهو توأم حقيقي يدعى شفيق ورفيق ويصف الكاتب المسلسل بأنه أكثر مما ألفه المشاهد وذلك من خلال معالجة جديدة في الدراما السورية تتعلق بالتكوين الاجتماعي للمجتمع، فضلاً عن أن المسلسل يصحح رؤية الناس إلى دمشق وأهلها الذين أظهرتهم المسلسلات الشامية بصورة بعيدة قليلاً عن الواقع، خاصة المرأة الشامية التي تبدو مختلفة في «بواب الريح» كمثقفة ومقاومة للاحتلال، وتلك هي حقيقة شخصية المرأة الشامية.
يقوم المسلسل على ثالوث مؤلف من دريد لحام في دور يوسف آغا النحاس، وغسان مسعود في دور هاشم آغا القائمقام، وسليم صبري شيخ كار صناعة الحرير، إضافة إلى رامز الأسود وجيني إسبر ونجاح سفكوني وخالد القيش وحسام تحسين بك وضحى الدبس وأمارات رزق وعلي كريم وآخرين.
يقول لحام عن شخصيته في «بواب الريح» إنها أعادته إلى البيئة الشامية بعد أربعين عاماً على «حمام الهنا» و»ملح وسكر»، فشيخ كار النحاس في دمشق يوسف آغا يهودي يعشق دمشق حين ضد الدعوة إلى هجرة اليهود إلى فلسطين، في وقت كانت الطوائف الثلاث فيه تنتمي إلى طائفة الوطن.
ويؤكد أنه أحب الدور واستمتع بأدائه ويبقى للناس الحكم على هذا الأداء وعلى المسلسل ككل مشيرا إلى أن عمليات التصوير لم تواجه صعوبات تذكر سوى التوقف لمدة عشرين يوماً لإنجاز ديكورات الحارة التي جرى فيها التصوير وهي حارة متكاملة في منطقة يعفور، وكانت أجواء التصوير مريحة تسودها روح الفريق الواحد المتعاون.