على خطى ريال مدريد … بايرن ميونيخ لم يعد ألمانياً بوجود غوارديولا
أكد نادي بايرن ميونيخ بطل الدوري الألماني لكرة القدم، من خلال صفقة انتقال باستيان شفاينشتايغر إلى مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنكليزي أن العاطفة لا مكان لها في هذا النادي.
ففي ظل قيادة رئيسه كارل هاينز رومينيغه والمدرب الإسباني بيب غوارديولا، تحول النادي البافاري إلى شركة تسعى لتحقيق أكبر قدر من النجاح المادي فقط، حتى لو كان ذلك على حساب خسارة رموز أساسية في النادي لها مكانة خاصة في قلوب عشاق البايرن.
صحيح أن بايرن ميونيخ نادٍ عريق، فهو صاحب الأرقام القياسية في عدد ألقابه، وهو أول نادٍ ألماني فاز بالثلاثية عام 2013 بطولة الدوري المحلي وكأس ألمانيا وبطولة دوري أبطال أوروبا ، بيد أن البقاء ضمن قائمة الأندية المشهورة مرهون بمتابعة النجاح والتسويق الجيد، وهو ما تتميز به إدارة النادي البافاري، إذ افتتحت في الصيف الماضي مكتباً لها في الولايات المتحدة الأميركية، وهي تسعى الآن لافتتاح مكتب آخر في الصين.
البايرن يبتعد من قيمه!
يهدف بايرن ميونيخ للوصول إلى العالمية خلال السنوات المقبلة، ويطمح رومينيغه لأن يتم تحقيق ذلك في عهده. لكن الكثير من خبراء الكرة يرون أن الطريق الجديدة التي يسلكها النادي البافاري هو السبب في اختفاء الكثير من القيم التي جعلته نادياً عريقاً، وتتمثل هذه القيم بالهوية والثبات وتنمية المواهب الشابة وشغف كرة القدم، وهو ما يراه أيضاً دانييل مارتينيز في تعليقه المنشور على موقع «فوكوس» الألماني.
فأولويات البايرن أصبحت مختلفة تماماً منذ استلام غوارديولا مهمة تدريب الفريق البافاري، وهو ما يغضب عشاق النادي. ولعل أكثر ما يثير غضب عشاق البايرن هو الأسلوب الذي يقدم فيه رومينيغه القرارات التي تتخذ بشأن التغييرات الحاصلة في النادي.
فعندما استقال هانز فيلهلم مولر فولفارت، وهو طبيب بايرن ميونيخ منذ 37 سنة، اكتفى رومينيغه بكتابة بضعة أسطر على الموقع الإلكتروني للنادي، حتى عند الإعلان عن رحيل شفاينشتايغر، لم يكن أسلوبه أفضل، إذ اكتفى بمدح شفاينشتايغر ببضعة كلمات أمام الجمهور في الملعب.
لا شك أن الربح المادي كان هدف إدارة النادي البافاري في عهد الرئيس الأسبق أولي هونيس، ففي عهده طوّرت الإدارة طرق تسويق احترافية للنادي، لكن الفرق الوحيد أن إدارة البيت البافاري بقيادة هونيس كانت تسعى دوماً لعدم إظهار ذلك أمام محبي البايرن.
سياسة تذكر بريال مدريد
إدارة هونيس كانت تقوم على المحافظة على العلاقة الرومانسية التي تربط جمهور البايرن بالفريق، وذلك من خلال مساعدة اللاعبين وتشجيع المواهب الشابة، فضلاً عن أن هونيس كان يفضل التعاقد مع اللاعبين الألمان في البايرن، وحالياً لا يوجد سوى 12 لاعباً ألمانياًَ من أصل 27، منهم مانويل نوير وفيليب لام وجيروم بواتينغ وتوماس مولر وماريو غوتزه.
ويرى بعض المراقبين الرياضيين أن سياسة النادي البافاري الجديدة أصبحت تذكر كثيراً بنادي ريال مدريد، فالهوية ليست من أولويات إدارة نادي ريال مدريد، بل تحقيق النجاح هو الأساس، ما يعني أن أهمية اللاعب بالنسبة لإدارة النادي الملكي مرهونة بالنجاح الذي يحققه للنادي وليس بالهوية التي يحملها.
هذا ظهر جلياً في وداع الحارس إيكر كاسياس، فعلى رغم السنوات الطويلة التي قضاها في الريال والإنجازات التي حققها معه، لم يواسِ أي أحد من ممثلي إدارة النادي كاسياس، الذي انهمرت دموعه عند وداع الريال، وبقي وحيداً على المنصة، وهو ما انتقده الكثير من الخبراء الرياضيين، ومن بينهم دانييل مارتينز أيضاً.
ليس جديداً أن تعتمد إدارة النادي الملكي في سياستها على الشهرة والبحث الدائم عن لاعبين جدد للنادي، فهل تصلح هذه السياسة في البيت البافاري أيضاً، الذي لطالما انتقد إدارة أندية آخرى مثل ريال مدريد لابتعادهم من قيم كانت أساسية له؟ فهل يصبح بايرن ميونيخ هو ريال مدريد الألماني؟