بو صنايع: نخوض معركة حياة في وجه قوى الإرهاب والتطرف

أحيت منفذية الطلبة الجامعيين ـ اللاذقية في الحزب السوري القومي الاجتماعي ذكرى استشهاد باعث النهضة أنطون سعاده باحتفال حضره منفذ عام الطلبة ديب بو صنايع وأعضاء هيئة المنفذية، مديرو المديريات وحشد من الطلبة القوميين والمواطنين.

افتتح الاحتفال بالنشيد الرسمي للحزب السوري القومي الاجتماعي، وتخلله فيديو قصير عن شهداء الحزب في الشام، وآخر يروي ما كتبه الأديب القومي سعيد تقي الدين بعنوان «حدثني الكاهن الذي عرفه».

عرّفت الاحتفال وقدّمت فقراته الطالبة قمر المحمّد، متحدّثة عن معاني المناسبة. كما ألقت المواطنة داليا علان كلمة المواطنين تحدّثت فيها عن معاني المناسبة وشخصية الزعيم ولحظات الاغتيال.

وألقى كلمة الطلبة القوميين عمّار مصطفى الذي تحدّث عن دور الطلبة كركيزة أساسية في الصراع، وخصوصاً ما تشهده أمتنا اليوم من صراع بين قوى الحياة والموت، مشدّداً على ضرورة مواجهة التحديات والتغلب عليها، متمثلين ببطولات شهداء الحزب الذين اقتدوا بشهيد الثامن من تموز القائد سعاده.

كلمة المنفذية

وألقى المنفذ العام ديب بو صنايع كلمة تطرق فيها إلى حجم التحديات الراهنة التي تواجه بلادنا، والتي تتطلب مزيداً من الاستبسال في التصدي لها، لأننا نخوض معركة حياة في وجه قوى الإرهاب والتطرف، وعلينا أن نقدم كلّ ما نمتلك من إمكانات لنتمكن من تحقيق انتصار الحقّ في وجه الباطل.

وقال في كلمته: الحزب وفاء وفداء… قيمتان تلخصان كلّ تاريخه… فداء يبدأ بالجهد والسهر والعرق ولا ينتهي بالدماء الحارّة… ووفاء لبعضنا وللحزب وللأمة، فلا نتخلى عن بعضنا. نسقط معاً أو ننتصر معاً، ولا نتخلى عن الحزب فنثبت فيه، في كلّ الظروف السهلة والصعبة، وللأمة عندنا وفاء لا نخونها، فالخيانة انتحار مناقبي.

في يوم الفداء والوفاء… نحن مدعوون إلى مزيد من الجهد والسهر… نحن مدعوون إلى طرق كلّ الأبواب ودعوة كلّ الناس إلى الانخراط معنا في مشروع الحزب، فبلادنا في مخاض أخير سينجم عنه إما انتصار الحقّ في وجه الباطل، وإما اندثار نهائي لبلاد الشمس، ونحن مدعوون إلى خوض هذه المعركة بكلّ ما نملك، ممثلين شهيد الثامن من تموز ورفقائه… لا نهدأ ولا نستكين.

وإلى المقبلين… أنتم عينات حية من الجيل الجديد الثائر على العصبيات البغيضة، التواق إلى الخروج من حجر الانتماءات الضيقة ليعانق رحاب الوطن.

أنتم، بما تمثلون من تمرّد على القيم البالية والأخلاق القديمة التي لا تصلح لحياة شعبنا، نتطلع إليكم لتمزقوا الشرنقة الطائفية والفردية بنجاح، فتلتحقوا بالنهضة جنوداً حاملين مع رجالاتها قيمهم اللائقة بالحياة الجديدة، فتضيفون إلى إحساسكم بحاجاتكم الشخصية، إحساساً جديداً صادقاً بمجتمعكم وحاجاته.

وأكد أنّ القوميين هم الردّ الأبلغ على الادّعاءات المستمرة بانسداد أفق الخروج لمجتمعنا من آفاته. وقال: أنتم نماذج حية تجسد كلّ ما هو خلاص لمجتمعنا، فمن ذا الذي يمكنه أن يدّعي أنه لا يمكن لمجتمعنا التخلي عن عصبياته وقد أخرجتم العصبيات الجزئية من قواميسكم وأفكاركم وأفعالكم؟ لقد خضعتم لعشرات الامتحانات ونجحتم، صمدتم في وجه الدعوات الخارجية المغرية، واجهتم الصعوبات الناتجة عن الحرب فلم تنكسروا أمام ما أفرزته من التردّي والتشوه الأخلاقي والنفسي، ولم تخضعكم الحاجة وغياب الأمن وانتشار الفساد، ولم تستسلموا أمام بندقية العدو، بل كنتم أسود الوغى متى دعا الداعي، والداعي حاضر أبداً في وجدانكم وعقيدتكم، فبقيتم، كما حزبكم، لا قوة على وجه البسيطة تستطيع أن تردّكم عن غايتكم.

الفداء والوفاء… أعظم قيمتين من بين كلّ المثل العليا،لا يبلغهما إلا من كان متقدماً في سلم الأخلاق وفي نفسه كلّ الجلاء واليقين، ويأتي الفداء كأعظم مراحل الوفاء… فهل هنالك أوفى من ذاك الذي يقف حياته كلها على قضيته، فلا يتنكر لها بل يقدم لفلاحها أقصى ما يملك، فيمنّ بذلك على القضية ذاتها ويمنّ أيضاً على من استمرّ من بعده فيحمِّله مسؤولية الوفاء لدمائه؟

هكذا هو السجل الخالد للشهداء الأبرار، الأوفياء للحزب كما الحزب على الدوام وفيٌّ لهم… نحمل ذكراهم معنا في كلّ خطوة فيكونون دافعاً لنا عند التحديات، ويوم الانتصار الأخير سنذكرهم مذ كانوا طلائعاً لانتصاراتنا.

ختاماً… مع شهيد الثامن من تموز، ذاك الذي لا يخاف الموت… ألم يقل: «نحبّ الموت متى كان الموت طريقاً للحياة»؟ ذاك الذي لا يهاب السجن والتصفية، فكلماته الشهيرة يتردّد صداها: «لو قضوا على المئات منا لما تمكنوا من القضاء على قلة منا تقيم الحقّ وتسحق الباطل»… من لا يهاب المهانة والسخرية فيقول لجلاديه: «ما أعطي لأحد أن يهين سواه قد يهين المرء نفسه»… ذاك الذي فيه كلّ المحبة لشعبه فقال فيهم: «يحاربونا لينتصروا علينا، أما نحن نحاربهم لننتصر بهم»… ولم تغرِه حريات الأمم كلها وبلاده مكبّلة بالقيود، قائلاً لنا: «إن لم تكونوا أحراراً من أمّة حرة فحريات الأمم عار عليكم»… ذاك الذي لم يشكّ يوماً بانتصارنا وإن شككنا نحن بأنفسنا فينادينا: «لا مفرّ لنا من النجاح» … ذاك الذي ختم رسالته بدمه… إنه سعاده طبعاً… في يوم الفداء والوفاء… المجد لسورية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى