تعويضات أميركية لـ «إسرائيل» بعد الاتفاق النووي الإيراني!
ناديا شحادة
تكاثفت جهود كل من ايران والقوى العالمية لتسوية الخلاف في ما بينها للوصول الى نتيجة نهائية يرضى بها الطرفين حول برنامج ايران النووي الذي سيفتح المجال امام عودة ايران الى الإقليم وممارسة دورها كقوة اقليمية عظمى مؤثرة، وبعد اتفاق مرحلة جرى التوقيع عليه في تشرين الثاني عام 2013 ومع استمرار المفاوضات المارثونية لمدة تقارب الـ 22 شهراً، تشهد مدينة فيينا مفاوضات مكوكية وبات التوقيع على الاتفاق النهائي رهن ساعات، حيث أعرب دبلوماسيون ايرانيون وغربيون عن آمال بقرب التوصل الى اتفاق بشأن برنامج ايران النووي مع دخول المفاوضات مرحلتها النهائية، وبات الاتفاق لا ينتظر سوى ارادة سياسية وهذا ما أكده علي رضا يوسفي المستشار في وزارة الخارجية الايرانية.
ايران التي تحتفظ باستقلاليتها في قرارها السياسي، والتي لم تصل الى هذا الاتفاق النووي بفعل المصادفة او بعمل غير منظم مكن ايران من ان تجلس على كرسي المفاوضات النووية وتتصارع مع قوى كبرى وسجل مفاوضها العديد من النقاط الايجابية خلال هذه المفاوضات وأكد ثبات ايران على مسار يحقق الاتفاق ولا يضيع الحق، ورفضت تقديم تنازلات اساسية وجوهرية أبرزها التخلي عن استقلالها النووي واخضاع برنامجها لشروط أميركية دولية قاسية ولرقابة دولية غير مسبوقة، حيث طالبت اميركا والدول الكبرى الأخرى بضرورة منح المفتشين الدوليين صلاحية استجواب مجموعة كبيرة من العلماء الايرانيين العاملين في البرنامج النووي من اجل الحصول منهم على أسرار البرنامج النووي ومعلومات دقيقة عنه، ولكن جاء الرفض من القيادة الايرانية حيث أعلن كبير المفاوضيين الايرانيين عباس عراقجي في 30 ايار من العالم الحالي رفض ايران قيام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعمليات تفتيش مواقعها العسكرية واستجواب عملائها في اطار اتفاق حول الملف النووي الايراني.
ومع اقتراب الساعات الاخيرة للتوقيع النهائي بحيث باتت الاستعدادات الخاصة بالاعلان عن توقيع الاتفاق في مرحلتها الأخيرة، صيغت وثيقة من مئة صحفة تنص على تخفيف العقوبات الدولية المفروضة على طهران في مقابل موافقة ايران على بعض القيود التي لا تؤثر في سير برنامجها النووي السلمي بل ستتطور في شكل اسرع وهذا ما أكده رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية علي اكبر صالحي، منوهاً بأن احد اهداف المفاوضات النووية والتوصل الى اتفاق هو السير قدماً في المجالات الصناعية والتجارية.
وفي خضم هذه التصريحات النارية التي تؤكد ان الاتفاق أصبح قاب قوسين، وانه لن يؤثر سلباً على المسيرة النووية الايرانية برمتها، بل سيزيد من قوتها السياسية والعسكرية في المنطقة تعادل وزن «اسرائيل»، وهو ما سيفتح الباب لتداعيات استراتيجية يمكن ان تؤثر على الأوضاع السياسية في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي زاد من مخاوف «اسرائيل» بأن هذا الاتفاق سيكلفها أمنها الاستراتيجي ويعرض السلام في العالم للخطر حسب ادعاءات رئيس الوزراء «الاسرائيلي» بنيامين نتنياهو في 12 تموز، فـ «اسرائيل» التي هي قوة نووية منذ زمن بعيد ولكنها لم تعلن عن ذلك، تصادمت مع الولايات المتحدة في شكل مباشر وغير مباشر وعارضت حدوث اتفاق نووي ايراني يسمح لها بالوصول الى مستويات متقدمة من التحفيز النووي يهدد أمنها.
فمع الهاجس الكبير للنخبة السياسية والعسكرية «الاسرائيلية» الذي اسمه ايران وبرنامجها النووي، ومع ذهاب كل محاولات رئيس الحكومة «الاسرائيلية» نتنياهو لعرقلة التوصل الى اتفاق نهائي ادراج الرياح، ومع ضعف حلفائها يبقى السؤال هل تدرك «اسرائيل» أنها أصبحت تحارب في قضية خاسرة وبات على رئيس وزرائها تجرع القبول بالاتفاق، بالذات بعدما كانت مصادر «اسرائيلية» قد كشفت النقاب سابقاً عن استعداد «اسرائيل» لقبول التوصل لاتفاق نووي مع ايران نظير الحصول على تعويضات اميركية حسب ما جاء في تقرير لصحيفة «يديعوت احرنوت» «الاسرائيلية».