حربا لـ«الميادين»: فشل الأدوات الإقليمية التي تحاول إعاقة الاستحقاق الرئاسي في سورية
أوضح الخبير الإستراتيجي سليم حربا أن «الواقع في الأردن هو غير الذي يتحدث عنه المسؤولون الأردنيون بأنه لا توجد غرف عمليات ومقرّات للقيادة الأميركية فيه، فالواقع الحقيقي هو أن هناك وجوداً لهذه المقرّات إضافة إلى وجود أكثر من 300 عنصر من الجيش الأميركي يقود العمليات الإرهابية في سورية، والآن يشاركون بمناورات «الأسد المتأهب»، والتي يشترك فيها 6000 جندي أميركي و 7000 المتبقين من 24 دولة أي بمعنى أنها مناورات أميركية في الأردن، ولكن منذ بداية العدوان على سورية حتى الآن الحكومة الأردنية لم تستطع الثبات والصمود أمام الضغوط الكبيرة سواء من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل أو السعودية، لذلك لجأت الأردن إلى إبعاد السفير السوري كتصعيد سياسي وصولاً للتصعيد الأمني والعسكري لأن الولايات المتحدة أبقت الكثير من جنودها خلال المناورات الثلاث التي مضت من «الأسد المتأهب» وتريد إبقاء القسم الأكبر من هؤلاء الجنود الذين يشتركون الآن، والذين ينتمون إلى القوات البرية والبحرية والجوية الأميركية، إضافة إلى الفرقة الأولى الأميركية التي اشتركت باحتلال العراق».
وأضاف: «ليس هناك مصلحة للأردن لا حكومة ولا شعباً بإقامة أي منطقة عازلة، ولكن هي مصلحة أميركية إسرائيلية، ويعود هذا التصعيد في أنه أصبحت هناك معسكرات تدريب للجماعات الإرهابية في الأردن، إضافة إلى الاجتماع الذي أقامته مستشارة الأمن القومي الأميركي سوزان رايس ورئيس وكالة الاستخبارات الأميركية جون برينان والأمير محمد بن نايف ورؤساء الاستخبارات الأردنية والتركية والقطرية والسعودية في شباط الماضي ودعوا خلاله إلى تصعيد الجبهة الجنوبية، وإقامة ما يسمى بالمنطقة العازلة ووزعوا الأدوار. لكن التطور النوعي الذي أدى إلى هذا التصعيد الآن، وطرد السفير السوري هو العملية النوعية التي نفذها الجيش العربي السوري في نوى وما تمثله نوى من نقطة مفصلية تربط القنيطرة ودرعا بالأردن».
وأِشار إلى أن «المسؤولين الأردنيين يدّعون بالمعرفة الجغرافية السورية ومكوّنات الإرهاب، لكنهم في الحقيقة يجهلون ما تحت أقدامهم الآن، من غرف عمليات إسرائيلية وأميركية، كما يجهلون أيضاً اذا نظروا فوق رؤوسهم يروا أن هناك تحليقاً للطيران الأميركي والإسرائيلي يرصد كل تفصيل في سماء الأردن تجسساً على الدولة السورية».
وختم حربا: «إن ما حصل من إقبال على الانتخابات لم يشكّل مفاجأة بالنسبة للسوريين لا بالداخل ولا بالخارج، لأن هذا هو حال السوريين والرسالة التي قدّمها السوريون في لبنان إلى كل أرجاء الأرض لم تكن صندوقاً انتخابياً بل كانت صندوق بريد لكل من يهمه الأمر بأن هؤلاء السوريين الموجودين في النزوح في لبنان هجروا بفعل العصابات الإرهابية ولم يهجروا بفعل النظام كما يزعم البعض، وما زالوا قابضين على وطنيتهم ويمتلكون الجينات الوطنية السورية، والتي لا يمكن أحداً أن ينتزعها منهم»، مشيراً إلى أن «لا أحد يمكنه شراءها أو بيعها أو استعارتها، فهذا هو السوري أينما كان، وما حصل في لبنان هي مقدمة متواضعة للعرس الجماهيري الذي سيحصل في 3 حزيران بغض النظر عن التهديدات من قبل أميركا وإسرائيل وتركيا، وكل الأدوات الإقليمية التي تحاول الضغط والتأثير على المستوى الأمني والسياسي والتهديد بإعاقة الاستحقاق الرئاسي» .